«بردة البوصيرى» صناعة مصرية فى الأوبرا السلطانية - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 3:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«بردة البوصيرى» صناعة مصرية فى الأوبرا السلطانية

بردة البوصيري
بردة البوصيري
تقرير ــ أمجد مصطفى:
نشر في: الأربعاء 22 فبراير 2017 - 9:43 ص | آخر تحديث: الأربعاء 22 فبراير 2017 - 9:43 ص

• د. ممدوح الجبالى: العمل يؤكد أن مصر ليست جثة هامدة كما يتصور البعض
• تابعت الحضرة فى مسجد البوصيرى.. واستعنت بالتصحيح اللغوى لعسر وغيث والزرقانى
هناك مشروعات فنية وغنائية بمجرد ان تستمع اليها تشعر ان هناك املا فى الاصلاح الغنائى وان المغنى لسه بخير، خاصة اننا فى عالم يموج بالقبح الفنى فى كل شىء، وبالتالى يحن عشاق الطرب إلى أى نغمة تذكرهم بماضينا الجميل، فالبحث الان عن عمل يحمل مواصفات الجودة بمثابة البحث عن ابرة وسط اكوام من القش فى ليلة معتمة.
فى هذا الاتجاه يستعد الموسيقار وعازف العود الشهير دكتور ممدوح الجبالى حاليا لتحقيق احد احلامه، وهو تقديم اوبرا غنائية عربية لـ«بردة البوصيرى» قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَة فى مدح خير البرية، إحدى أشهر القصائد فى مدح النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، والتى كتبها محمد بن سعيد البوصيرى فى القرن السابع الهجرى الموافق القرن الحادى عشر الميلادى، وأجمع معظم الباحثين على أنها من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوى إن لم تكن أفضلها، وتعد أشهر قصيدة مدح فى الشعر العربى بين العامة والخاصة، حيث انتشرت هذه القصيدة انتشارا واسعا فى البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمين فى معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة، وأقاموا لها مجالس عرفت بـ«مجالس البردة الشريفة» أو مجالس الصلاة على النبى.
وكما قال الدكتور زكى مبارك: البوصيرى بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر فى تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابا من السيرة النبوية، وعن البردة تلقوا أبلغ درس فى كرم الشمائل والخلال، وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها الأخاذ إلى مختلف الأقطار الإسلامية، وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول».
واستطاع الجبالى تلحين ما يقرب من 164 بيت شعر إلى جانب الموسيقى المصاحبة للاستعراضات والالقاء، فى البداية طرحها بصوت واحد هو المطربة المغربية فدوى المالكى، ثم تطورت الفكرة إلى ان أصبحت اوبرا عربية كما كان يحلم بمجموعة كبيرة من الاصوات، وأوركسترا ضخم.
سألت الجبالى عن النجوم المشاركين وكيف تحولت الفكرة من مجرد عمل غنائى بصوت غنائى واحد إلى اوبرا ابطالها مجموعة من كبار المطربين المصريين، فقال كنت سجلت بردة البصيرى بصوت فدوى المالكى، وكان فى البداية حلمى ان اقدمها بهذا الشكل كبداية حتى لا اصطدم بالانتاج وضخامته، خاصة اننى كنت اود تقديمها بمصر وفشلت فى هذا، رغم اننى كنت وفريق العمل سنقدمها كتبرع لجهة مصرية ستقوم بعرضها، وبعد ان فشل فى هذا عرض المشروع على ادارة اوبرا مسقط، ورحب الفنان عصام الملاح جدا به، وساند الفكرة بشكل كبير، وطلب تحويلها إلى اوبرا عربية، وهنا اخذ العمل منحى اخر، حيث عقدت جلسات عمل مع المخرج محمد حسان الذى تولى معى المراجعة التاريخية الشاملة لبردة البصيرى، وراجعنا ما يقرب لـ 11 مخطوطة تؤرخها، كما استفدنا ايضا من اوبريت البوصيرى الذى قدمته وزارتا الاعلام والثقافة امام مسجدى المرسى ابو العباس والبوصيرى بالاسكندرية، والذى اعده واخرجه الفنان الكبير كرم مطاوع، وقيادة اوركسترا وموسيقى دكتور يوسف شوقى وبطولة عبدالوارث عسر وحمدى غيث وعبدالرحيم الزرقانى ومحمد الطوخى، وغناء على الحجار وزينب يونس وكورال فرقة الموسيقى العربية وكورال دار الاوبرا، حيث اننا اعتمدنا على التشكيل اللغوى لهؤلاء المبدعين الاوائل. واضاف الجبالى: العمل تطلب منا ان نذهب إلى مسجد البوصيرى بالاسكندرية، ورصدنا الحضرة هناك لمزيد من الاطلاع، وحتى نعيش الاجواء المحيطة بهذا العمل النادر، وننقل الروح والاجواء التى تقدم فيه، لاننا فى النهاية بصدد عمل ضخم اتصور ان هناك من ينتظره لانه كما قلت افضل ما كتب فى مدح الرسول الكريم.
وقال ممدوح حاولت خلال التلحين ان اقدم الروح المصرية واستغرق تلحين العمل قرابة العام، كما ان تحويل العمل إلى اوبرا عربية لم يرهقنى كثيرا لاننى منذ البداية وضعتها لكى تقدم على مسرح وكان فى خيالى ان يتم تقديمها فى المستقبل بأكثر من صوت.
وأضاف: العمل يشارك فيه بالغناء مجموعة من اهم الاصوات المصرية منهم محسن فاروق ومحمد محسن وريهام عبدالحكيم واجفان الامير والشيخ المحمدى عمار والشيخ محمد راضى الشريف من المدينة المنورة بالسعودية، والمفاجأة الشيخ يحيى بيهاكى من تنزانيا، وهو يمثل المدرسة المصرية فى المدح والتلاوة لانه تربى على يد تلاميذ البعثات المصرية التى كان يرسلها عبدالناصر لافريقيا لتعليمهم الدين الاسلامى والتلاوات القرآنية، وهذا الشيخ تعرفت عليه من خلال انتشار اعمال له على الانترنت وحضر وجلس معنا 15 يوما، وسوف يعود بداية مارس القادم لحضور البروفات النهائية، وكذلك يقدم فى هذا العمل صوت مصر القادم، وهى «سهيلة بهجت» 15 سنة والتى اكتشفتها من خلال « the voice kids»، والالقاء محمد لطفى وحمزة العيلى، إلى جانب ما يقرب من 80 عازفا بقيادة المايسترو امير عبدالمجيد، وهو فنان كبير له باع طويل ويتعامل باحترافية شديدة والتوزيع الموسيقى لحمادة الموجى، ومعنا اهم موسيقيين فى العالم العربى أبرزهم دكتور رضا رجب وسعد محمد حسن وسعيد الارتيست ومجموعة الايقاع الخاصة به، والعمل مدته 70 دقيقة، يعرض فى اوبرا مسقط بسلطنة عمان يوم 23 مارس المقبل.
واختتم الجبالى قائلا: اهم ما كنت احاول ان اقوله من خلال هذا العمل انه صنع فى مصر، وان بلدنا ليست جثة هامدة كما يحاول ان يروج البعض، بل على العكس بلدنا فيها فن وابداع، وناس لا تقدم الافكار المستهلكة، لكنه ينتظر المساندة الفعالة والفعلية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك