محمد عبدالرحمن: راهنت على كوميديا الجريمة في مسلسل برستيج.. وأعود للسينما بفيلم تراب الماسك - بوابة الشروق
الجمعة 30 مايو 2025 2:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

محمد عبدالرحمن: راهنت على كوميديا الجريمة في مسلسل برستيج.. وأعود للسينما بفيلم تراب الماسك

حوار ـ حسام جودة:
نشر في: الإثنين 26 مايو 2025 - 8:22 م | آخر تحديث: الإثنين 26 مايو 2025 - 8:22 م

• المسلسل يجمع ثلاثة عناصر أُحبُّها.. وعمرو سلامة حوَّل ارتجالى إلى «ماستر سين»
• «تراب الماسك» مشروع أعود به إلى شاشة السينما فى نهاية العام
• تجربة مسرح مصر علمتنى الالتزام.. وأتمنى تقديم عمل تراجيدى

 

فى واحدة من مقاهى وسط البلد العتيقة ذات الطابع الأوروبى، وبين رائحة القهوة وملامح الماضى فى الخلفية، تدور أحداث المسلسل القصير «برستيج»، الذى يدخل من خلاله الفنان محمد عبدالرحمن منطقة درامية جديدة؛ تجمع بين الكوميديا والمفاجأة والتشويق وغموض اللغز البوليسى.

وفى لقائه مع «الشروق» فتح محمد عبدالرحمن، قلبه وتحدث عن طبيعة الشخصية التى يجسدها بمسلسل «برستيج»، وكواليس العمل مع مصطفى غريب والمخرج عمرو سلامة، ويكشف عن مشروع فيلمه السينمائى المقبل «تراب الماسك»، وأسباب تغيّبه عامين عن الشاشة الكبيرة، ورؤيته لتطور الكوميديا فى ظل المنافسة بين المنصات والعرض التقليدى..

• فى البداية.. ما الذى دفعك إلى قبول المشاركة فى بطولة «برستيج»؟

 


- كنت أبحث عن مشروع يُشعرنى بأننى أبدأ من نقطة جديدة، وعندما جاءنى سيناريو «برستيج» وجدت مزيجًا من ثلاثة عناصر أُحبُّها، وهى الكوميديا السوداء، وغموض اللغز البوليسى، والموقع الواحد، هذا فضلًا عن أن تفاصيل الشخصية «مستر أكرم» تبدو فى ظاهرها نمطية، فهو مدير مقهى أنيق وحازم، لكن مع تصاعد الأحداث نكتشف طبقات نفسية معقدة، ومنها الماضى الأليم الذى يلاحقه، وعواطفة متأججة خلف صرامته، ونقاط انهيار تُفجر المفاجآت بكل حلقه، وأنا أحب هذا التلوُّن واعتبره الوقود للإبداع فى أداء الشخصية.

• وكيف رأيت اهتمام الجمهور بالمسلسل فى الشارع المصرى؟

 


- أنا أعمل وأجتهد بكل ما أملك من طاقة فى تقديم العمل؛ والنجاح من عند الله؛ والحمد لله المسلسل نال إعجاب كل من شاهده، وأصبح حديث السوشيال ميديا لفترات طويلة، وكان البعض من الجمهور ينادينى باسم الشخصية فى الشارع وهذا أكثر شىء أسعدنى.

• العمل كله يدور فى «كافيه» مغلق أثناء عاصفة.. ألم تتخوف من تسرب الملل للمشاهد؟

 


- الخطر موجود طبعًا، لكنه محسوب، الخطاب البصرى هنا مرتبط بالحبكة؛ فنحن لسنا فى ديكور ثابت بالمعنى التقليدى؛ الإضاءة تتغير مع انقطاع التيار الكهربائى وعودته، المراوح الصناعية تضيف حركة للعناصر الساكنة، والكاميرا تتنقل بين الزوايا الضيقة والواسعة لتعيد ترتيب علاقتك كمتفرج بالمكان، والمخرج عمرو سلامة يعتمد على تقنية الكاميرا المتلصصة، والتى تتعقب الشخصيات من خلف الأبواب أو بين الدرجات، فتشعر كأنك شاهد عيان داخل الجريمة؛ والحمد لله الجمهور تقبل ذلك وحتى الحلقة الأخيرة لم أتلقَ أى تعليق من الجمهور يشير إلى شعوره بالملل.

