حصلت على جائزتين عن سيناريو الفيلم.. وفشلت فى إيجاد منتج رغم ترحيب النجوم بالعمل بلا أجر
أتواصل يوميا مع أعضاء لجنة السينما لمناقشة كل الأمور والمشاكل الخاصة بالمهرجانات السينمائية
جار تعديل مواعيد المهرجانات داخل مصر.. وما حدث العام الماضى لن يتكرر ثانية
أنا من أكثر الناس ترحيبا بقرار خفض الدعم.. وعلى صناع المهرجانات البحث عن موارد أخرى
«القاهرة السينمائى» له معاملة خاصة داخل اللجنة ونجاحه العام الماضى فى تحقيق موارد كبيرة أبهرنا
الباب مفتوح أمام شباب المحافظات لعمل مهرجانات سينمائية.. وتجربة «الإسكندرية للفيلم القصير» مشجعة للغاية
من أصعب المواقف التى يتعرض لها أى مبدع، حينما يرى إبداعه وقد زج به حبيسا فى الأدراج، مسجونا بين أربعة جدران خشبية، غير قادر على الوصول للناس، فالعمل الإبداعى هو شكل تعبيرى للفنان الذى يسعى دوما للانطلاق، يفرد جناحيه لا يخشى أى عواصف، ولذا فحينما يعلن المبدع أنه يعانى من الخواء ومصاب بالاكتئاب وغير قادر على فعل شيء لأن عمله الإبداعى «محبوس» فلا تستغرب، ولا تقلل من قيمة هذا الشعور لأنها أزمة حقيقية لا يشعر بها سوى المبدعين.
كانت هذه مقدمة ضرورية لشرح الحالة التى تعانى منها المخرجة هالة خليل حاصدة الجوائز، فلم يحدث مرة أن قدمت عملا فنيا ولم تحصل عليه جائزة، ورغم ذلك فـ«هالة» تشعر بإحباط شديد، يعرضها للإصابة بحالة اكتئاب التى كشفت عنها فى حوارها مع «الشروق» وقالت:
أمر بوقت صعب للغاية، فمنذ فترة طويلة وأنا أحاول إيجاد مصدرا لتمويل فيلمى الجديد «شرط المحبة» لكن بدون أى فائدة، حتى كدت أيأس.
* هل هناك اعتراض ما على السيناريو؟
ــ أبدا، فكلما عرضت السيناريو على أى منتج يشيد به بقوة، وسبق أن فاز السيناريو بجائزتين واحدة من مسابقة ساويرس الثقافية والأخرى من ملتقى القاهرة السينمائى، وهناك إعجاب كبير من كل المنتجين الذين تواصلت معهم بالورق لكن الحجة أن الوضع حاليا صعب، والسوق غير مشجعة.
* هل الفيلم يحتاج لعدد كبير من النجوم مما يشكل إرهاقا ماديا على جهة الإنتاج؟
ــ الغريب فى الأمر أن كل الفنانين والفنانات الذين قرأوا السيناريو رحبوا بشدة وأبدوا حماسهم للعمل بدون أجر، لكن حتى هذا العرض لم يشفع لخروج الفيلم للنور ولا أعلم السبب، وحاولت الانشغال بكتابة فيلم آخر، لكن أصيبت بحالة إحباط واكتئاب شديد. فلقد مللت كتابة سيناريوهات والحصول على جوائز دون أن يخرج للنور، ورغم هذا فأنا أقاوم حتى لا أستسلم لهذه الحالة.
* ألم تحاولى البحث عن مخرج آخر بالعمل مثلا فى الدراما التليفزيونية أم أن السينما لها الأولية بالنسبة؟
ــ أنا أعشق السينما بلا شك، لكن لا أمانع من العمل التليفزيونى وقدمت رمضام قبل الماضى مسلسل «بالحجم العائلى» مع الفنان يحيى الفخرانى الذى أعشقه ولم يخيب ظنى فيه ابدا، سواء على المستوى المهنى او الإنسانى، وأتمنى أن أتعاون معه فى السينما قريبا جدا، لكن على كل حال الوضع صعب سواء بالسينما او التليفزيون على الجميع ولست وحدى التى تشعر باﻹحباط.
* لكن هل يؤثر هذا على عملك بلجنة السينما المنبثقة من لجنة المهرجانات؟
ــ على الإطلاق، فأنا على اتصال شبه يومى بأعضاء اللجنة ونناقش كل الأمور والمشاكل المعلقة بالمهرجانات السينمائية، ونكتب تقارير تقييمية لكل المهرجانات ونصدر قرارات واجبة التنفيذ حتى نصحح الأوضاع الخاطئة.
* تردد ان هناك خلافا بين اللجنة وصناع المهرجانات بسبب تعديل مواعيد المهرجانات فما مدى صحة هذا الكلام؟
ــ تناقشنا بالفعل كثيرا فى هذا الموضوع، فلا يعقل أن تقام مهرجانات فى أوقات قريبة للغاية من بعضها البعض، فهذا ليس فى صالح المهرجان نفسه ويمثل جهدا مضاعفا على النقاد ووسائل الإعلام، وكان هناك بالفعل عدم مرونة من صناع المهرجانات، لكن لأن اللجنة كانت حازمة فى موقفها، فاستجاب الجميع، وما حدث العام الماضى لن يتكرر ثانية، وبدأنا بالفعل فى تغيير المواعيد وكانت البداية مع مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.
* بمناسبة ذكرك لهذا المهرجان ما تقييمك الخاص له؟
ــ نحن نضرب المثل به داخل اللجنة، فهو مهرجان ناجح بكل المقاييس رغم كل الضغوط التى يتعرض لها القائمون عليه، فهو مهرجان اسم على مسمى فهو اسكندرانى يقيمه شباب اسكندرية من عشاق ومحبى السينما الذين أبهرونا بقدرتهم الهائلة على التغلب على ظروفهم المادية الصعبة وتقديمهم دورات ناجحة تحظى على إقبال جماهيرى كبير.
* ولماذا لم يتم فتح الباب لشباب باقى المحافظات الأخرى؟
ــ لم نغلق بابنا يوما، ومرحبا بشباب المحافظات من عشاق السينما، لكن عليهم أن يثبتوا جديتهم، وأن يكون المهرجان له هوية مختلفة عن غيره، فإقامة مهرجان سينمائى ليس أمرا هينا على الإطلاق ولا يمكن أن يقام عاما ويفشل صناعه فى الاستمرار الأعوام التالية، وأتمنى من صناع المهرجانات الأخرى الوافدة من القاهرة للمحافظات أن يمدوا أيديهم لشباب المحافظات كشركاء رئيسيين فى إدارة المهرجان لاكتساب الخبرة، كما أن لمهرجان نفسه سيكسب جمهورا كبيرا من أهل المحافظة.
* هناك وجهة نظر تقول إن عدد المهرجانات المصرية أصبح مبالغا فيه.. فما رأيك؟
ــ لا أتفق تماما مع وجهة النظر هذه، فهى تحمل فى طياتها المنع، لأن بتطبيق هذا الرأى سنغلق الباب على أى مهرجان جديد، وأنا ضد المنع بكل صوره، فمن الوارد جدا أن يحقق هذا المهرجان الوليد نجاحا أكبر من المهرجانات الأقدم، وقد يأتى صناعه بأفكار مختلفة وقوية تثرى الحركة السينمائية فى مصر مثل مهرجان «الجونة» هذا المهرجان الوليد الذى حقق نجاحا كبيرا منذ إقامة الدورة الأولى له.
* وإذا فشل مهرجان فى تحقيق الهدف منه هل إلغاؤه سيكون الحل حينها؟
ــ دورنا فى لجنة السينما هو تقديم الدعم والمساندة لكل المهرجانات، وإذا كانت هناك سلبيات نحاول تصحيحها وأن نقوى نقاط الضعف، وفكرة الإلغاء والمنع غير واردة اذا كانت هناك سبل لتصحيح الوضع لكن اذا كانت الحالة ميئوس منها فلا مفر إذن.
* ماذا كان موقفك من قرار تخفيض الدعم الذى تحصل عليه المهرجانات من وزارة الثقافة؟
ــ أنا من أشد المؤيدين له، رغم اقتناعى بصعوبة تنفيذه فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، ويصعب على صناع المهرجانات إيجاد موارد أخرى، لكن عليهم أن يسعوا حتى لو نجحوا فى الحصول على القليل، فهذا القليل مع تحسن الأوضاع الاقتصادية قابل للزيادة، كما أن المهرجان الذى ينجح فى التواصل مع شركات او بنوك وجامعات خاصة يكسب جمهور هذه المؤسسات، ويحظى على شهرة ومكانة أكبر، لكن لاحظت للأسف خمول بعض ادارات المهرجانات واعتمادهم على دعم الحكومة لهم فقط دون السعى وبذل أى جهد لتحقيق دخل جديد لهم.
* هناك شعور عند البعض أن مهرجان القاهرة السينمائى أكبر من لجنة السينما ويعامل معاملة خاصة فما هو تعليقك؟
ــ «القاهرة السينمائى» له طبيعة خاصة بخلاف كل المهرجانات الأخرى، فهو المهرجان الوحيد الذى يحصل على دعم كامل من وزارة الثقافة ويشارك فى دعمه كثير من الهيئات الحكومية مثل هيئة التنشيط السياحى ومصر للطيران، فهو مهرجان الدولة والوحيد المعترف به دوليا، وبالطبع نعامله بشكل مختلف عن المهرجانات الأخرى، ورغم كل المزايا التى قد يرى البعض انه يتمتع بها، فلقد قدم القاهرة السينمائى العام الماضى دورة ناجحة جدا واستطاع القائمون عليه ان يحصلوا على موارد خارجية تقدر بالملايين، وهو يتساوى مع غيره فى تقديم كشف حساب تفصيلى لكل دوراته كما أن هناك تسليطا إعلاميا كبيرا عليه وإذا حدثت أخطاء تتسارع الأقلام فى فضح هذه الأخطاء فورا.