رغم الشعور بخيبة الأمل.. انقسامات داخل الاتحاد الأوربي بشأن التعامل مع روسيا - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 6:22 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رغم الشعور بخيبة الأمل.. انقسامات داخل الاتحاد الأوربي بشأن التعامل مع روسيا

(د ب ا)
نشر في: الأربعاء 24 نوفمبر 2021 - 11:38 ص | آخر تحديث: الأربعاء 24 نوفمبر 2021 - 11:39 ص

هناك انقسامات مستمرة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع روسيا تحول دون وضع استراتيجية متسقة بشأن الكرملين، مما يصب في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم شعور معظم الأوروبيين بخبية أمل تجاه روسيا، بحسب ما ذكرته جودي ديمبسي، الباحثة بمركز كارنيجي أوروبا.

واستعانت ديمبسي في تقرير نشره موقع مركز كارنيجي أوروبا بآراء عدد من الباحثين والمحللين لتأكيد وجهة نظرها، إذ تقول كارمن كلودين، كبيرة الباحثين بمركز برشلونة للشؤون الدولية، إنه رغم الانقسامات الداخلية، يبدو أن هناك تفاهما بدأ يتبلور داخل الاتحاد الأوروبي، إذ أن حتى دول في جنوب أوروبا مثل إسبانيا بدأت تدرك تماما الطابع الحقيقي لموسكو وأهدافها، وأن التحدي الآن لا يتمثل في تشخيص الأمر، ولكن فيما يتعين عمله حياله، وكيف.

وتضيف كلودين أن المنطقة التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يحدث فيها فارقا، والتي تتعرض فيها قيمه ومصالحه الأمنية للتحدي، هي الدول الواقعة في شرقه، والتي يعتبرها الكرملين" منطقة اهتمامه الحيوية".

وهذه الدول هي التي ينبغي أن تصبح شركاء استراتيجيين عندما تبدأ في التحول الديمقراطي، كما يجب عدم نسيان منطقة شبه جزيرة القرم.

وتقول كلودين، إنه طالما ظل الطابع السياسي للنظام الروسي دون تغيير، من الصعب أن تكون هناك فرصة لحوار حقيقي، ولكن فقط تكون هناك فرصة لإجراء مباحثات ومفاوضات.

أما توماس دي وال، كبير الزملاء في مركز كارنيجي أوروبا، فإنه لا يعتقد أن أحدا في أوروبا لديه أي أوهام إزاء مدى الخطورة التي يمكن أن تكون عليها روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، فهناك عمليات التسميم في المملكة المتحدة ، أو الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، أو دعم موسكو للرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو.

ويعد التهديد مؤخرا بتصفية منظمة ميموريال، أقدم منظمة حقوقية في البلاد، أمرا يثير الإحباط.

ولكن دي وال يوضح أن روسيا ليست كوريا الشمالية، ويتعين التعامل معها سواء بشأن الحد من التسلح، أو امدادات الغاز، أو إدارة وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان.

وهناك أوجه كثيرة للسياسة الخارجية الروسية بعضها أكثر سهولة في التعامل معه عن غيره.

والأهم من ذلك، هو أن النظام الروسي يزدهر على أساس فكرة أنه " قلعة محاصرة"، ولذلك لا يؤدي العداء الغربي سوى إلى تعزيز هذا الاعتقاد لدى النظام.

وليس المطلوب سياسة أكثر صرامة أو أكثر سلاسة تجاه روسيا ، ولكن سياسة أكثر ذكاء، يكون قدرا كبيرا منها تحت السطح.

وأي سياسة ردع بالنسبة لروسيا يجب أن تبدأ في الداخل، من خلال استهداف ما تقوم به روسيا من غسل الأموال وشراء العقارات، والنشاط المالي غير المشروع والذي طال السكوت عليه كثيرا.

ويقول مارتن إهل، كبير محللي السياسة الخارجية بصحيفة هوسبودارسكه نوفيني التشيكية إن من دلائل الانقسامات في أوروبا قيام دول مثل ألمانيا بزيادة اعتمادها على الغاز الروسي وفقا لسياستها الخاصة بالطاقة. كما أن هناك بعض السياسيين الذين يعتقدون الآن أن بوسعهم التوصل لاتفاق مع الرئيس الروسي، ولكن بوتين يقوم بممارسة لعبة مختلفة على مضمار يحدده هو وليس الأوروبيون.

ويضيف إهل، أنه كما كشف التاريخ مرات كثيرة ، فإن الاتحاد الأوروبي يمارس دوره بحسب قواعده التي لا تحظى بالاحترام خارج حدوده، ليس فقط بالنسبة لروسيا، ولكن أيضا بالنسبة للصين والولايات المتحدة.

وهناك حاجة إلى أن يشب الاتحاد الأوروبي عن الطوق حتى يستطيع ممارسة سياسة القوة العالمية- وتجنب التلاعب به.

أما فرانسيس هيسبورج، المستشار بمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية، فيرى أن أهداف روسيا غامضة. وعلى الأقل منذ خطاب الرئيس الروسي بوتين في مؤتمر الأمن بميونيخ في فبراير عام 2007 أوضحت موسكو عدم رضائها عن النظام الأمني ما بعد الحرب الباردة في أوروبا، وأعرب عن رغبته في تغييره.

ويعتمد بوتين في ذلك على ما تعتبره موسكو حربا يشنها الغرب ضد المصالح الروسية.

وأضاف هيسبورج، أن التصريحات الروسية المتكررة في هذا الشأن كانت واضحة، ومن ثم، فإن تصرفات موسكو في جورجيا وأوكرانيا، وغيرهما، ناهيك عن أعمال التخريب على أراضي الاتحاد الأوروبي وعمليات الاغتيالات المستهدفة التي شملت استخدام الأسلحة الكيماوية، تعتبر امتدادا طبيعيا للموقف الروسي.

ودعا هيسبورج إلى ضرورة افتراض النوايا الروسية السيئة بوضوح والتي يتعين في مواجهتها اتباع موقف مترابط القوى من جانب الدول الأوربية، سواء كان من دول الاتحاد الأوروبي، أو من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو من كليهما.

ويقول إن ما يحدث هو عكس ذلك: إذ أن أوروبا تتصرف كما لو كان هناك حسن نوايا حتى يثبت العكس، ومع مرور الوقت قد يشجع ذلك روسيا على الإقدام على مخاطر كانت ستتجنبها لولا ذلك. وهذا وضع خطير.

وأضاف أن قادة الاتحاد الأوروبي لم يستوعبوا الدروس الإيجابية للدمج الناجح للردع والوفاق خلال الحرب الباردة.

 
 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك