قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي "إن السلطات السياسية اللبنانية تعطل مسيرة الدولة ومؤسساتها الدستورية، وعلى رأسها عدم تشكيل حكومة جديدة، على نحو يفاقم معاناة المواطنين اللبنانيين في ظل الأزمات الحادة التي تمر بها البلاد".
وأشار بطريرك الموارنة - في كلمة خلال قداس عظة /الأحد/ - إلى أن القوى السياسية اللبنانية تسببت في إفقار اللبنانيين وتخريب البلاد، كما أنها بددت قواها في صراعات الحصص والمصالح الخاصة من أجل تحقيق مصالح ومكاسب مالية شخصية.
وأعرب عن تأييده لمطلب التعاون مع محققين دوليين في جريمة انفجار ميناء بيروت البحري للكشف عن ملابساتها، باعتبار أنها جريمة ضد الإنسانية، متمنيا التوفيق للمحقق العدلي (قاضي التحقيق) طارق البيطار الذي كُلف مؤخرا بملف التحقيق في الانفجار والإسراع في مهمته.
وجدد البطريرك الماروني الدعوة لمؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية من الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي في ظل "استحالة التفاهم وفقدان الثقة" بين المرجعيات السياسية لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة أو اتخاذ القرارات الإصلاحية اللازمة وانقطاع الحوار وتوقف الحركة في مؤسسات الدولة.
وأضاف: "إن ما نطمح إليه عبر هذا المؤتمر هو دولة موحدة بشعبها وأرضها بشرعيتها وقرارها، بمؤسساتها وجيشها، بدستورها وميثاقها؛ ودولة قوية تبني سلمها على أساس مصلحتها الوطنية وحق شعبها بالعيش الآمن، لا على أساس مصالح دول أخرى؛ ودولة ديمقراطية حضارية تعيش زمانها، وتواصل رسالتها في بيئتها المشرقية بتلاقي الحضارتين المسيحية والإسلامية والعيش المشترك النموذجي".
وأضاف: "إذا كان مؤتمر الطائف، الذي عقد برعاية عدد من الدول العربية والأجنبية، قد وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان من دون رجعة.. نأمل من المؤتمر الدولي الخاص برعاية الأمم المتحدة أن يقيم لبنان من تعثره إلى سابق عهده، وأن يصحح مسببات هذا التعثر".