بدأ المزارعين والفلاحين بمحافظة الشرقية، نهاية الأسبوع الماضي، موسم "جني القطن"، استعدادًا لتشويينه بالمجمعات ثم بيعه، وسط توقعات كبيرة بزيادة سعر القنطار عن مثيلاتها في العام الماضي، وذلك سبب تراجع المساحات المنزرعة بمحصول القطن هذا العام عن العام السابق.

يقول علاء عفيفي، وكيل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بمحافظة الشرقية، إن المديرية انتهت من استعداداتها لموسم "الجني"، والذي بدا بالفعل مطلع الأسبوع الجاري، حيث جرى جني ثلاثة آلاف فدان من محصول القطن، وذلك من إجمالي اثنين وثلاثين ألف فدانًا، وهي حجم المساحة المزروعة بالمحصول خلال العام الحالي.

وأضاف عفيفي، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن عملية التشوين في المجمعات بدأت بالفعل هي الأخرى، حيث يتم تشوين ما تم الانتهاء من جنيه من المحصول لحين جني باقي المحصول وتحديد سعر القنطار، الذي لم يحدد، لافتصا إلى أن هناك توقعات كبيرة بارتفاع سعر قنطار القطن عن العام الماضي، نظرًا لإنخفاض المساحة المزروعة.

وأوضح عفيفي، أن المساحة المزروعة بالقطن خلال العام الماضي كانت من أكبر المساحات في تاريخ المحافظة، حيث بلغت 49 ألف فدانًا، وحينها كان سعر قنطار القطن يبلغ ألفين وأربعمائة جنيهًا، في حين تراجعت المساحة المزروعة هذا العام لأقل من الثلثلين، حيث تم زرع 32 فدانًا فقط.

وأشار، إلى أن المساحة الأكبر لمحصول القطن خلال العام الجاري تتركز في منطقة شمال المحافظة بنسبة تتخطى الـ 70%، وفي مقدمتها مركز صان الحجر، يتبعه مركز منشأة أبوعمر والحسينية، موضحًا ذلك بأن محصول القطن يتناسب مع طبيعة التربة في تلك المناطق التي تحتوي على نسبة ملوحة عالية مقارنةً بباقي أراضي المحافظة، فضلًا عن أن القطن بطبيعة زراعته محصول يُصلح التربة وإنتاجه أعلى من عدة محاصيل أخرى، مثل الذرة الصفراء وبعض الخضروات.

وشدد وكيل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالشرقية، على أن عملية الجني تُعد أصعب المراحل في زراعة القطن، حيث يتم الجمع بالطريقة التقليدية من خلال عمال اليومية الذين يقوم صاحب الأرض بتأجيرهم والاستعانة بهم في عملية الجني، وهي الطريقة التي يُطلق عليها "الطريقة اليدوية"، قبل أن يشير إلى أن المديرية بدأت بالفعل مرحلة التجارب لتطبيق عملية الجني الآلي، حيث تعكف المديرية لوضع تصور نهائي للجني، ومن المقرر تطبيقه بداية من العام المُقبل، .

من جانبه، قال المهندس هاني محمد، من لجنة الإرشاد بمديرية الزراعة واستصلاح الأراضي بالشرقية، إنه بمجرد انتهاء عملية جني القطن يتم فرم عيدان القطن، والتي تدخل في صناعة الأسمدة، فيما تقوم بعض الفلاحات باستخدامه حطب وإشعاله داخل الأفران البلدية المعروفة بتشييدها بالطوب اللبن.

في سياق متصل، أوضح المهندس عبدالله الشيخ، مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة، إن زيادة المساحة المنزرعة بمحصول الأرز هي السبب الأبر راء تراجع مساحة القطن عن العام الماضي، مؤكدًا على أن القطن الذي تتم زراعته في الشرقية محصول عالي الجودة ومعروف بجودته بين محافظات القناة، خاصةً وأنه محصول غير مكلف في زراعته، إلا انه يتميز بزيادة الإنتاجية عن محصول الأرز.