غداة هجوم إرهابي استهدف قاعة "كروكوس سيتى هول" للحفلات فى ضواحى العاصمة الروسية موسكو، أدى إلى مقتل 143 شخصًا على الأقل، أعلنت السلطات الروسية اعتقال 11 شخصًا على خلفية الهجوم مشيرة إلى ارتباط منفذيه بعناصر في أوكرانيا، في وقت أعلن فيه تنظيم "داعش خرسان" مسئوليته عن الهجوم الذي وقع في منطقة تبعد نحو 20 كيلومتراً من الكرملين.

وفي السطور التالية، نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن التنظيم الإرهابي ودافعه للهجوم على روسيا.

• ما هو داعش خراسان؟

خراسان هي مصطلح قديم يشير إلى منطقة تتضمن إيران وتركمانستان وأفغانستان. وظهر فرع "داعش" في شرق أفغانستان نهاية عام 2014، ولديه تاريخ من شن هجمات داخل وخارج أفغانستان، بحسب شبكة "ايه بي سي" الإخبارية الأمريكية.

وفي سبتمبر من عام 2022، تبنى عناصر التنظيم المسئولية عن تفجير انتحاري مميت على السفارة الروسية في كابول.

وبحسب "ايه بي سي نيوز"، ليس مؤكد تماماً أن "داعش خراسان" هي المسئولة عن الهجوم؛ حيث تبنى التنظيم في الماضي هجمات لا علاقة له بها.

ومع ذلك، دعمت مصادر مخابراتية أمريكية إعلان التنظيم مسئوليته عن الهجوم فى موسكو. ونشرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم بيانا عبر منصة "تليجرام" في أعقاب إطلاق النار، قالت فيه إن مقاتليهم هاجموا مشارف موسكو.

وأفاد البيان بأنهم "قتلوا وأصابوا المئات، مما سبب دمار هائل للمكان قبل أن ينسحبوا إلى قواعدهم بأمان".

وكانت السفارة الأمريكية في روسيا قد حذرت في 8 مارس الجاري من أن "متطرفين" لديهم خطط وشيكة لشن هجوم في موسكو، بعد ساعات من إعلان أجهزة الأمن الروسية أنها أحبطت إطلاق نار خطط له أحد فروع "داعش" على معبد يهودي.

• ما دافع الهجوم على روسيا؟

وفقاً لـ"ايه بي سي"، يقول الخبراء إن "داعش خراسان" عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدار سنوات.

وقال الباحث في "مركز صوفان"، كولين كلارك: "كان داعش خراسان يركز على روسيا خلال العامين الماضيين، وكثيراً ما انتقد بوتين في المواد الدعائية للتنظيم".

من جهته، أوضح مايكل كوجلمان، من مركز ويلسون البحثي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، أن "داعش خراسان" ينظر إلى روسيا باعتبارها متورطة في الأنشطة التي تقمع المسلمين باستمرار"، مشيراً إلى أن الجماعة تضم أيضاً مسلحين من وسط آسيا لديهم مظالم لدى موسكو، على حد تعبيره.

وقد غير بوتين مسار الحرب الأهلية السورية عندما تدخل عام 2015، لدعم الحكومة السورية ضد فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم داعش الإرهابي.

وهناك ذراع أيضاً لداعش في القوقاز، الذي يعمل بشكل أساسي في منطقة شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة، وخاصة في جمهوريات الشيشان وداغستان وإنغوشيا وكاباردينو بلقاريا الروسية.

وعلى نحو أوسع نطاقا، جند داعش مقاتلين من روسيا وأجزاء أخرى من الاتحاد السوفيتي السابق، بحسب "إيه بي سي نيوز".

• هجمات متعددة منذ مطلع القرن الحالي

وأوضحت الشبكة الأسترالية أنه إذا كان داعش وراء الهجوم، سيكون الأحدث بين العديد من الهجمات في روسيا على مدار العشرين عاما الماضية.

وتعرضت روسيا لسلسلة من الهجمات مطلع القرن الحالي خلال قتالها ضد الانفصاليين في الشيشان.

وفي أكتوبر عام 2002، أخذ المسلحون الشيشانيون نحو 800 شخص رهائن بأحد مسارح موسكو. وبعد ذلك بيومين، اقتحمت القوات الخاصة الروسية المبنى. وقتل 129 رهينة و41 مقاتلاً شيشانيا، معظمهم من آثار الغاز المخدر الذي استخدمته القوات الروسية لإخضاع المهاجمين.

كما استولى مسلحون شيشانيون في سبتمبر عام 2004، على مدرسة بمدينة بيسلان جنوب روسيا، وأخذ المئات رهائن. وانتهى الحصار بحمام دم بعدها بيومين. وقتل أكثر من 330 شخصاً، نحو نصفهم من الأطفال.