زوجة الأب إلى قفص الاتهام.. الداخلية تعلن حل لغز أسرة دير مواس المسمومة - القصة كاملة - بوابة الشروق
الإثنين 25 أغسطس 2025 12:47 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

زوجة الأب إلى قفص الاتهام.. الداخلية تعلن حل لغز أسرة دير مواس المسمومة - القصة كاملة


نشر في: الأحد 24 أغسطس 2025 - 6:36 م | آخر تحديث: الأحد 24 أغسطس 2025 - 6:36 م

الغيرة دفعت الزوجة الثانية لقتل الأب وستة أطفال بالسم انتقامًا منه لعودته للأولى


أعلنت وزارة الداخلية ملابسات مصرع أسرة دير مواس بالمنيا، وكشفت تحرياتها أن زوجة الأب الثانية وراء إرتكاب الواقعة بوضع مادة سامة بخبز الطعام.

تواصلت التحريات والتحقيقات على مدار أكثر من شهر لحل لغز القضية التي هزت مصر، بعدما أدت الواقعة إلى مصرع ستة أطفال ووالدهم في قرية دلجا بدير مواس بالمنيا.

التحريات أسفرت عن أن زوجة الأب الثانية خلف إرتكاب الواقعة، حيث قامت بوضع مادة سامة بخبز الطعام الذى تعده لأنجال زوجها فى إطار رغبتها فى التخلص منهم ووالدتهم، لقيام زوجها برد الزوجة الأولى لعصمته مؤخراً وإعتقاداً منها بأنه سوف ينفصل عنها.

السم مفتاح اللغز

في ٢٧ يوليو الماضي أصدرت النيابة العامة أول بيان رسمي لها في واقعة وفاة ستة أطفال ووالدهم في قرية دلجا مركز يدر مواس بمحافظة المنيا.

وأكدت النياية العامة في بيانها ما نشرته "الشروق" يومي ٢٠ يوليو و٢٤ يوليو الجاري عن سبب الوفاة وتقارير لجنة السموم والطب الشرعي.

وقالت النيابة العامة إنها تباشر تحقيقاتها الموسعة في واقعة وفاة ستة أطفال أشقاء ووالدهم بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، وذلك عقب إصابتهم بأعراض صحية خطيرة ومتشابهة، شملت القيء والحمى والتشنجات واضطراب مستوى الوعي، مما أثار شبهة جنائية حول أسباب الوفاة.

وكان الأطفال قد تُوفوا تباعًا بعد نقلهم إلى المستشفى، فيما تُوفي والدهم لاحقًا إثر ظهور الأعراض ذاتها، وهو ما دفع النيابة العامة لفتح تحقيق عاجل في الواقعة.

وقد استمعت النيابة إلى أقوال عددٍ من أقارب الأسرة، وأجرت معاينة ميدانية لمحل إقامتهم،.

كما قررت ندب مصلحة الطب الشرعي لتشريح الجثامين وسحب العينات اللازمة لتحليلها في المعامل المركزية والفنية المختصة.

وكشفت نتائج التحاليل الأولية التي أجرتها مصلحة الطب الشرعي عن وجود مادة سامة من المبيدات الحشرية في العينات المأخوذة من الأطفال، مما يرجّح تعرضهم للتسمم كمسبب رئيسي للوفاة.

وأمرت النيابة العامة إدارة البحث الجنائي بسرعة إجراء التحريات اللازمة لكشف ملابسات الواقعة، مؤكدة أنها ستعلن نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها.

أداة الجريمة مبيد حشري

في ٢٠ يوليو الماضي كشف مصدر طبي بوزارة الصحة والسكان أن التحاليل التي أجريت بأمر النيابة العامة في واقعة وفاة الأطفال الأشقاء الخمسة بقرية دلجا مركز ديرمواس بمحافظة المنيا، أكدت أنها كانت نتيجة تسمم كيميائي يرجح أنه مبيد حشري.

وأوضح المصدر في تصريحات لـ"الشروق" أن تتابع وفيات الأطفال بالتسمم الكيميائي تتناسب مع البنية الجسدية لكل فرد منهم، حيث توفي الأطفال ذوو البنية الجسدية الضعيفة أولا وهم الأطفال الأصغر سنا، بينما الأطفال الأكبر سنا توفيت إحداهما بعد عدة أيام بينما مازالت الطفلة الكبرى علي قيد الحياة.

