كشفت مصادر أوروبية مطلعة أن الاتحاد الأوروبي مازال يناقش مسألة توسيع كيانه بضم ألبانيا ومقدونيا الشمالية؛ بينما لوح كبار مسئوليه في الفترة الأخيرة بإمكانية تعليق قبول الأخيرة حال فشلت في حل مشاكلها العالقة مع بلغاريا.
وقالت شبكة أخبار البلطيق المستقلة - في تقرير اليوم الاثنين - إن المفوض الأوروبي لشئون التوسع وسياسة الجوار أوليفر فارهيلي أثار مؤخرا إمكانية فصل تيرانا وسكوبي عن إجراء المحادثات كطرف واحد إذا فشلت الأخيرة في حل قضيتها مع بلغاريا، مما قد يشير إلى دعوة ألبانيا لبدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي دون مقدونيا الشمالية.
وأوضحت الشبكة أن هذا الأمر أثار مخاوف سكوبي لاسيما بعدما استخدمت بلغاريا حق النقض "الفيتو" ضد بدء مفاوضات الانضمام مع مقدونيا في نهاية عام 2020 بسبب مجموعة منفصلة من القضايا اللغوية والتاريخية مع سكوبي.
ومع ذلك، قال وزراء بارزين في ألمانيا وسلوفاكيا، بعد تصريحات فارهيلي، إن بلديهما يدعمان خطط مقدونيا الشمالية وألبانيا لبدء محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي معا في يونيو المقبل، بحسب ما نقلت الشبكة.
ففي برلين، أكد وزير الشئون الأوروبية في الخارجية الألمانية مايكل روث أن بلاده تدعم هدف رئاسة البرتغال للاتحاد الأوروبي بعقد مؤتمرات الانضمام الأولى مع كل من ألبانيا ومقدونيا الشمالية في يونيو المقبل، لاسيما بعد أن نفذت الدولتان الإصلاحات المطلوبة بما أوجب على الاتحاد الأوروبي هو الآخر الوفاء بوعوده، واعتبر أن المزيد من التأخير في هذه المسألة قد يقوض مصداقية الاتحاد الأوروبي واستقراره في المنطقة.
من جهته، قال وزير الخارجية السلوفاكي إيفان كوركزوك، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، إن سياسة توسيع الاتحاد الأوروبي أصبحت تتمحور حول التخلي عن حق النقض في مجلس يتحتم عليه أن يعترف بالتقدم الذي أحرزته مقدونيا الشمالية وألبانيا من أجل الانضمام إلى صفوفه.
ورغم ذلك، دعمت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية آنا بيسونيرو، في تصريحات صحفية نقلتها شبكة أخبار البلطيق المستقلة، تصريح فارهيلي، وهددت بأن سكوبي وتيرانا يمكن فصلهما في هذه العملية إذا لم يكن هناك حل بين مقدونيا الشمالية وبلغاريا.
وحول هذه التصريحات، قال نائب رئيس وزراء مقدونيا الشمالية نيكولا ديميتروف إن بلاده "استوفت جميع الشروط التي تم وضعها بما يتماشى مع القيم الأوروبية كما جرى تقييمها مرارًا وتكرارًا من قبل المفوضية نفسها".
وأضاف أن "حالة بلاده تمثل اختبارا لمصداقية الاتحاد الأوروبي في غرب البلقان"، وتساءل: هل يفي الاتحاد الأوروبي بوعوده، معربا عن مخاوف بلاده بشأن تصريحات فارهيلي، والتي قد لا تعكس بالضرورة موقف الاتحاد الأوروبي بأكمله.
يذكر أن الخلاف بين بلغاريا ومقدونيا الشمالية يدور حول تفسير وتناول بعض الوقائع التاريخية المشتركة، وتقول بلغاريا إن مقدونيا الشمالية تريد الاستئثار من غير حق بجزء من التاريخ البلغاري بعد أن حاولت الاستئثار بجزء من تاريخ اليونان.