إصابة العين بالجلوكوما أو ما يعرف لدى العامة بالمياه الزرقاء أحد أخطر ما يصيب الإنسان دون أن يلتفت إلى السبب فيسرق الإبصار فى تغيرات تلم بالعين دون رجعة أو أمل فى العلاج. الجلوكوما إصابة تلم بالعصب البصرى (oplie nerve) الذى يربط العين بالمخ والمسئول عن مرور النبضة العصبية الخاصة بحاسة الإبصار. كيف يحدث هذا التلف فى العصب البصرى أمر حتى الآن غير مفهوم إلى حد كبير لكنه يرجع إلى ازدياد الضغط الداخلى للعين الذى يؤثر على خلاياه ويتسبب فى موتها.

تشخيص المرض فى طور مبكر يمكن أن يحفظ على الإنسان حاسة البصر ونعمته لذا فالكشف الدورى السنوى على قاع العين وقياس ضغطها أمر هام وحيوى وقد يقى الإنسان شر التداعيات التى غالبا ما تحدث دون أن يلتفت إليها.

ضغط العين الداخلى هو المسئول عن الحفاظ على شكل العين التى ترقد آمنة داخل تجويف عظمى فى الجمجمة يحميها من أى مؤثرات خارجية. إذا تمثلت لنا كالبالون الذى يحتاج إلى قدر معين من الهواء ليحتفظ بشكله المستدير فإن أى ارتفاع أو انخفاض عن ذلك القدر من الضغط يعرض البالون إما للانفجار أو للتداعى: كذلك العين الضغط الملائم يحافظ على الشكل وأن تتم الوظائف بصورة مرضية. ضغط العين ينشأ من العلاقة التى يجب أن تظل متوازنة وثابتة بين ما ينشأ فيها من سوائل وما يتم تصريفه. ذلك السائل هو الذى يحفظ للعين ليونتها وحيويتها ويتم من خلاله تغذية كرة العين، أيضا التخلص من نواتج العمليات الحيوية فى خلاياها وأنسجتها. الفارق بين السائل الناتج والسائل الذى يتم تصريفه يصنع الضغط فى العين.

ارتفاع ضغط العين ينشأ من أى مشكلات تتعلق بتصريف هذا السائل، إذ إن تراكمه بأى صورة من الصور يتسبب فى ارتفاع الضغط داخل العين بصورة متزايدة قد لا يمكن أن تسبب أى أعراض إلا حينما يبلغ الأمر حد الخطر.

ارتفاع الضغط تدريجيا يؤثر على العصب البصرى فتبدأ خلاياه العصبية فى التأثر حتى ينتهى الأمر بها إلى أن يموت تدريجيا. هناك أيضا العديد من العوامل التى قد تؤثر على وظيفة العصب البصرى ومنها على سبيل المثال نقص الدم الوارد لتغذيته. الجلوكوما مرض وراثى تلعب الجينات فيه دورا مؤثرا.

فالمعروف أن قياسات ضغط الدم تختلف مع الانفعال والضغوط النفسية وأنها فى الصباح الباكر عند الاستيقاظ غيرها بعد الخروج من الحمام وتناول الإفطار. هى أيضا مختلفة بعد التدخين. كما أن هناك نسبة لا يستهان بها من البشر العاديين يعانون من ظاهرة البالطو الأبيض أو ارتفاع ضغط الدم بما قد يصل إلى ارتفاع ١٠ من قياس ضغط الدم السيستولى لمجرد التواجد فى عيادة طبيب أو مستشفى، إعادة قياس الضغط أيضا فى ظروف مختلفة مفيد لذا يجب أن تفكر فى اقتناء جهاز جيد لقياس الضغط فى المنزل. أيضا أن تتعلم جيدا قياسه فى ظروف صحية وأوقات مواتية وأن تراعى الشروط الواجبة كأن تكون جالسا بصورة مريحة لك وأن تحكم وضع لفافة الجهاز حول ذراعك وأن يبدو ذراعك مستندا إلى وسادة أو ذراع كرسى تجلس عليه فى مستوى القلب تقريبا.

من الأفضل أيضا أن تسجل قياسات ضغطك وأنت لا تعانى من أى ضغط: يحسن ألا تكون مصابا بالإمساك وأن لا تقيس ضغطك قبل زيارة الحمام صباحا وأن تنتظر على الأقل نصف الساعة بعد تدخين سيجارة قبل أن تعمد لقياس الضغط.

ابدأ بمراجعة أسلوب حياتك قبل أن تقرر مع طبيبك البدء فى تناول علاج للضغط متى لم يكن القياس بالفعل يشير إلى ارتفاع يمثل خطرا جسيما إذا لم يعالج.

هناك بعض الأطباء من الحكماء ينصحون على مدى ستة أشهر قبل قرار العلاج بالأدوية بمراجعة نمط حياة الإنسان لإعادة ترتيب الأوراق.
طعام يحتوى على نسبة أقل من ملح الطعام بنسب متوازنة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الجيدة. الكثير من الخضراوات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة (مثل العيش البلدى بالردة وأنواع سيريال الإفطار الغنية بالألياف والمضاف إليها أحيانا بعض من الكالسيوم والفيتامينات) منتجات الألبان قليلة الدسم واستخدام الزيوت الجيدة مثل زيت الزيتون والذرة والكانولا. الأسماك يجب أن تأتى قبل اللحوم والدواجن.

طرق الطهى ذاتها يجب مناقشتها فيأتى الطهو على البخار فى رأس القائمة بينما القلى والتحمير فى آخرها.

حجر الزاوية فى علاج الضغط قبل مرحلة الأدوية هو علاج الضغوط العصبية والإقلاع عن التدخين والجهد البدنى اليومى بانتظام وإيقاع مستمر عند هذا الحد نتوقف لمراجعة النتائج: هل فعلا نحتاج لأدوية أم أن الأمر قد حسمته العزيمة والرغبة فى حياة نشطة صحية.