شهادات لأعضاء مؤسسة آدم حنين في الذكرة الثالثة لرحيل المُعلِم الفيلسوف - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:48 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهادات لأعضاء مؤسسة آدم حنين في الذكرة الثالثة لرحيل المُعلِم الفيلسوف

حاتم جمال الدين
نشر في: الخميس 25 مايو 2023 - 4:03 م | آخر تحديث: الخميس 25 مايو 2023 - 4:03 م

تحيي مؤسسة آدم حنين للفنون التشكيلية الذكرى الثالثة لرحيل الفنانة الكبير، والذي رحل عن عالمنا في مايو من سهر مايو عام 2020، وذلك عبر نشر شهادات لأعضائها على رحلو المثال الراحل الإنسانية والفنية، ودوره في خلق جيل جديد من النحاتين المصريين.
ويستدعي الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق رحلة صداقة امتدت لأكثر من 45 عاما مع أدم حنين، ويقول: أتذكر وأنا طالب في كلية الفنون كنا في رحلة لأبو سمبل وتوقفنا في أسوان لكي نستقل المركب لأبو سمبل وكان اللقاء الأول بآدم، ولم أكن أسمع عنه ولم يكن بنا وقتها أي حوار، اما اللقاء الأول الحقيقي فكان عام 1971 في باريس مع معرض للفن المصري الحديث بمتحف جاليري جليرا.
وكان آدم حنين ضمن المشاركين، وبحكم موقعي آنذاك بسفارة باريس كان لابد من التعامل مع كل الإجراءات اللازمة لإقامة المعرض، وهناك اللقائي بآدم حنين في حضور الفنانة إنجي أفلاطون قومسير المعرض، وتحدثنا في كيفية التناول ولغة التعامل.
كنت مديراً للمركز الثقافي في باريس وكان ملتقي لكل المفكرين والمثقفين المصريين والعرب وكان يأتي آدم وزوجته السيدة عفاف، فتوطدت العلاقة منذ هذه اللقاءات وخروجنا سوياً لاكتشاف كل ما هو قيم وعظيم في باريس وأصبحنا أصدقاء منذ ذلك الوقت.
عندما ذهبت لإدارة الأكاديمية المصرية للفنون بروما، كان أول شيء أفعله هو أن أقدم آدم حنين كفنان للمجتمع الإيطالي فتم الاتصال به ودعوته ووزوجته، وأقمت له معرضاً وطلبت منه أن يقيم تمثالاً يهديه للأكاديمية فكان التمثال (طائر في حديقة الأكاديمية).
ويحكي فاروق حسني قصة ميلاد حلم (سيمبوزيوم أسوان للنحت على الجرانيت)، ويقول: كنا نحلم سوياً كيف تكون مصر مركزاً للنحت الدولي، وعندما احتياج تمثال أبو الهول لمثال يساعد في ترميمه، كان في ذهني آدم، وفي هذه الأثناء عرضت على آدم تحقيق حلمنا القديم بأن يقام سيمبوزيوم في أسوان للنحت وتكون مسئوليته، وبالطبع تحتاج إلى شخصية فذة في الإبداع ولها احتكام دولي كبير وبالفعل تم المشروع، وقام بدعوة فنانين نحاتين من أنحاء العالم والسماح لشباب النحاتين في مصر للاشتراك لكي يحصلوا على الخبرات من الفنانين من العالم.
وأكد حسني أن إطلاق مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي هو حماية لفنه وتأكيده في المجتمع عبر الزمن لكي يكون دائماً موجود في الساحة الفنية تأثيراً للشباب الجديد وإعلاء لقيمة الفن وبالذات فن النحت فهي مؤسسة فاعلة في المجتمع الفني باسم آدم حنين وبفنه.
الفنان عصام درويش رئيس مجلس الأمناء المؤسسة وأستاذ النحت بكلية التربية الفنية، يصف آدم حنين بالمعلم والفيلسوف.
ويقول: "في بداية التسعينيات كنت أقوم بعمل بعض الأعمال النحتية من المصري القديم بالقرية الفرعونية، وكنت ألاحظ أن آدم حنين يتابعني جيدا، وعندما دعاني إلى زيارته في منزله لرؤية تجربته الفنية؛ توقفت أمام أعماله كثيرا وفي كل زيارة له يزداد انبهاري وتعلقي بأعماله وجذبتني شخصيته، وعندما دعاني للمشاركة في السيمبوزيوم توطدت علاقتنا، وشاركته في ترميم أعماله النحتية واستفدت من خبرته في التعامل مع الأسطح.
ويضيف: أكثر ما يميز آدم حنين أنه ذو عين فاحصة ويجيد تغذيتها بمفردات الطبيعة التي يتأملها، هو مستقبل جيد يتقن فن الاصغاء للآخرين، هو كمعلم لا يلقن، ومثل الفلاسفة يعطي انطلاقا من اهتمامه بالشباب.
ويقول النحات ناجي فريد: بعين فاحصة كان الفنان آدم حنين يرقب الشباب، ويحثهم على التواصل معه، وهذا ما حدث معه عندما شارك بالدورة السادسة من صالون الشباب بمجمع الفنون بالزمالك، كان عمله عبارة عن عمل خشبي كبير تم وضعه بحديقة المجمع المطلة على النيل، واستدعاه آدم وأقام معه حوارا دعاه خلاله لزيارته في الحرانية، ولكنه تحرج من تلبية الدعوة، وقابله آدم بعد ثلاثة أشهر في أحد المعارض وأكد عليه الدعوة وأنه سينتظره، ليكون أول لقاء حقيقي بينهما.
ويقول فريد عن هذا اللقاء: انبهرت بأعماله والاتيليه، وكان هناك مجموعة اعمال جديدة تم سبكها في فرنسا، وبدأت اتردد عليه كثيرا للمناقشة والتعلم، ثم كانت تجربة سيمبوزيوم أسوان في دورته الأولي ضمن مجموعات الشباب التي يتم اختيارها لزيارة ورشة العمل في عام 1997، وبعد انتهاء الدورة شاركت معه لمدة شهر في انهاء عمل صرحي لمحافظة اسوان في عام 1998، وبعدها شاركت في الورشة الرسمية للسيميزيوم، ومنذ عام 2000 أصبحت مساعدا قوميسير السيمبوزيوم حتى 2017".
ويستكمل فريد: "نحن كجيل شاب كنا نحتاج هذا النموذج لفنان يمتلك اتيليه مستقل يتواصل ببساطة وبهدوء ودون أي عجرفة، ولهذا كان الشباب كثيرا ما يتجمعون حوله، ومن السيبمبوزيوم أعد جيلا من النحاتين وعرضهم لخبرات متنوعة في الرؤية الفنية والتكنيك والأدوات".
يحكي الفنان محمد رضوان أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة عن اللقاء الاول بآدم، قائلا: في الدورة الثانية لسيمبوزيوم اسوان تم اختياري لزيارة الورشة حيث كان اول لقاء لي مع آدم، وفي السنة التالية أختارني للمشاركة في الورشة للشباب، ثم مثلت مصر في السيمبوزيوم كفنان مشارك وأساسي في الدورة التالية.
وأضاف: أثناء دراستي للنحت بكلية الفنون الجميلة كنت محظوظا اني تعرفت على عوالم أساتذة النحت الكبار مثل فاروق إبراهيم وعبد الهادي الوشاحي وصبحي جرجس.. لكني وجدت في آدم حنين منطق مغاير، فهو السهل الممتنع، يعطي حلول للعمل النحتى دون تنفير، ولا يرى في أي عمل قبح، أحببت التواصل معه ومساعدته في أعماله ببساطة وكثيرا ما كنا نتشاور بخصوص أعمالنا، وتحولت العلاقة إلى زمالة وصداقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك