أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن العالم يشهد أوضاعًا غير مسبوقة من حيث تسارع التغيرات وخروجها عن المألوف، مشيرًا إلى أن كسر القواعد بات هو القاعدة، وأن آثار هذه التحولات ستمس كل الأمم والدول، مما يجعل من حق العمل أولوية قصوى في أجندات الدول كافة.
وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته، السبت، في الدورة 51 لمؤتمر العمل العربي، المنعقدة بالقاهرة، والذي تنظمه منظمة العمل العربية، إحدى المنظمات المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية، بمشاركة 18 وزير عمل عربي، وحضور 440 مشاركًا من رؤساء وأعضاء الوفود من ممثلي الحكومات ومنظمات أصحاب العمل، والاتحادات العمالية من 21 دولة عربية، أن تطورات سوق العمل، لا سيما في قطاع الخدمات، أدت إلى اختفاء بعض الوظائف وظهور أخرى جديدة.
ونوه إلى أن بروز تقنيات الذكاء الاصطناعي يفرض على الجميع الانتباه والتحرك، نظرًا لتأثيراتها المحتملة على مجالات حيوية كالتعليم والخدمات الصحية وسواها من الأنشطة البشرية.
وجدد أحمد أبو الغيط تهنئته لمنظمة العمل العربية بمناسبة مرور 60 عامًا على تأسيسها، مؤكدًا أنها ما تزال تشكل ركنًا أساسيًا ومحركًا فاعلًا لمنظومة العمل العربي، من خلال تنسيقها المتواصل مع أطراف العملية الإنتاجية، ودورها في دعم النظم والممارسات النقابية التي تضمن توازنًا ضروريًا في العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال.
وخص أبو الغيط، خلال كلمته بمؤتمر العمل العربي، بالشكر جمهورية مصر العربية على استضافتها المقر الدائم للمنظمة، وما توفره لها من تسهيلات ودعم لتمكينها من أداء رسالتها.
وشدد على ضرورة الاستعداد الجاد لما وصفه بـ"الثورة التكنولوجية التي بدأت بالفعل"، وذلك من خلال حماية العنصر البشري وتقليل الخسائر الناجمة عن التحول الرقمي، عبر تأهيل العمال بكل الوسائل الممكنة، مع ضرورة أن تواكب التشريعات واللجان النقابية هذه التحولات، بما يضمن التكيف واستشراف المستقبل، خاصة في ظل تصاعد معدلات بطالة الشباب.
وفي سياق حديثه عن القضايا الإقليمية، ندد أبو الغيط بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، موجهًا التحية لمنظمة العمل الدولية ونظيرتها العربية على دعمهما لمطلب فلسطين بالحصول على عضوية كاملة في مؤتمر العمل الدولي المقرر عقده في يونيو المقبل، والذي سيشهد ولأول مرة مشاركة فلسطينية بوفد ثلاثي يمثل أطراف العملية الإنتاجية الثلاثة.