مدير المركز الكاثوليكى للسينما بطرس دانيال لـ الشروق: غياب التمويل يضعف حضور الفن الدينى رغم تأثيره العابر للمنابر - بوابة الشروق
الأحد 20 يوليه 2025 1:14 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟


مدير المركز الكاثوليكى للسينما بطرس دانيال لـ الشروق: غياب التمويل يضعف حضور الفن الدينى رغم تأثيره العابر للمنابر

آلاء يوسف
نشر في: السبت 19 يوليه 2025 - 8:08 م | آخر تحديث: السبت 19 يوليه 2025 - 8:08 م

• نور الشريف حذر من تغوُّل الربح.. وهند رستم موّلت فيلمًا دينيًا من مالها الخاص
• بعض المسلسلات غير المباشرة تسد فراغ غياب الفن الدينى
• «فرنسيسكان جوت تالنت».. مسابقة فنية تُوحِّد أطفال مصر

قال الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكى للسينما؛ إن اهتمام الكنيسة بالسينما وانخراط رجال الدين فى الفن؛ بدأ بتوجيه من بابا الكنيسة الكاثوليكية بيوس الحادى عشر، عندما أرسل فى عام 1936 مرسومًا للكنائس والأساقفة فى أمريكا يخبرهم فيه بأن هناك اختراعًا يسمى «السينما» ويوجههم لاستخدامه من أجل الخير، فبدأت المراكز الكاثوليكية للسينما تنشر فى العالم.

وأشار فى حواره مع «الشروق» إلى أن رهبان مصر شاركوا فى المركز الكاثوليكى العالمى للسينما ولجان تحكيمه؛ إلى أن تم إنشاء مركز فى مصر عام 1949م، وأقيم أول مهرجان فيه عام 1952م؛ وكرم العديد من الفنانين، مثل: «فاتن حمامة، وحسين رياض، وأحمد مظهر»، حتى أنشئت قاعة العروض والاحتفالات عام 1997م فأصبح المهرجان سنويًا.

وعن دخول رجال الدين المسيحى عالم الفن؛ أوضح أن الأمر يتعلق بإدراك تأثير قوة الفن واتساع تأثيره، لافتًا إلى أن البابا افرانسيس بابا الفاتيكان الراحل كان يحرص سنويًا على لقائه بالفنانين والإعلاميين لدعمهم وتوجيههم؛ وهو ما اتضح فى الصور التى نشرت فى حفل تأبينه من لقاءاته مع ليوناردو دى كابريو، وأنجلينا جولى وغيرهم من الفنانين بالإضافتة إلى مشاركته شخصيًا مع فيلم للأطفال، واتباع البابا ليو الرابع عشر المنهج ذاته فى مقابلته الأخيرة بآل باتشينو.

وأضاف: «رسالة القس فى الكنيسة أو الخطيب فى المسجد تتوجه إلى جمهور محدود؛ بالإضافة إلى أننا بشر فقد يسهو السامع أو يغفل؛ لذلك الرسائل النبيلة تحتاج الفن والسينما، فهى توصل الرسالة بشكل أسرع وجذاب بالصورة والموسيقى، فمعظمنا يحفظ مقاطع من مسرحيات وأفلام تأثرًا بها».

وبين أن المركز يتابع كل ما عُرض فى السينما، او المنصات، أو المهرجانات منذ 1 يناير حتى 31 ديسمبر من كل عام، بالإضافة لما عرض فى المنصات أو المهرجانات وفق معايير أخلاقية إنسانية فنية؛ مؤكدًا أنه كجهة دينية من البديهى تشجيعى الفن الذى له رسالة تخدم المجتمع، ليس المبنى على الابتذال أو المشاهد الصارخة أو النقد اللاذع للشخصيات السياسية أو الدينية او غيرها؛ مؤكدًا الانفتاح على جميع أنواع الأفلام السياسية والاجتماعية، وغيرها.

كما شدد على عدم تحفظ الكنيسة الكاثوليكية على أى نوع أو محتوى ما لم يكن مبتذلًا أو يحمل نقدًا لاذعًا لأى شخص، ومن الناحية الدينية لا تمانع تجسيد الأنبياء أو الملائكة.

وعن عدم المشاركة بإنتاج فنى خاص بالمركز أوضح أن ذلك يرجع إلى عدم وجود قدرة إنتاجية أو تمويل؛ معتبرًا أن عدم دخول مجال الإنتاج الفنى يبعده عن شبهات الانحياز للأعمال الفنية أو الفنانين باعتباره جهة تحكيم.

