«ورد وياسمين» من أصحاب القدرات الخاصة لمجتمع معاق عاطفيا - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:06 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ورد وياسمين» من أصحاب القدرات الخاصة لمجتمع معاق عاطفيا

«ورد وياسمين» من أصحاب القدرات الخاصة لمجتمع معاق عاطفيا
«ورد وياسمين» من أصحاب القدرات الخاصة لمجتمع معاق عاطفيا
حاتم جمال الدين
نشر في: الخميس 26 مايو 2016 - 4:56 م | آخر تحديث: السبت 28 مايو 2016 - 7:00 م
خارج قوانين المسرح.. قدم المخرج أشرف فتحي تجربته مع أصحاب القدرات الخاصة، الذين لعبوا أدوار البطولة في عرضه المسرحي "ورد وياسمين"، تجربة استحقت دعم الدولة، والذي تمثل في إنتاج البيت الفني للمسرح للعرض.. واستضافته على خشبة المسرح العائم بالمنيل.

العرض يمثل صرخة قوية تدين مجتمع معاق في مشاعره، فاقد القدرة على الإحساس بالآخر، ودولة تسن قوانين بلا مبرر منطقي، وأخرى للاستهلاك الإعلامي فقط، ولامس الكثير من قضايا ومشاكل يعيشها المجتمع، ويعاني منها الجميع، نظام التعليم، الرعاية الصحية، القوى العاملة، مكتب التنسيق للكليات والجامعات، وحالة من الإهمال طالت حتى أدق التفاصيل داخل الأسرة، سلوكيات مجتمع أصبحت لا تحترم آدمية الإنسان.

بدأ العرض بمشهد شديد الحساسية لمجموعة من متحدي الإعاقة يتحدثون عن علاقتهم بثلاث أدوات مساعدة احتلت مركز المسرح ـ العصا والسماعة والكرسي المتحرك ـ وكيف تكون أشد رفقا بهم من البشر، بينما ينتهي بصرخة الممثلين ساخرين ومستنكرين لصمت الجمهور.

وينطلق العرض في سرد قصص ترصد معاناة هؤلاء الناس، وتبدأ بمشهد لمجموعة من متحدي الإعاقة يتقدمون بطلبات التوظيف لأحد موظفي الحكومة، مطالبين بحقهم في الحصول على عمل، حسب نسبة الـ 5% المقررة بقانون العمل، ولكن تواجه طلباتهم من الموظف بالإهمال والسخرية.

من الوهلة الأولى لدخول المسرح قد يعتقد البعض أنه أمام عرض مدرسي لمجموعة من الهواة، وذلك نظرا لبساطة الديكور والتجهيزات فضلا عن أفكار مسبقة عن طبيعة العرض، ولكن بالتأكيد يتبدد هذا الشعور عندما يدخل في تفاصيل العرض والرسائل التي يطلقها في كل جملة أو إشارة، وأداء الممثلين الذي يؤدي كل منهم دورا يعيش معه ويعرف كل مفرداته، فتبكينا قصيرة القامة وهي تتحدث عن أحلام البنات بداخلها، وكيف ترى نفسها من الداخل شخصا سويا لديه مشاعر تجرحها نظرات وغمزات مجتمع لا يرحم.

وعبر أداء تمثيلي محترف يروي "محمد" رحلة كفيف في دنيا التعليم، وبين التراجيديا والكوميديا السوداء، ويحكي عن مناهج لا تتناسب مع ظروفه، وعدم توفر وسائل تعليمية تساعده على التعلم والاطلاع، ويصل إلى ذروة القهر والمأساة مع مكتب التنسيق الذي يمنعه من دراسة القانون كما يريد، ويفرض عليه الالتحاق بكلية الآداب فقط لأنه كفيف.

"احنا مش عايزين نتكلم عن مشاكلنا.. احنا عاوزين نساعد البلد تقوم وتبقى حلوة "كلمات قالها لنا "محمود" أحد أبطال "ورد وياسمين" الذي حرص على النزول قبل العرض للترحاب بالمشاهدين، جاءت النهاية بأغنية حملت هذا المعنى، وهي واحدة من أغنيات العرض التي كتب كلماتها مؤلف المسرحية أيمن النمر، ولحنها إيهاب حمدي، وكانت أحد عناصر التميز في العرض.

أما المثير للدهشة هو قوة الاستعراضات التي اكتشفنا بعد نهاية العرض أن عناصرها من الصم والبكم.
 
 
 
 
 


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك