«ريم بنا».. وغابت ضحكة الأمل الصامدة - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ريم بنا».. وغابت ضحكة الأمل الصامدة

كتب- وليد أبو السعود
نشر في: السبت 24 مارس 2018 - 3:21 م | آخر تحديث: السبت 24 مارس 2018 - 3:21 م

• ريم بنا ترحل في برلين.. وتترك صوتها وحلمها لفلسطين

• طالبت المصريين ألا يسمحوا لأي شخص بسرقة ثورتهم ومص دمائها

ضحكة ونظرة أمل ولمعة عين لا تعرف اليأس أبدا هذه هي ببساطة أهم مقومات شخصية ابنة الناصرة التي كبرت لتصبح صوت القضية الفلسطينية ورمزا من رموز مقاومة المرض اللعين بالعمل والأمل.

لم تكن الطفلة الصغيرة التي أحبت الغناء منذ أن كانت في العاشرة من عمرها واشتركت في العديد من المناسبات الفنية كما شاركت في الاحتفالات التي كانت تقيمها مدرستها -المدرسة المعمدانية- بالناصرة بدأت ريم حياتها الفنية عندما كانت في العاشرة من عمرها. درست الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى (Gnesins) في موسكو. عام 1991 تزوجت ريم من الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو،ولكن زواجهما لم يدم طويلا وانفصلا في 2010. عاشت حتى آخر أيامها في مسقط رأسها مدينة الناصرة مع أطفالها الثلاثة وأقامت لفترة طويلة من حياتها بتونس أيضا.

كانت وصيتها التي وجهتها للثورة المصرية عام 2011 وأخبرتني بها في حوار جمعنا وقتها ألا نترك الفرصة لمصاصي الدماء بمص دم الثورة وألا نتركها تسرق من بين أيدينا وطالبت الشباب بحماية ثورته.

كانت أغاني ريم يمكن وصفها بأنها فريدة من نوعها؛ ذلك أنها تؤلف معظم أغانيها، كما أن لديها طريقة موسيقية مميزة في التأليف والغناء. وكلمات أغانيها مستوحاة من وجدان الشعب الفلسطيني ومن تراثه وتاريخه وثقافته. وتعبر أغاني ريم عن معاناة الشعب الفلسطيني وهواجسه كما تعبر عن وأفراحه وأحزانه وآماله.

ومن أبرز الأنماط الغنائيّة التي انفردت ريم بتقديمها، هي التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة التي تميّزت بأدائها والتصقت باسمها.

أول ظهور لريم البنا في أوساط الشهرة كان في أوائل التسعينات عندما قامت بتسجيل نسختها الخاصة من أغاني الأطفال الفلسطينية التقليدية التي كادت أن تنساها الأذهان.والتي مازالت العائلات الفلسطينية تغنيها اليوم بفضل مجهودات ريم في الحفاظ عليها من خلال اعادة تسجيلها. وقامت ريم بغناء العديد من أغاني الأطفال التي قامت بكتابتها وتأليفها بنفسها، أصبحت هذه الأغاني محبوبة على نطاق واسع بين الأطفال خاصة عندما قامت بتقديمها في مهراجانات الأطفال مثل مهرجان نوار نيسان، ومهرجان فرح ومرح، ومهرجان شتاء أريحا، ومهرجان أطفال شهداء.

ريم بنا لا تؤلف فقط أغانيها الخاصة؛ بل أيضا تلحن الأشعار الفلسطينية. ومن أمثال الشُعراء الذين قامت ريم بتلحين أشعارهم: توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم وزهيرة صباغ وسيدي هركاش.

كان أول ألبوماتها عام 1985 بعنوان جفرا وآخرها عام 2013 بعنوان تجليات الوجد والثورة. ليصبح عدد ألبوماتها 13 ألبوما، ويقال إنها قد سجلت ألبوما جديدا لم يصدر بعد.

وإن كانت قد اعتزلت الغناء عام 2016 بعد أن تمكن الألم والمرض من إصابة أحبالها الصوتية بعد رحلة صراع طويلة مع مرض سرطان الثدي.

كانت وصيتها لأبنائها قبل الرحيل عبر صفحتها الخاصة عبر «فيسبوك»:

«بالأمس .. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي ..
فكان علي أن أخترع سيناريو ..
فقلت ...
لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم ..
حين أخلعه ..
سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق ..
وأترك الجنازة "وخراريف العزاء" عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام ... مراقبة الأخريات الداخلات .. والروائح المحتقنة ...
وسأجري كغزالة إلى بيتي ...
سأطهو وجبة عشاء طيبة ..
سأرتب البيت وأشعل الشموع ...
وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة ..
أجلس مع فنجان الميرمية ..
أرقب مرج ابن عامر ..
وأقول .. هذه الحياة جميلة
والموت كالتاريخ ..
فصل مزيّف».

لترحل ريم غريبة بألمانيا وتقام جنازتها اليوم، تاركة ضحكتها الصامدة وكما بدأت حياتها من الناصرة تنهيها ريم ممن كنيسة الروم اللاتين بها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك