مصورو الشارع.. فنانون فى سبيل «أكل العيش» على كورنيش النيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 12:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصورو الشارع.. فنانون فى سبيل «أكل العيش» على كورنيش النيل

إسماعيل الأشول
نشر في: السبت 20 أبريل 2019 - 6:15 م | آخر تحديث: السبت 20 أبريل 2019 - 6:15 م

أحمد عبدالعظيم: المنع أبرز التحديات.. والتصوير فى الشارع مهنة قديمة فى مصر

 

فى مشاهد تعيد للذاكرة، وقوف الممثل المصرى الراحل أحمد زكى، كمصور فوتوغرافيا، على كورنيش النيل، فى فيلمه الشهير «اضحك الصورة تطلع حلوة»، اختار مصورون مصريون شباب، الوقوف على كوبرى قصر النيل بوسط القاهرة، أخيرا، باحثين عن الراغبين فى توثيق لحظة يرونها جميلة فى حياتهم، بعدسة كاميراتهم التى يحملونها بين أيديهم تارة، أو يتركونها تتدلى من رقابهم فوق صدورهم تارة أخرى.. تماما كما كان يفعل سيد غريب، بطل الفيلم، الذى أخرجه شريف عرفة، من تأليف وحيد حامد، لفتى الشاشة الأسمر.
فوق رصيف المشاة والعابرين بكوبرى قصر النيل، الذى يعد أبرز معالم وسط القاهرة، كان لقاء محرر «الشروق» مع عدد من مصورى الشارع، الذين ينتشرون على امتداد الكوبرى «فى سبيل أكل العيش»، معتمدين فى ذلك على مواهب فطرية تكونت لديهم بحكم الممارسة.
وقبل أن يتحدث المصور الشاب أحمد عبدالعظيم، وشهرته «يابانى» (23 عاما)، كان مشغولا فى التقاط بعض الصور لإحدى الفتيات، قبيل غروب الشمس، مستعينا بالإضاءة الطبيعية الهادئة التى تمنحها أشعة الشمس لمحبى التصوير.
وكان هناك مصور آخر، يلتقط صورة لإحدى العائلات، وثالث يلتقط صورا لطفل يبتسم فوق كتف والده، قبل أن يطالع زبائن أرباب الكاميرا صورهم، معبرين عن إعجابهم بابتسامة كبيرة، وترديد كلمات مثل: «شكرا.. تمام.. جميلة.. اديهالى على الموبايل لو سمحت».
ولا يطبع مصورو الشارع الصور لأصحابها، وإنما يسلمونها لهم عبر هواتفهم المحمولة، ليحتفظوا بها، أو ليطبوعها بأنفسهم كما يشاءون.
وتتراوح أسعار الصور حسب عددها، وحسب طلب ورغبة كل زبون، ما بين عشرة جنيهات إلى خمسين جنيها.
ويقول عبدالعظيم لـ«الشروق»: «مهنة التصوير فى الشارع كانت موجودة منذ عام 1950، وما قبلها، وتحفظ ذاكرة أهالى القاهرة والإسكندرية وغيرها من المحافظات الساحلية، وجوه الأجيال الأولى من المصورين الذين كانوا يحملون كاميراتهم، لتخليد اللحظات الجميلة فى حياة أصحابها، لكن هذه المهنة انتهت تقريبا منذ عام 1980، إلى أن أخرجت شركات صناعة الكاميرات، طرازات جديدة منها، عالية الكفاءة والجودة».
اللافت فى عمل هؤلاء المصورين الشباب، أن بضاعتهم المتمثلة فى تصوير الراغبين من المارة، تواجه تحديا كبيرا يتمثل فى انتشار الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات عالية التقنية، لكنهم يقولون إن الكاميرات الاحترافية التى يستخدمونها تجعلهم يقدمون خدمة مغرية لزبائنهم بأسعار زهيدة.
عبدالعظيم الحاصل على بكالوريوس السياحة والفنادق، أضاف أن التصوير فى الشارع لا يقتصر على القاهرة وحدها، وإنما يشمل محافظات أخرى، مثل الإسكندرية والغردقة وغيرها.
يستأذن المصور من هؤلاء المارة، ليسأله أن يمنحه دقيقة من وقته، ليعرض عليه فكرة التصوير، وأحيانا يعرض المصور منح زبونه المحتمل، صورة أولى بالمجان، فإن أعجبته، يتم الاتفاق على عدد الصور وسعرها، حسب طلب كل زبون.
أبرز التحديات التى تعيق عمل المصورين فى الشارع، هو المنع من التصوير، ولذلك يطالب المصورون، المسئولين فى الجهات المعنية، وخاصة وزارة الثقافة، بالعمل على تسهيل مهمتهم، دون تضييق، وأن يصرح لهم بالتنقل بحرية لممارسة عملهم، ومنحهم تصريحات رسمية بذلك.
«الناس يبدون سعادتهم بالتقاط الصور لهم، ولا نضايق أحدا، ولا نخالف أية قواعد، والتصوير الحر فى الشوارع أمر مكفول ومتاح فى كل دول العالم، ولذلك نطالب بضمان ممارستنا للمهنة دون قيود»، أضاف عبدالعظيم.
ورأى المصور الشاب أن أهم شروط الحصول على تصريح بمزاولة مهنة التصوير، أن يكون الشخص ممارسا لها، حتى لو لم يكن يمتلك كاميرا.
ويوضح حازم زارع وهو مصور شاب آخر، يناديه رفاقه باسم «كريزى» أن التصوير وإن كان بمثابة مهنة يبحث من خلالها شباب المصورين عن رزق حلال، إلا أن من بين العاملين فيه شباب يحملون مؤهلات متنوعة، فمنهم حاصلون على بكالوريوس الطب، والحقوق، والخدمة الاجتماعية، وغيرها من المؤهلات.
ولا تخلو ممارسة التصوير من طرائف، مثل ما يرويه عبدالعظيم قائلا: «فى إحدى المرات كنت ألتقط صورة لطفلة صغيرة مع والدها، وكانت الطفلة تنظر نحوى وتبتسم فى براءة شديدة، فاقتربت منها، ثم فوجئت بها تمسك بالكاميرا ولا تتركها، وكنت كلما أردت أن أواصل عملى، تصرخ ولا تترك الكاميرا، ما دفعنى إلى تركها فى يدها، ومواصلة تصويرها بكاميرا أخرى». ويعلق عبدالعظيم بالقول: «حب التصوير يكمن فى الذات، لا فى مجال المهنة كحرفة لصاحبها».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك