مع بداية فصل الخريف، تبدأ درجات الحرارة في التراجع تدريجيًا، ويصاحب ذلك تقلبات جوية وصحية تؤثر على مناعة الإنسان ونمط حياته اليومي، لا سيما مع العودة إلى المدارس وتغير ساعات النهار. وفي ظل هذه التحولات الموسمية، تبرز أهمية اتباع نصائح وقائية تتعلق بالملبس، والتغذية، والنوم، من أجل تعزيز الاستقرار الجسدي والنفسي خلال هذا الفصل الانتقالي.
وفي هذا التقرير، تسلط "الشروق" الضوء على أبرز التوصيات الصحية والغذائية والوقائية التي تساعد على تجاوز تحديات الخريف، نقلاً عن مواقع "كليفلاند كلينيك"، "في سي يو هيلث" المختص بالموضوعات الصحية، "أستيو سترونج المختص بصحة العظام، و"هيت هولدرز" المختص بموضوعات اختيار الملابس.
-الملابس متعددة الطبقات حل التقلبات الجوية
تختلف درجات الحرارة خلال فصل الخريف مع انتهاء الصيف واقتراب الشتاء، لذلك تلعب الملابس دورًا في حماية الجسم من تلك التقلبات، لتكون الملابس متعددة الطبقات خيارًا مثاليًا للخريف، حيث تقي الجسم من الأجواء الباردة، بينما يمكن نزع بعضها مع ارتفاع درجات الحرارة، ومع ذلك فإن كثرة طبقاتها تعطي فرصة لاستخدام الألوان وتنسيق الطبقات كنوع من الأناقة، بينما تناسب مختلف الاستخدامات في المناسبات الرسمية وغير الرسمية.
نظرًا لتفاوت درجات الحرارة في الخريف بين دفء النهار وبرودة الصباح والمساء، تُعد الملابس متعددة الطبقات حلاً مثاليًا، إذ توفر الدفء عند الحاجة، وإمكانية تخفيفها عند ارتفاع درجات الحرارة، فضلًا عن كونها تمنح تنوعًا في الألوان وتنسيق الأزياء، ما يجعلها مناسبة للمناسبات الرسمية وغير الرسمية، وفقًا لطبيعة كل طبقة.
ويعتمد هذا الأسلوب على ارتداء طبقة أساسية خفيفة ومريحة تحتفظ بالحرارة مثل التيشيرت، تعلوها طبقات إضافية "السويت شيرت"، التي توفر حماية إضافية ويمكن خلعها بسهولة، مع الحفاظ على راحة الجسم وتكيفه مع التغيرات المفاجئة في الطقس.
-الفواكه وغسل اليدين لمكافحة أمراض الموسم
مع بداية الخريف، تزداد فرص انتشار فيروسات البرد والإنفلونزا، خاصة في أوساط الطلاب مع العودة إلى المدارس. لذا يُوصى بتقوية المناعة من خلال تناول الفواكه الغنية بفيتامين "سي" مثل التفاح والبرتقال، بالإضافة إلى الخضروات المتنوعة.
كما أن غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون يقلل من احتمالية انتقال الفيروسات، بينما يساعد شرب كميات كافية من الماء على تقوية دفاعات الجسم. ويُعد النوم الجيد عنصرًا أساسيًا لتقوية المناعة، حيث يوصي الخبراء بالنوم بين 5 إلى 10 ساعات يوميًا، لأن قلته تؤدي إلى ضعف مقاومة الجسم للأمراض.
-ضبط النوم مع قِصر النهار في الخريف
يؤدي تقلص ساعات النهار خلال الخريف إلى اضطراب الساعة البيولوجية للإنسان، مما يتطلب تعديل روتين النوم لينسجم مع التغير الجديد. ولتحقيق ذلك، يُنصح بالتعرض لضوء الشمس في الصباح، حيث يساعد في تقليل إفراز هرمون الميلاتونين المسئول عن الشعور بالنعاس.
وفي المقابل، من الأفضل تخفيف الإضاءة مساءً لتحفيز إفراز الميلاتونين طبيعيًا، مع تقليل استخدام الهواتف الذكية التي تصدر ضوءًا أزرق يؤثر على جودة النوم. ويمكن كذلك تناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم مثل المكسرات واللب، أو شرب عصير الكرز الطبيعي، لتحسين جودة النوم وتسهيل الاستغراق فيه.
-الوقاية من الحساسية الموسمية
يُعرف الخريف بأنه موسم نضج بعض أنواع الزهور التي تُطلق حبوب لقاح قد تسبب الحساسية لدى البعض، رغم أن الذروة تحدث عادة في الربيع. لذلك يُوصى لمرضى الحساسية بارتداء النظارات والقبعات، وتجنب الخروج في فترات الصباح الباكر، أو التواجد قرب أماكن النباتات.
ومن الإجراءات الوقائية المهمة أيضًا غسل الملابس بانتظام للتخلص من حبوب اللقاح العالقة، مع الاستحمام اليومي لإزالتها من الجسم. ويمكن التفرقة بين أعراض الحساسية والإنفلونزا من خلال ملاحظة لون الإفرازات الأنفية؛ إذ تكون في حالة الحساسية شفافة وأكثر سيولة، بينما لا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة أو شعور بالإعياء، كما هو الحال في الإنفلونزا.