كما أن تأخر ظهور الأعراض على الأب لعدة أيام عن أطفاله يعود أيضا الي قدرة جسده علي تحمل التسمم الكيميائي لفترة أطول ومقاومته، حيث استقرت حالته قبل أن يلقى مصرعه.

أعراض نادرة الحدوث

وفي ٢٤ يوليو الماضي قال الدكتور محمد إسماعيل أستاذ السموم بطب المنيا، والذي تابع حالة الطفلتين الأكبر المتوفيتين من الأطفال الستة بدلجا بدير مواس، إنه تم تكليفه بمتابعة حالتهما عقب وفاة أشقائهما الأربعة في ظروف غامضة.

وروى إسماعيل في حوار خاص لـ "الشروق" أن الموضوع كان في بدايته تحديًا لنا ولأطباء مصر كافة، ففي يوم الجمعة 13 يوليو استقبلت مستشفى ديرمواس التخصصي ثلاث حالات من الأطفال مصابين بقيء وسخونة وتدهور في الوعي أعقبه وفاة سريعة، وهذه الأعراض غريبة ونادرة الحدوث.

واستمعت النيابة العامة إلى أقوال الأطباء المعالجين للأطفال، التي كشفت تعرضهم لتناول نوع من المبيد الحشري السام، اسمه العلمي "كلورفينبير"، والذي يسبب شللًا في الخلايا بشكل عام، وفشلًا في جميع أعضاء الجسم، وأعراضه الأولية سخونة وقيء وهذيان.

وتابع إسماعيل: "حضر فريق طبي من وزارة الصحة يضم نحو ثمانية أطباء من تخصصات مختلفة، لعمل كشف على الحالتين، وتحديدًا مع البنتين، وحصلنا على تاريخ تفصيلي للواقعة، وجميع المؤشرات تشير إلى تسمم بمادة غريبة. عقب استقرار حالتهما بعد 48 ساعة، تم التصريح لهما بالخروج. ومساءً شعرت رحمة بالإعياء، فعادت مرة ثانية للحجز بمستشفى مصر الحرة، وظهر على رحمة ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة واضطراب وفقدان في درجة الوعي، وظهور نوع من التهيج وعدم استقرار حالتها، وكانت الصورة غامضة بشكل كبير، وتوفيت الطفلة فجر الثلاثاء."

وعن موعد الوجبة التي سبقت الوفاة، أكدت رحمة للطبيب المعالج قبل وفاتها أنهم تناولوا خضارًا وأرزًا ولحمًا، وبعدها بدأ أشقاؤها يشعرون بالإعياء.

وأوضح إسماعيل أن الأعراض بدأت تظهر على الطفلة فرحة من صداع وهزال عام، وتم سحب التحاليل ووجد ارتفاعًا بسيطًا في إنزيمات الكلى ولا يشير إلى شيء محدد، وتمت التوصية بعمل غسيل كلوي على جهاز خاص، غير موجود بالمنيا، فتقرر نقلها إلى مستشفى الإيمان العام في أسيوط، وتوفيت بالمستشفى.

وقال إسماعيل: "لما كانت الصورة للسم غير واضحة، تم التواصل مع زملاء في مستشفيات جامعتي عين شمس والإسكندرية لتبادل الخبرات في هذا النوع من السم لتحديده، لأن صورته الإكلينيكية غير واضحة، وحينها كشفت الدكتورة نهاد حامد أن الأعراض تتشابه مع حالة كانت قادمة من محافظة البحيرة بادعاء انتحارية بتناول مبيد حشري، وأرسلت صورة المادة، فوجدنا تطابقًا في الأعراض والحالة الإكلينيكية، وهو نوع جديد من المبيد الحشري واسمه العلمي كلورفينبير".

وكشف أستاذ السموم بطب المنيا، أن هذه المادة ليس لها تحليل معين يكشفها، وليس لها ترياق متخصص على مستوى العالم، والحالات المسجلة بالإصابة بها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وأن 100 ملليلتر منها يتم تخفيفها في 600 ملليلتر من المياه لاستخدامها في القضاء على الآفات الزراعية، وتوضع قبل الحصاد بمدة كافية



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك