تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية.
••••••
ساعدت أحداث ثورة 1919 المرأة في تحررها بشكل كبير، وخصوصا مع خروجها لأول مرة للتظاهرات في 16 مارس للاحتجاج على ما أصاب الأبرياء من القتل والتنكيل في المظاهرات السابقة، وهي التظاهرة التي كتب عنها حافظ إبراهيم قصيدته «خرج الغواني يحتججن» ليمتدح الحركة النسائية، والتي كانت مبادرة جديدة من نوعها في هذا التوقيت.
ولكن قبل هذا الحدث بأيام قليلة، كانت جريدة «الكشكول» تستنكر مشاركة بعض النساء بمحافظة المنوفية في وفد رسمي مع الرجال، فقالت الجريدة في عددها الصادر في 7 مارس 1919، في خبر بعنوان «زوابع العمد» إنه: «روت بعض الصحف أن وفدًا مؤلفًا من 300 رجل وامرأة من أهالي بلدة (نادر) بمركز شبين الكوم ذهب إلى وزارة الداخلية يتظلم من تعيين عمدة عليهم لم يؤخذ رأيهم فيه وليسوا راضين عنه».
وتستكمل الجريدة مستنكرة: «هذه أول مرة نسمع فيها أن النساء يذهبن مع الرجال وفودا إلى المراكز الرسمية يشكين ويتحققن، وإذا صح الخبر يكون النساء عندنا قد خطون خطوة كبرى في سبيل الحياة القومية، ويكن قد ساوين غيرهن ممن يطلبن في البلاد الأخرى المراكز النيابية وينادين بوجوب مساواة المراة بالرجل».
وتعتبر «الكشكول» أن هذه الخطوة من مظاهر المكايدة بين الأعيان فتقول: «ولكن المعروف أن هذا الوفد الجديد في تشكيله مظهر جديد من مظاهر الزوابع التي يثيرها أعيان الفلاحين ضد بعضهم. كلما فاز واحد منهم في انتخاب أو غيره، ولا نلبث غدا أن نسمع أن النساء يزاحمن الرجال في كل ما يشكل من الوفود».
غداً حلقة جديدة.........