كتاب «الإخوة الأعداء».. توثيق التطبيع الجديد فى العلاقات الخليجية الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:27 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

علاقات تحت السطح أصبحت طابعًا رسميًا:

كتاب «الإخوة الأعداء».. توثيق التطبيع الجديد فى العلاقات الخليجية الإسرائيلية

كتبت ــ منى غنيم:
نشر في: الجمعة 23 أكتوبر 2020 - 8:43 م | آخر تحديث: الجمعة 23 أكتوبر 2020 - 8:43 م

آثار وباء كورونا والمخاوف من إيران والقلق من استراتيجية أمريكا فى الشرق الأوسط.. دوافع دول الخليج للتطبيع مع إسرائيل
قدمت كلية لندن للاقتصاد بالمملكة المتحدة عبر موقعها الرسمى مراجعة نقدية للكتاب الجديد الذى حمل عنوان «الإخوة الاعداء: إسرائيل ودول الخليج»، لكل من الأستاذ الجامعى بجامعة دورهام البريطانية، كلايف جونز، والأستاذ الجامعى بجامعة تل أبيب، يويل جوزانسكى، الذى قدما من خلاله سردا حول العوامل التى تشكل العلاقات الخليجية الإسرائيلية؛ لا سيما فى ظل التطبيع المتنامى بين إسرائيل ودول الخليج العربى هذه الأيام.
وقال المؤلفان إن التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، الذى أُعلن عنه بـ «اتفاق إبراهام» فى 13 أغسطس 2020، سيضفى الطابع الرسمى على علاقات ممتدة بالفعل «تحت السطح» منذ ما يقرب من عقد كامل، وقد كثرت التكهنات أخيرا حول تفاصيل الاتفاق الإسرائيلى ــ الإماراتى وأى من دول مجلس التعاون الخليجى، وخاصة البحرين أو عمان، يمكن أن تكون أقرب إلى التطبيع مع الإسرائيليين، خاصة بعد أن دفعت توابع جائحة «كوفيدــ19»، والمخاوف بشأن إيران والإسلاموية، وعدم اليقين بشأن استراتيجية الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، العديد من دول الخليج نحو التبادل التجارى والمشاركة الدبلوماسية والتنسيق الأمنى مع إسرائيل.
وعبر صفحات كتابهما طرح «جونز» و«جوزانسكى» إجابات عن بعض الأسئلة على غرار: ما هى أسباب وعواقب وقيود هذا التعاون المتزايد؟
حيث قالا إن إسرائيل ودول الخليج تسعيان إلى تعاون اقتصادى وأمنى غير رسمى لتحقيق توازن بين معالجة التهديدات الإقليمية وتخفيف الضغوط المحلية، وعلى الرغم من أن الكتاب يركِز بشدة على دول الخليج الأدنى والمملكة العربية السعودية على حساب الكويت، إلا أنه يستحق القراءة من أجل تحليله الشامل للدرجات المتفاوتة للتطبيع بين إسرائيل و5 من أصل 6 من دول الخليج العربى.
كما قدم المؤلفان طرحا مليئا بالدقة والمعلومات الثرية ــ سواء على المستوى النظرى أو التجريبى ــ حول مجموعة العلاقات الخليجية الإسرائيلية الحديثة، كما أنهما استعملا كتاب الإخوة الأعداء بعد صدوره لشرح مبدأ كانا قد ذكراه فى مقال نُشر عام 2017 أطلقا عليه اسم «نظام الأمن غير المعلن TSR»، الذى يسمح بمتابعة التعاون الأمنى بين الجهات الفاعلة المعنية (على وجه الخصوص بشأن إيران)، ولكن دون المساومة على المواقف السياسية الحساسة التى قد تؤدى إلى معارضة داخلية، وأضافا أن نظام الأمن غير المعلن الخليجى ــ الإسرائيلى ملىء بخليط مميز من جاذبية القوة الناعمة واستعمال القوة الغاشمة، مما يعطى «حساب واقعى» للفوائد السياسية المحتملة العائدة على البلاد لتحديد ما وصفه المؤلفان بثلاثة تهديدات أساسية: المغامرة الإيرانية، والتشدد الجهادى، والتراجع الأمريكى.
وتمتعت نظرية «جونز» و«جوزانسكى» بالعديد من نقاط القوة، أولا، يوضح مفهوم TSR أن التعاون والمنافسة مسألتان مترابطتان؛ فدولة عمان تشارك إسرائيل مركز تحلية، لكنها لا تشاركها المخاوف العسكرية من إيران، كما أن الإمارات قامت بشراء أجهزة مراقبة إسرائيلية، فى حين أن اتفاقها الأخير استند إلى تعليق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، وفى أواخر التسعينيات، استضافت قطر وفدا تجاريا إسرائيليا، بالرغم من أنها كانت تدعم حماس طوال الوقت، وهكذا يساعد مفهوم TSR فى فهم أعمق لتلك العلاقات الخليجية الإسرائيلية لا سيما فيما يخص كونهم أعداء أم حلفاء،و ثانيا، قدمت تلك النظرية مفاهيم خاصة بالعلاقات الدولية تتخطى المفهوم اللحظى أو ما يجرى على أرض الواقع، وبالاعتماد ضمنيا على الواقعية الكلاسيكية الجديدة، وجد «جونز» و«جوزانسكى» أن «القيود الداخلية على جميع الجوانب تحدد نوع وشدة المشاركة أو التعامل الخارجى»، يساعد هذا فى تفسير سبب سعى الإمارات للتطبيع الكامل؛ حيث تواجه حكومتها أدنى درجة من القيود الداخلية بين دول الخليج.
كما أن هناك 6 نقاط ضعف رئيسية فى نظريتهما حيال عناصر رئيسية فى ذلك التعاون للخليج ــ الإسرائيلى المشترك، وهى: عدم ملاءمة المسافة الجغرافية، الشعور الدائم بالتهديد المشترك، رأى الشارع الذى يميل فى الأغلب لمناوئة التطبيع أو وجود تلك العلاقات فى البلدين، دور الولايات المتحدة الذى يحده التزام القوة العظمى، وتنوع العلاقات وطبيعتها المتغيرة التى لا يمكن التنبؤ بها، غير أن المؤلفين أوضحا أن بالنسبة لقيادة البحرين، فإن تهديد التخريب الإيرانى قد يحل محل خطر النقاشات الداخلية حول التطبيع مع إسرائيل، أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، تشكل إيران خطرا ماديا أقل وطأة، لكنها تشكل تهديدا فكريا دائما لشرعيتها الدينية، وفى إسرائيل، يتحدث نتنياهو عن الوجود الإيرانى فى سوريا وهشاشة رئاسته للوزراء.
وحسب مزاعم الكتاب فإن الكويت لاتزال ترفض إسرائيل رفضا تاما، وقد استعمل الكتاب اقتباسا من أحد الصحفيين الكويتيين حول أهمية التسامح الدينى كمؤشر على «قبول مجتمعى أوسع» لإسرائيلو قبول فعلى متزايد للدولة نفسها، ويتم تقويض هذا ليس فقط من خلال الأمثلة المذكورة عن العداء الحكومى، ولكن أيضا من خلال الأمثلة غير المكتشفة للرفض المجتمعى للتطبيع مع ما يسمى بـ «الكيان الصهيونى»، كما أن الكويت ــعلى عكس الممالك المجاورة لهاــ تتجنب المشاركة الثنائية مع إسرائيل، على الرغم من أنها تواجه مخاطر مماثلة من التخريب الإيرانى والهجمات الجهادية، وهنا يكمن السؤال: لماذا تتغلب القيود المعيارية على التخوف من التهديد الإسرائيلى بالنسبة للكويت؟ ربما يعود ذلك إلى شخصية الحاكم، أو قوة مجلس النواب، أو النفوذ الفلسطينى به، وفقا لمزاعم الكتاب.
وقدم الكتاب أمثلة على التفاعل الخليجى الإسرائيلى بما يتجاوز مبادرات السلام والتردد بشأن الصفقة النووية الإيرانية، كما نعرف من خلال صفحاته أنه فى عام 1975، زار مستشارون إسرائيليون عُمان سرا لتقديم المشورة للسلطان السابق قابوس بشأن مكافحته للتمرد فى ظفار، بالإضافة إلى ذلك، كان من المثير للاهتمام معرفة أن وفدا إسرائيليا سافر إلى البحرين فى عام 1994 لمناقشة التعاون البيئى بين البلدين.
أما بالنسبة إلى قطر، فقال المؤلفان إن روابط الدوحة بالقدس تخدم هدف «توثيق العلاقات مع واشنطن خارج إسرائيل»، كما قدما سردا تفصيليا للتعاون الإماراتى مع كوريا الجنوبية بشأن التكنولوجيا النووية وتوفير الأمن، وفى النهاية ذكر المؤلفان الملف السورى، وسلطا الضوء على القيود التى يفرضها الاعتماد على الآخرين لخوض حروبهم الإقليمية بالإنابة، مشيرين بذلك لمثال آخر هو التدخل السعودى حاليا فى شئون اليمن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك