أشارت الهيئة العامة للأرصاد الجوية إلى أنه بداية من اليوم وحتى الاثنين المقبل، تسود موجة حارة على مختلف أنحاء الجمهورية، تصاحبها ارتفاع نسب الرطوبة، فضلًا عن الشعور بارتفاع درجات الحرارة في الظل بقيم تتراوح بين درجتين و4 درجات، إلى أن تصل ذروة ارتفاع درجات الحرارة يوم الاثنين المقبل إلى 45 درجة مئوية في جنوب الصعيد.

وتستعرض "الشروق"، في هذا التقرير إجابات لبعض الأسئلة: ما هي رطوبة الهواء؟ وما تأثيرها على درجات الحرارة وعلى الإنسان؟ وكيفية التعامل معها؟

ماذا هي الرطوبة؟

الرطوبة تعني كمية بخار الماء الموجودة في الهواء، وخاصة في طبقة الجو القريبة من سطح الأرض، وتختلف الرطوبة حسب درجة الحرارة وضغط الهواء، فكلما كان الهواء أدفأ زادت كمية بخار الماء الذي يحمله، وعندما يحتوي الهواء على أقصى كمية من بخار الماء يستطيع حملها تحت درجة حرارة وضغط معينين، يقال إن الهواء تشبع ببخار الماء، بحسب الهيئة العامة للأرصاد الجوية.

الرطوبة وتأثيرها على درجات الحرارة

يختلف تأثير الرطوبة على درجات الحرارة عن الذي يشعر به الإنسان، حيث تعمل نسب الرطوبة على خفض درجة الحرارة السطحية في فصل الصيف، وتعمل على رفع درجة الحرارة خلال فصل الشتاء.

كما ترتفع درجات الحرارة والرطوبة بشكل كبير مع استمرار ارتفاع تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما قد يؤدي إلى زيادات خطيرة في الإجهاد الحراري البشري، بحسب موقع ""NIH.

فيما أنه نتيجة لأسباب فسيولوجية وفيزيائية حيوية، من المفترض أن يؤدي التعرض لمستويات أعلى من الرطوبة إلى تفاقم الإجهاد الحراري من خلال تقليل تبخر العرق؛ لذا فإن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة مع تغير المناخ يشكل خطرًا مركبًا محتملاً على صحة الإنسان.

آلية الجسم لمواجهة الرطوبة

عندما ترتفع درجة الحرارة، يبدأ الجسم بالتعرق لتخفيض درجة حرارة الجسم، ولكن عندما يحتوي الهواء على نسبة رطوبة عالية، لا يمكن لهذا العرق أن يتبخر، فالمزيد من العرق مع ارتفاع نسب الرطوبة يعمل على رفع درجة حرارة الجسم، ومع زيادة التعرق ووجود الإنسان خارج المنازل، قد يصل الجسم إلى حالة الجفاف.

ويؤدي ذلك إلى شعور الجسم بالحرارة واللزوجة، والذي بدوره يزيد من عملية التعرق، ويزيد من معدل وعمق الدورة الدموية، ويزيد من التنفس.

ويمكن أن يؤدي التعرق المفرط إلى فقدان الماء والمواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم من أجل العمل بشكل صحيح، مما يعرض صحة الإنسان للخطر.

مخاطر الرطوبة على الجسم

يزداد خطر التعرض للجفاف، والإرهاق، وحدوث التشنجات العضلية مع ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك الإنهاك الحراري، الذي يحدث نتيجة تعرض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة مصحوبة بالجفاف، فيما تصل درجة حرارة الجسم الذي يعاني من الإنهاك الحراري إلى 104 فهرنهايت أو أقل.

وتتسبب الرطوبة أيضًا في حدوث الإغماء وأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث وجدت الدراسات أن انخفاض الحرارة مع ارتفاع الرطوبة يؤدي إلى زيادة نسبة الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية، خصيصًا لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الساحلية.

فيما تعتبر الإصابة بضربة الشمس من المشاكل الخطيرة التي قد تهدد حياة الإنسان؛ إذ يتعذر على الجسم أن يصل للبرودة بشكل كافٍ؛ ما يمكن أن يؤدي إلى إصابة الجسم بتشنجات حرارية.

كما أن بعض الدراسات، أشارت إلى أن ارتفاع الرطوبة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية عند كبار السن.

نصائح لتقليل الرطوبة في المنزل خلال الصيف

أحيانًا قد يكون منزلك أكثر رطوبة من الخارج، وفي هذه الحالة، افتح النوافذ ودع الهواء النقي يدخل؛ فلن يساعد ذلك فقط على تحسين دوران الهواء، بل سيساعد أيضًا على تقليل مستويات الرطوبة العالية في الداخل، بحسب لموقع Thermo Pro.

كما يُنصح بتشغيل المراوح لتحريك الهواء في المنزل إذا كان الهواء رطبًا، حيث تساعد على توزيعه، فيما ستساعد على تخفيف التعرق الناتج عن رطوبة الهواء.

فيما أنه بغض النظر عن أن النباتات تضفي على المنزل مظهرًا ورائحة زكية، إلا أنه يُنصح بإبقائها في الخارج، حيث يمكن أن تزيد من رطوبة الهواء، فعندما يتنفس النبات ثاني أكسيد الكربون يُطلق الماء.

كما يوجد عادة كمية من الماء على الحوض بعد غسل الأطباق أو تنظيف الأسنان، فمن المهم مسحه لمنع تسربه إلى الهواء؛ ما منع ارتفاع نسبة الرطوبة في المنزل خلال الصيف، كما يُنصح بالحرص على تهوية الحمام جيدًا بعد الاستحمام للتخلص من الرطوبة.

فيما ينصح أن تعزل منزلك جيدًا لمنع دخول الرطوبة الخارجية إلى الداخل، حال كونك تعيش في منطقة ذات رطوبة خارجية عالية؛ فالعزل يمنع دخول الهواء الخارجي وخروج الهواء الداخلي، وبعض مواد البناء تتميز بخصائص عزل أعلى من غيرها، ومن المهم أيضًا عزل النوافذ والأبواب، حيث يسهل دخول الهواء من خلالها.