• تحدَّثت عن تركيبة خاصة لشخصية «مستر أكرم».. فكيف كان استعدادك لها على مستوى الأداء؟

 


- بدأت كالعادة بالورقة والقلم لوضع سيرة ذاتية تخيلية للشخصية مكان الميلاد، سنوات العمل الأولى، أول مرة سمع فيها لقب «مستر»، ثم انتقلت إلى الجسد وتخيلت وقفته المستقيمة، ويد لا تهدأ وهى تضبط ياقة القميص، ونظرة حذرة؛ واستعنت بمدرب خطاب جسدى لبضعة أيام لأضبط إيقاع الحركة فى المساحات الضيقة، أما على المستوى النفسى فحرصت على أن أعيش إحساس «الصدمة المؤجلة»؛ فـ«أكرم» يظن أنه يعرف كل شىء، وفجأة تُسلب منه تلك السيطرة؛ وحاولت أن أبنى طبقة تُظهر تلك الرجّة الداخلية فى نظرة العين قبل أن ينطق لسانه.

• وكيف ترى التعاون مع المخرج عمرو سلامة؟ 

 


- عمرو سلامة ذو خلفية سينمائية حتى النخاع، وفى أول اجتماع، عرض علينا مقاطع من أفلام عالمية دارت فى موقع واحد، مثل Twelve Angry Men وCarnage، وشرح كيف يتحول المكان إلى شخصية مؤثرة، والأجمل أنه لا يفرض رؤيته نهائى، بل أتأح للممثلين مساحة للارتجال، ثم ينتقى منها ما يدعم الخط الدرامى، وهناك لقطة كنت أعبث فيها بفناجين القهوة بعصبية دون كلام، أعجبته وحوّلها إلى ماستر سين، وهو مخرج يعطى الممثل طاقة إيجابية فى كواليس العمل.

• يشترك الفنان مصطفى غريب معك فى بطولة «برستيج».. بماذا تصف الكيميا بينكما؟

 


- مصطفى أخ وصديق قبل أن يكون زميلًا، التقينا أول مرة فى ورشة تمثيل قبل «مسرح مصر» بسنوات، هو يمتلك ما أسمّيه بـ«ذكاء الإفيه» أى يعرف متى يضحك الجمهور ومتى يترك نفسه ليفسح المجال لشريك المشهد، وفى «برستيج» يلعب شخصية على النقيض، فهو شاب مندفع، يتكلم قبل أن يفكر، وهذا ينتج عنه كوميديا موقف، وعملى معه جعلنى أشعر بكيميا بيننا.

• هل هناك موقف طريف لا تنساه من كواليس «برستيج»؟

 


- هناك مشهد كان يتطلب صمتًا تامًا لشخصيتين تتجسسان خلف الباب، وأثناء المشهد سقطت ملعقة من جيب مصطفى غريب كان يحتفظ بها فأُفزع الجميع، بدلًا من إعادة التصوير، دمج عمرو سلامة الصوت، وأضاف نظرة ارتباك خلقت لحظة كوميدية أراها من وجهة نظرى عبقرية.

• ما الرسالة التى تريدون الوصول بها للجمهور من خلال المسلسل؟

 


- الحقيقة متعددة الزوايا، فقد نظن أن الشخص «المرتب» بلا أخطاء، أو العشوائى بلا ذكاء؛ لكن داخل كل منا سرّ يستحق التأمل، وكذلك يطرح المسلسل معنى المسئولية فى زمن تتغول فيه مصلحتنا الشخصية على الحقوق.

• المسلسل من ثمانى حلقات فقط.. فإلى أى مدى ترى الدراما القصيرة مستقبلًا للكوميديا؟

 


- المنصات فرضت إيقاعًا جديدًا للمشاهدة، والجمهور اليوم يحب أن يلتهم الحلقات فى ليلة واحدة، هذا لا يحدث لو طالت القصة، والكوميديا خاصة تستفيد من التكثيف، لأن النكتة لو تكررت ماتت، زمن هنا تسمح الدراما القصيرة بسرد حكاية محكمة بلا مطّ؛ لكننى لست ضد الثلاثين حلقة إذا كانت الحكاية تستحق، مثل مسلسل «الكبير أوى» فهو يتسع لأكثر من ثلاثين حلقة ودون أى ملل.

• لماذا غبت عن السينما منذ فيلم «البطة الصفرا» الذى عُرض فى صيف ٢٠٢٣ وحقق نجاحًا جماهيريًا؟

 


- بعد «البطة الصفرا» انهالت علىّ نصوص تكرر شخصية الشاب الساذج المستدر للضحك، وشعرت بأنها سأخذ من رصيدى الفنى، ففضلت التريث حتى جاءنى سيناريو فيلم جديد يحمل اسم «تراب الماسك»، وهو اسم مؤقت، ويمزج بين الأكشن والكوميديا، ويتناول تهريب تحف أثرية بين القاهرة ودبى، وأقدم فيه شخصية جديدة علىّ لرجل قصير القامة؛ لكنه ذو ذكاء حاد، وعقلية تمكنه من إدارة عمليات معقدة؛ ونحن حاليًا فى مرحلة المعاينات والتعاقد مع باقى فريق العمل، وإذا سارت الأمور وفق الخطة، نبدأ التصوير فى أغسطس على أمل عرض أواخر ديسمبر ٢٠٢٥.

• هناك من يرى الكوميديا المصرية تعيش أزمة تكرار.. فما تعليقك؟

 


- الكوميديا ابنة مجتمعها، وعندما يتغير شكل اليوميّات تتغير النكتة، مشكلتنا أحيانًا هى الاعتماد على نفس الفورمات منذ التسعينيات ولنا بعض النماذج مثل البطل السمين، صديقه النحيف، صاحب القافية اللفظية؛ الجمهور تغيّر وذكاؤه البصرى يرتفى، علينا كصناع أن نستثمر فى الكتابة، نجرب أنواعًا كثيرة مثل كوميديا الخيال، الكوميديا التاريخية، حتى السايكو دراما يمكن أن تحوى لحظات ضحك مدهشة.

• بالحديث عن التغير.. هل تفكر فى خوض تجربة تراجيديا خالصة؟

 


- أفكر فى ذلك جديًا؛ فالكوميديان يمتلك أحيانًا طاقة حزينة داخله لا يطلِقها كثيرًا؛ تلقيت منذ فترة عرضًا لمسرحية «مونودراما» بعنوان «ظل الخُطى» تدور حول حارس مسرح مهجور يستعيد ذكرياته، والنص بكر وجاد، وأدرسه حاليًا. لو نفذناه سيكون أول ظهور لى بمونولوچ طويل على خشبة مسرح الدولة.

• بعد كل هذه السنوات.. ما الدرس الأهم الذى خرجت به من تجربة «مسرح مصر»؟

 


- تعلمت الالتزام من الفنان أشرف عبد الباقى، حيث كان يحضر قبل العرض بساعتين، يتفقد الإضاءة والموسيقى ومخارج الطوارئ، وهو غرس فينا هذا الانضباط، كما تعلمت مفهوم «الضحك الآمن»؛ أى ألا تسخر من فئة لا تستطيع الرد، هذا المبدأ أطبقه حتى الآن، وأتمنى حقيقى تكرار تجربة شبيه من مسرح مصر.

• كيف تتعامل مع النقد خاصة على مواقع التواصل؟

 


- أقرأ أغلب التعليقات بنفسى، أركز فى النقد الموضوعى الذى يناقش أداءً أو نصًا، أما الشتائم المجانية فأعتبرها «ضوضاء»؛ وأصواتًا خلفية تعلّمت تجاهلها، المهم ألّا يفسد الكلام علاقتى بذاتى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك