في مشهد يبدو أقرب إلى تجربة اجتماعية طريفة منه إلى دراسة علمية، حوّل باحثون من جامعة رادبود الهولندية طابورًا طويلًا من روّاد إحدى الحفلات الغنائية إلى مختبر حيّ ومتنقل لدراسة واحدة من أكثر الكائنات إزعاجًا للبشر: البعوض.
لكن النتائج لم تكن متوقعة على الإطلاق؛ إذ اكتشف الباحثون أن البعوض يتجنّب الأشخاص الذين يستخدمون واقيات الشمس، مفضّلًا التوجه إلى الماء المحلّى بالسكر بدلاً منهم!
هذه المفاجأة فتحت الباب أمام فائدة جديدة غير متوقعة لواقيات الشمس، تتجاوز مجرد الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
وذكر موقع "ميديكال إكسبريس" أن فريقًا من جامعة رادبود جرب تفضيلات البعوض بين 500 شخص، بينما تم استخدام كاميرات دقيقة موصولة بالكمبيوتر لمراقبة حركة البعوض عند الاقتراب من كل شخص، لمعرفة درجة انجذابها أو نفورها.
لاحظ الفريق هروب البعوض من مستخدمي دهانات واقي الشمس، ليصبحوا أقل عرضة بنسبة 50% للدغات البعوض مقارنةً ببقية أفراد التجربة. لتكون بذلك فائدة إضافية لواقي الشمس، إلى جانب حمايته من الأشعة الضارة المسببة لسرطان الجلد.
وينصح موقع جامعة هارفارد عند اختيار واقي الشمس، بالتأكد من أن نسبة "SPF" تتخطى رقم 30، وأن يكون الواقي مضادًا للأشعة فوق البنفسجية من النوعين "ألف" و"باء"، بينما تُعد مقاومة الواقي للمياه أمرًا ضروريًا عند اختياره.
وأضافت الدراسة فيما يتعلق بالبعوض، أنه بخلاف مستخدمي واقيات الشمس، فإن متعاطي الخمور ومخدر الحشيش تزداد جاذبيتهم للبعوض بنسبة 40%، كما كشفت الدراسة خبرًا سارًا لمن ينامون في أسرّة منفردة، إذ أنهم أقل جاذبية للبعوض من أصحاب الأسرّة المشتركة، والذين تعرضوا للدغات أكثر.
وينصح "هول فيلكس"، مشرف الدراسة، بارتداء الثياب طويلة الأكمام لتجنب اللدغات بشكل عام. كما يمكن تجنب اقتراب البعوض بوسائل متنوعة؛ حيث كشفت جامعة نيو مكسيكو في دراسة سابقة أن دهان الجسم بزيت القرنفل أو زيت القرفة ينفّر البعوض.
كما نصح "المركز الأمريكي للسيطرة على الأوبئة" باستخدام إضاءة صفراء في الغرف لتنفير البعوض