شواء وسط جليد القطب الشمالي.. الألماني «سفِن شنيدر» يطهو في ظروف قاسية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:11 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شواء وسط جليد القطب الشمالي.. الألماني «سفِن شنيدر» يطهو في ظروف قاسية

بريمرهافن (ألمانيا) - د ب أ
نشر في: الأربعاء 18 سبتمبر 2019 - 3:22 م | آخر تحديث: الأربعاء 18 سبتمبر 2019 - 3:22 م

يعرف الألماني سفن شنيدر هذه الظروف القاسية جيدا، حيث عمل شنيدر البالغ من العمر 52 عاما، من مدينة لانجن القريبة من ميناء بريمرهافن، شمال ألمانيا، 14 شهرا من قبل في منطقة القطب الشمالي، وكان ذلك في مطبخ محطة نويماير III.

كما كان شنيدر على متن سفينة "بولار شترن" البحثية في رحلة استكشافية لها في القطب الجنوبي، وكان يعد شرائح اللحم لطاقم السفينة.

أما الآن فقد أصبح كبير الطهاة أمام تحد جديد، حيث سيكون على متن سفينة "بولار شترن" التي ستنطلق من النرويج بعد غد الجمعة، 20 سبتمبر، لتظل عاما كاملا في رحلة «Mosaic» الاستكشافية في القطب الشمالي.

يقول شنيدر عن عمله في مثل هذه المهام الصعبة: "تتطلب المشاركة في مثل هذه المهام أن يكون الشخص المشارك شغوفا بها أصلا، ومولعا بالبرد أيضا".

ويبدو أن كبير الطهاة الألماني يمتلك هذا الشغف، "فهذا هو أكثر الأعمال التي سمح لي بأدائها، متعة".

عمل شنيدر بالفعل في إحدى السفن السياحية، وعمل في أحد فنادق مدينة بريمن، وعمل مع أحد متعهدي الحفلات في مدينة بريمرهافن الساحلية، وفي مطبخ بجزيرة سيلت، وكذلك في سويسرا.

بدأ شنيدر العمل على متن سفينة "بولارشترن" منذ 11 أغسطس الماضي، حيث يعد الطعام لفريق الباحثين وطاقم السفينة، التي تعبر البحر من ميناء بريمرهافن إلى النرويج.

وكان هناك تخطيط لهذه الرحلة منذ أسابيع، حيث حملت السفينة معها 14 ألف بيضة، و 1400 لتر من الحليب و طن بطاطس و 150 عبوة معجون شوكولاتة، وذلك على سبيل المثال فقط، لا الحصر.

وسيضطر شنيدر لإعادة تزويد السفينة من جديد، في مدينة ترومسو، بالأطعمة لتعويض ما تناوله ركاب سفينة «Mosaic» حتى انطلاقها.

وهناك على متن السفينة أيضا حاويتان للطوارئ، "حيث يكفي المخزون الأساسي لمعيشة طاقم السفينة لمدة شهرين، في حالة عدم قدوم الإمدادات"، حسب شنيدر.

وذلك لأنه، و وفقا للخطة، فإن السفينة ستحصل، في منطقة وسط القطب الشمالي، كل شهرين، على إمدادات إما من كاسحة جليد أو من طائرة. وفي حالة عدم نجاح ذلك فإن شنيدر سيضطر للجوء للمخزون الاحتياطي، "فلن نموت جوعا"، حسبما أكد الطاهي.

يرى شنيدر أن أكبر تحد له، من نوع آخر غير تحدي الطعام، "حيث إن علي أن أحافظ، في الظلام، على المزاج الطيب للركاب"، وذلك لأن الظلام سيحل بدءا من أواخر أكتوبر، ولمدة أشهر.

لذلك فإنه من الجيد أن يكون هناك خباز يعاون الطاهي، ليخبز ويصنع الفطائر يوميا، "فالناس يريدون سعرات حرارية".

هدف هذه المغامرة التي تستمر عاما هو جمع المزيد من البيانات، لفهم آثار التغير المناخي بشكل أفضل، حيث يعتبر القطب الشمالي نظاما للتحذير المبكر الذي ينبئ بالتغيرات التي تطرأ على مناخ الأرض.

لكي تتمكن السفينة من جمع البيانات من منطقة القطب الشمالي، فستضطر، عندما تصبح محاصرة بالجليد في فصل الشتاء، للإبحار بدون دفع ذاتي.

يعتزم سفن شنيدر البقاء على متن السفينة نحو عشرة أشهر.

سيغادر السفينة مرتين، سريعا، وعلى مدى بضعة أسابيع.

ستكون المرة الأولى أواخر العام الجاري، ثم سيعود للنرويج على متن كاسحة الجليد التي ستحمل مؤنا جديدة. وحيث إن وصول سفينة الإمدادات قبل أعياد الميلاد غير مؤكد، فإن شنيدر يعتزم تخزين دومينو وكعك العيد، "ولكني لم أحصل عليها في شهر أغسطس"، حسبما أوضح الطاهي في نبرة حزينة، وذلك لأنه مهتم كثيرا للإبقاء على المعنويات الجيدة لطاقم السفينة.

يحرص الطاهي على "ألا يشعر أي شخص على متنى السفينة بأنه يفتقد شيئا ما خلال هذه الرحلة". لذلك فإنه يجمع أيضا رغبات الطاقم.

يفضل ركاب السفينة حفلات الشواء الليلية على سطح السفينة، "ربما كان من الصعب تخيل ذلك في البداية، حيث لا يتصور أحد أن نقوم بحفلات شواء في ظل سالب 45 درجة مئوية، ولكن ارتداء الملابس المناسبة يحل هذه المشكلة"، حسب شنيدر.

ولكنه أوضح أن ارتداء الملابس المناسبة يجعل ذلك ممكنا، "ويضع كل شخص ما يفضل تناوله، بنفسه على الشواية، سواء كان لحما أو نقانق نباتية أو أناناس، إنه أمر يدخل السرور على الجميع".

كما لاحظ شنيدر شيئا آخر خلال رحلاته الاستكشافية في الجليد، "حيث إن جميع الركاب يلتزمون خلال أول أسبوعين من الرحلة بمواعيد طعامهم الطبيعية... ثم يتعودون على تناول شيئا شهيا على مدى جميع ساعات اليوم".

يؤكد الطاهي الألماني أن معظم الركاب يعودون من الرحلة بوزن مرتفع عن الوزن الذي بدأوا به.

ولمواجهة ذلك فإن هناك على متن السفينة تقليدا خاصا، حيث يلتقي "فريق الوزن" كل يوم أحد في "الصالون الأزرق" لمتابعة الوزن.

باستطاعة الراغبين في إنقاص الوزن فعل ذلك من خلال تدريبات في مسبح السفينة أو في غرفة اللياقة البدنية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك