«مصطفى عبد الرازق.. الشيخ الأديب» أحدث إصدارات هيئة الكتاب في سلسلة عقول - بوابة الشروق
الأحد 23 نوفمبر 2025 7:27 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

«مصطفى عبد الرازق.. الشيخ الأديب» أحدث إصدارات هيئة الكتاب في سلسلة عقول

مي فهمي
نشر في: الأحد 23 نوفمبر 2025 - 2:36 م | آخر تحديث: الأحد 23 نوفمبر 2025 - 2:36 م

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن العدد الخامس عشر من سلسلة عقول في موسمها الثاني، كتابًا جديدًا يحمل عنوان "مصطفى عبد الرازق.. الشيخ الأديب"، تأليف الباحث محمود عبده سالم، ويتناول السيرة الفكرية والإنسانية لشيخ الأزهر الأسبق وأحد أبرز رواد الفلسفة الإسلامية الحديثة.

يأتي الكتاب ليسلط الضوء على شخصية طالما أثارت إعجاب المثقفين والباحثين، وفي مقدمتهم عميد الأدب العربي طه حسين، الذي التقى الشيخ مصطفى عبد الرازق في بدايات حياته الدراسية بالأزهر. ويروي طه حسين تفاصيل هذا اللقاء الأول، حين زار شاب أزهري ـ لم يتجاوز العشرين من عمره آنذاك ـ غرفة أخيه الأكبر بحوش عطا بحي الجمالية. ويصفه بأنه صاحب صوت دافئ، وحديث عذب، ووقار يسبق عمره، وخلق رفيع يفيض تواضعًا وهدوءًا. هذا الشاب لم يكن سوى مصطفى عبد الرازق، الذي ترك أثرًا عميقًا في نفس طه حسين، حتى وصفه بأنه صاحب وقار "يشبه وقار الشيوخ كبار السن"، وأن من يجالسه يتأثر بسكينته وسمته الهادئ.

ويكشف المؤلف أن هذه السمات المبكرة توافقت مع شهادة شقيقه الشيخ علي عبد الرازق، الذي أكد أن مصطفى كان شديد الشبه بوالدهما حسن عبدالرازق، في الطباع والهدوء والرزانة. ويشير إلى أن هذا التكوين العائلي والثقافي كان جزءًا من سر شخصيته التي جمعت بين الأصالة الأزهرية والانفتاح على الفكر الحديث.

الكتاب الجديد يأتي بعد إعادة طباعة عدد من مؤلفات الشيخ في إطار مشروع هيئة الكتاب لإحياء كنوز التراث، وهو ما دفع مؤلفه إلى إعادة قراءة أعماله بروح جديدة، ليكتشف ـ كما يقول في المقدمة ـ جانبًا فريدًا من أسلوب الشيخ مصطفى ولغته الرشيقة وفكره الفلسفي المستنير، حتى تمنى أن يعيد تقديمه للأجيال الشابة، قبل أن تتحقق هذه الأمنية عبر هذا المؤلف.

ويتتبع الكتاب مسيرة الشيخ الفكرية والإنسانية، كاشفًا محطات مهمة في حياته، من بينها لقاؤه الشهير بأديب نوبل نجيب محفوظ، الذي ترك لديه انطباعًا لا يُنسى، فقد ظنه الشيخ في البداية شابًا مسيحيًا مولعًا بالمعرفة، فبالغ في الترحيب به، قبل أن يكتشف أنه مسلم، ليبقى محفوظ معجبًا بشخصيته المتواضعة وحكمته العميقة.

ويعرض المؤلف لتجربة الشيخ داخل أسرة مصرية عريقة، عُرفت بحب العلم وخدمة المجتمع، وكيف لم تغره حياة النعمة التي نشأ فيها، بل انصرف للدراسة والتكوين الفكري، متعمقًا في تراثه العربي الإسلامي، ثم منفتحًا على العلوم الحديثة خلال دراسته في أوروبا، ليصوغ رؤية فلسفية تحاول التوفيق بين الإيمان والعقل، وبين العلم والدين.

وتستعرض صفحات الكتاب مسيرة عبدالرازق المهنية، من عمله في وزارة الحقانية، إلى تدريسه للفلسفة في الجامعة المصرية، ثم توليه وزارة الأوقاف، وصولًا إلى أرفع منصب ديني في مصر والعالم الإسلامي: شيخ الأزهر، وهو المنصب الذي ظل فيه حتى وفاته عام 1947.

ويمثل الكتاب إضافة نوعية للمكتبة العربية، إذ يعيد تقديم سيرة واحد من أهم رموز النهضة الفكرية في مصر، ورائد الفلسفة الإسلامية الحديثة، الذي ظل طوال حياته مثالًا للخلق الرفيع، والعلم العميق، والالتزام بالقيم الإنسانية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك