ارتفعت حصيلة القتلى جراء فيضانات وانهيارات أرضية واسعة الانتشار بفعل الأمطار الغزيرة في جنوب شرق آسيا، اليوم الاثنين، مع تسجيل مقتل شخص آخر في فيتنام وخمسة آخرين في تايلاند، وتشريد عشرات الآلاف من السكان.
ووصل إجمالي عدد الوفيات المؤكدة في فيتنام حتى الآن إلى 91 شخصا، وفقدان 11 شخصا آخرين، حيث تسبب هطول الأمطار الغزيرة الذي بدأ منذ أسبوع في فيضانات شديدة وأدى إلى انهيارات أرضية تمتد من مقاطعة كوانج تري إلى مقاطعة لام دونج، على امتداد 800 كيلومتر (500 ميل) عبر المنطقة الوسطى للبلاد، بما في ذلك المرتفعات.
وفي داك لاك، المقاطعة الأكثر تضررا، لقي 63 شخصا حتفهم، أغلبهم غرقا. وسُجلت وفيات أخرى في مقاطعات خان هوا، ولام دونج، وجيا لاي، ودانانج، وهوي، وكوانج تراي.
ومع غرق الطرق في مناطق عديدة، تم نشر مروحيات لإسقاط المواد الغذائية والمساعدات والمساعدة في إجلاء السكان.
وبعد توقف الأمطار بشكل مؤقت خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت فام ثو هوين واحدة من مئات السكان والزوار الذين ساعدوا في تنظيف الأنقاض التي جرفتها المياه إلى شاطئ نها ترانج، وهي وجهة سياحية شهيرة في مقاطعة خانه هوا، المعروفة بشواطئها الرملية البيضاء.
وقالت السيدة البالغة من العمر 45 عاما "لم نشهد قط هذا الكم من الأمطار ولا مثل هذه الفيضانات العارمة".
كما ألحقت المياه أضرارا بالغة بمحاصيل هذا العام، حيث غمرت مزارع البن في منطقة "داك لاك" الرئيسية لزراعة البن في فيتنام.
وتقدر الخسائر الإجمالية حتى الآن بنحو 500 مليون دولار جراء هذه الجولة من الفيضانات.
وفي تايلاند، تسبب هطول الأمطار الغزيرة في جنوب البلاد خلال مطلع الأسبوع بفيضانات مفاجئة شديدة، ألحقت أضرارا بما يقرب من مليوني شخص، وفقا لمسؤولين.
وأفاد مسؤولون صحيون إقليميون بأن خمسة أشخاص قُتلوا وأصيب أربعة آخرون في ست مقاطعات جنوبية.
وتعرضت عشر مقاطعات جنوبية لأمطار غزيرة خلال الأسبوع الماضي، وحذر المسؤولون، اليوم الاثنين، من ارتفاع مستويات المياه مع توقع استمرار هطول الأمطار حتى غدا الثلاثاء.
كما تواجه ماليزيا أيضا فيضانات في عدة ولايات، من المتوقع أن تتفاقم مع استمرار الأمطار الغزيرة والمستمرة.
وأفادت وزارة الرعاية الاجتماعية، اليوم الاثنين، بأنه تم إجلاء أكثر من 12500 شخص في تسع ولايات.
وكانت المنطقة الأكثر تضررا هي ولاية كيلانتان الواقعة شمال شرقي البلاد والتي جاء منها غالبية النازحين.
وقامت السلطات بتجهيز 86 ملجأ مؤقتا، محذرة من توقع استمرار هطول الأمطار.
وتعد فيتنام من أكثر دول العالم عرضة للفيضانات، حيث يعيش نحو نصف سكانها في مناطق شديدة الخطورة. ويحذر العلماء من أن ارتفاع درجة حرارة المناخ يؤدي إلى زيادة شدة العواصف والأمطار في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، مما يجعل الفيضانات والانهيارات الأرضية أكثر تدميرا وتكرارا.