هوت مؤشرات البورصة المصرية، اليوم، لتلحق بنظيراتها العالمية والعربية، بسبب مخاوف من أزمة مالية عالمية جديدة، على خلفية مشاكل الاقتصاد الصيني.

وتراجع المؤشر الرئيسي إي جي إكس 30 إلى أقل مستوى في 20 شهرا، بنسبة 5.42% %، ووصل إلى مستوى 6784.09 نقطة.

وخسر المؤشر الرئيسي في الدقائق الأولى من الجلسة أكثر من 3%، بينما اوقفت إدارة البورصة التداول على نحو 55 سهما لمدة نصف ساعة قبل مرور ساعة من الجلسة، بسبب تجاوز انخفاض أسعارها ل5%، وزاد عدد الأسهم الموقوف تداولها لنفس المدة إلى أكثر من 80 سهما بعد مرور ساعة أخرى.

وباع المستثمرون العرب والمصريون بكثافة، وبصافي بلغ 9.1 مليون جنيه، و13.1 مليون جنيه على التوالي، فيما اتجهت تعاملات الأجانب نحو الشراء بصافي بلغ 22.3 مليون جنيه، وانهارت الأسواق العربية في الدقائق الأولى للتعاملات بسبب انخفاض أسعار النفط لأقل مستوى لها في 6 سنوات، وذلك في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي في اسواق السلع العالمية يوم الجمعة.

وهبط مؤشر سوق دبي للأوراق المالية بنحو 92ر6%، ومؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية بنحو 89ر3% ومؤشر سوق الأسهم السعودية "تداول" بنحو 95ر4%.
وذكرت شبكة "بلومبرج" الإخبارية أن تراجع أسعار النفط لأقل مستوياتها منذ عام 2009، واستمرار عمليات البيع في البورصات على مستوى العالم بعد تخفيض الصين لقيمة اليوان، هبط بالأسواق الخليجية بسبب التخوف من احتمال لجوء حكومات هذه الدول لخفض الإنفاق للتعامل مع التراجع الكبير في أسعار النفط، علما بأن 6 من الدول أعضاء مجلس التعاون الخليجي تحتوي على نحو 30% من احتياطي النفط على مستوى العالم.

وتكبد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأمريكي أكبر خسارة يومية له في نحو أربع سنوات يوم الجمعة، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 530.81بنسبة 3.12%، في حين نزل مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 3.18 % ، وهبط مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 3.52 %.

"نسبة 3% هبوط للمؤشرات الأمريكية كبيرة جدا وتعكس حجم المخاوف"، بحسب أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء، في شركة عكاظ للسمسرة في الأوراق المالية، وأضاف إن الهبوط الحاد لمؤشرات البورصة المصرية جاء بسبب التراجعات الحادة للأسواق العالمية بقيادة أمريكا نهاية الأسبوع الماضي، والعربية اليوم، بسبب الذعر الذي سببته أزمة الاقتصاد الصيني، وتخفيضها لقيمة عملتها عدة مرات الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعيد إلى الأذهان شبح الأزمة المالية العالمية التي ضربت الكرة الأرضية في عام 2008، خاصة إن الاقتصاد الصيني يعد ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد أمريكا، كما أنها ثاني أكبر مستورد للبترول.

وبدأت الصين خلال الأسابيع الأخيرة في اتخاذ عدد من الإجراءات لمقاومة تباطؤ متوقع في النمو، منها بيع كميات كبيرة من الذهب، ثم قامت بتخفيض متكرر لعملتها، وأدى ذلك إلى هبوط سعر البترول مجددا، بعد تعافيه نسبيا عقب موجة متواصلة من الهبوط على مدى عدة أشهر منذ العام الماضي خسر فيها أكثر من نصف قيمته من 107 دولار للبرميل إلى أقل من 50 دولارا، ثم تحسن وتجاوز 60 دولارا ، لكنه عاود الهبوط مجددا لينزل تحت 50 دولارا بسبب أزمة الصين.

وأضاف زكريا، إن هبوط الأسواق العالمية أثر بشدة على المصرية، بسبب حالة الضعف التي انتابتها منذ عدة أشهر، ودفعت بمؤشرها الرئيسي إلى الهبوط تحت 7 ألاف نقطة من ما يقارب ال10 ألاف نقطة، ويظهر ذلك في قيمة التعاملات اليومية التي لم تعد تتجاوز 500 مليون جنيه، "عندما تصل إلى هذا المستوى يفرح المتعاملون لانهم يعتقدون إن هذا مستوى جيد"، وأضاف أن البورصة المصرية خسرت كثير من النقاط الأسبوع الماضي، وتوقع استمرار الهبوط الفترة المقبلة بسبب تواصل تبعات أزمة الاقتصاد الصيني.

وهبطت مؤشرات السوق الرئيسية والثانوية بشكل جماعي الأسبوع الماضي، وأنخفض المؤشر الرئيسي بنسبة 8.97 % ليصل إلى مستوى 7173 نقطة ، فيما تراجع مؤشر اي جي إكس 70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 7.07 % ليصل إلى مستوى 410 نقطة .

وشملت التراجعات مؤشر EGX100 الأوسع نطاقا الذى هبط بنحو 6.35% ليبلغ مستوى 863 نقطة، كما تراجع مؤشرEGX20، محدد الأوزان بنحو 8.56 % ليصل إلى مستوى 7148 نقطة.

وأظهر التقرير أن البورصة منيت بخسائر بلغت 40 مليارات جنيه ليبلغ راس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 444 مليار جنيه مقابل 484.9 مليار جنيه فى الاسبوع السابق له بانخفاض بلغ نحو 8 %..