واعتبر الأب بطرس دانيال، أن غياب الفن الدينى الإسلامى والمسيحى يرجع لأسباب إنتاجية، فالربح والتوزيع أصبحا طاغيين على المشهد؛ لافتًا إلى أن بعض المسلسلات غير المباشرة قد تكون بديلًا مقبولًا؛ مثل: الخواجة عبدالقادر أو جزيرة غمام أو غيرهما.

كما أشار إلى أن تأثر الإنتاج الفنى الدينى بمتطلبات الربح حذرمنه بعض الفنانين منذ فترة طويلة، مثل نور الشريف الذى تحدث عن اللأجندة الإنتاجية؛ لافتًا إلى أهداف بعض الفنانين أصلا تغيرت مؤكدًا أن بعض الرموز الفنية قديمًا كانوا يدفعون الأموال من حسابهم الشخصى لإيصال رسالة سامية، مستشهدًا بتكلف هند رستم 17 ألف جنيه من مالها الخاص، لتنفيذ متطلبات فيلم الراهبة ليخرج بأقرب صورة للواقع.

ولفت إلى أنه على الرغم من غياب الإنتاج الفنى الدينى فإن مسلسل the chosen بمواسمه المتعددة يعتبر من الأعمال الفنية المتميزة؛ إذ يتحدث عن حياة المسيح بشكل يتلاءم مع الواقع والعصر الحديث، لافتًا إلى أن شركة الإنتاج جاءت لافتتاح مشروع الدبلجة بالعربية على مستوى لبنان ومصر وتونس فى مصر فى المركز الكاثوليكى للسينما، وحظى المشروع بإقبال عدد كبير من الفنانين المدبلجين من المسلمين.

وعلى الرغم من التعاون بين الكنيسة والأزهر فى كثير من القضايا لفت الأب بطرس دانيال فإن الجانب الفنى لم يحظَ بالتعاون الكامل نظرًا لعدم وجود إنتاج فنى من أى من المؤسستين، معتبرًا أن المجال الفنى لا يزال بحاجة إلى مزيد من الانفتاح من الطرفين.

وفى السياق ذاته أكد تعاون المركز مع بعض الجهات الأخرى مثل: المجلس القومى لحقوق الإنسان، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ورئاسة الوزراء؛ وقادرون باختلاف وغيرها.

وأوضح أن المركز يستهدف التوعية بأهمية الفن فى المجتمعات، وتشجيع التنافس فيه، ما يجعله يدعم الموهبين من الشباب؛ فسنويًا ينظم مسابقة مدارس السنودس الإنجيلى فى مهرجان الأفلام القصيرة على مستوى الجمهورية؛ وبلغت قيمة الجائزة الأولى 25 ألف جنيه، والثانية 15 ألف جنيه، والثالثة 10 آلاف جنيه.

كما ينُظم مسابقة «فرنسيسكان جوت تالانت» على مستوى الجمهورية من الإسكندرية حتى أسوان؛ للأطفال من 1 ابتدائى حتى 3 إعدادى فى الرسم والشعر والإذاعة والتمثيل الفردى والجماعى، والغناء والموسيقى، والجوائز كانت مالية، وكان موضوعها هذا العام عن البيئة، لافتًا إلى أن فئة الشعر ضمت كثيرًا من القصائد الدينية ذات البعد الإنسانى.

واعتبر الأب بطرس دانيال أن هذه التجربة تتميز بمكتسبات مجتمعية تتجاوز تشجيع الفن فقط؛ أبرزها حالة الدمج بين كل طوائف المجتمع خلال فترة التصفية النهائية؛ إذ يقيم المرشحون ومرافقيهم من الأهل مسلمين ومسيحيين فى مضيفة دير، ومعهم لجنة التحكيم فى جو تعايشى حقيقى وغير مفتعل.

وأضاف: «تكريم الفنانين من لجنة التحكيم واحتكاكهم بهذه الفئة العمرية يخلق حالة دمج بين الكوادر الفنية والأجيال الناشئة، فقد فوجئ عدد من الفنانين، مثل نهال عنبر وإسلام محمد وابنة الفنان أبوبكر عزت بأن الصغار يتابعون أعمالهم ويتأثرون بهم، ما يعنى أن الفن الراقى لا يزال جذابًا والأذواق لم تنحدر إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل».

وعن معالجة الفن بعض قضايا المنطقة من حروب ونزاعات، وأبرزها مآساة غزة أكد مدير المركز الكاثوليكى للسينما أن بعض الأعمال التى تم تكريمها تناولت البعد الإنسانى للأزمة بالفعل إلا أن الأمر مرهون بعدم الدخول فى أمور سياسية حتى لا تنتقل ساحة الصراع للفن نفسه، وإنما يكون التركيز على البعد الإنسانى والاجتماعى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك