لمنع حدوث وباء جديد.. دراسة بجامعة كامبريدج تضم 161 تحذيرا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:35 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لمنع حدوث وباء جديد.. دراسة بجامعة كامبريدج تضم 161 تحذيرا

حسام عماد
نشر في: الجمعة 26 يونيو 2020 - 2:25 ص | آخر تحديث: الأحد 28 يونيو 2020 - 4:00 م

«أن نصبح نباتيين».. نحول دون أي «تداول أو تجارة للحيوانات المحذور تناولها».. و«نقلل من مواضع الازدحام»، قد يكون الالتزام بهذه الأمور وسيلة البشرية لتجنب التعرض لوباء آخر شيبه جائحة فيروس كورونا المستجد الحالية، وفق دراسة حديثة صادرة عن أكاديميين، والتي تناولتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير لها.

الدراسة التي أعدها 25 متخصصا في الحياة الطبيعية والطب البيطري تناولت 7 طرق تحدث عبرها الأوبئة وتتطور، وقدمت 161 وسيلة لتقليل مخاطر انتقال أي عدوى من الممكن أن تضرب كل أركان الكوكب.

ويعيش العالم منذ نهاية العام الماضي وباء فيروس كورونا المستجد، الذي انتشر في معظم دول العالم، وأصاب حتى الآن ما يقترب من عشرة ملايين شخص، وتسبب في وفاة ما يقترب من نصف مليون شخص.

الفريق الأكاديمي الذي أجرى البحث بقيادة خبراء جامعة كامبريدج، يقول إنه يجب على البشر تغيير طريقة تفاعلهم مع الحيوانات بشكل جذري، محذرا من أنه «مسألة وقت فقط»، قبل أن تصيب جائحة أخرى العالم، حال تجاهل التحذيرات الواردة في الدراسة.

الدراسة انتهت إلى أن توطين الحيوانات غير المنزلية في الحياة البرية، ونقل اللحوم، والاتجار بها، واستهلاكها، بالإضافة إلى الاتجار في الحيوانات الأليفة الغريبة المحظور تناولها، وزيادة تعدي الإنسان على عادات الحياة البرية، من بين الطرق التي يمكن أن تنتشر بها الأمراض الجديدة بين البشر.

كما تفترض الدراسة أن فرض قيود على كمية الحيوانات التي يمكن أن يستأنسها الناس، وإبعاد الماشية عن الحيوانات الأليفة المحلية، أو حتى تحول الناس إلى نباتيين، كل ذلك بإمكانه الحد من المخاطر التي قد تصيب البشرية يوما ما.

الباحثون يذهبون أيضا إلى أن تناول نظام غذائي نباتي أكثر سيقلل الطلب العالمي على لحوم الحيوانات، بالتالي سيؤدي إلى حصر تربية الحيوانات ونقلها في حالات ضيقة جدا، حيث من الممكن أن ينتقل المرض بسهولة بين هذه الحيوانات.

أحد الباحثين الرئيسيين المشاركين في الدراسة، البروفيسور ويليام ساذرلاند، وعالم الحيوان في كامبريدج يقول: «لقد ركزت العديد من الحملات الأخيرة على حظر تجارة الحيوانات البرية، والتعامل مع تجارة الحيوانات البرية أمر مهم حقًا، إلا أنه واحد فقط من العديد من الطرق المحتملة عدوى».

تابع: «لا ينبغي أن نفترض أن الوباء التالي سوف ينشأ بنفس الطريقة مثل كوفيد 19؛ نحن بحاجة إلى العمل على نطاق أوسع للحد من المخاطر،

سوق هوانان للمأكولات البحرية

وفيروس كورونا المستجد من الأمور شبه المتفق عليها أنه قد نشأ في الخفافيش بداية، وهي حاملات معروفة لمئات الأنواع المختلفة من الفيروسات التاجية، ولكن من غير المحتمل أن تنقل الخفافيش الفيروس العدوى مباشرة إلى البشر، لذا بناءً على ما يُعرف عن انتقال الفيروسات التاجية السابقة، يعتقد العلماء أن المرض انتقل إلى حيوان آخر كـ «مضيف وسيط»، ومنه وصلت الإصابة إلى البشر.

وقع اختيار أكثر العلماء على حيوان آكل النمل الحرشفي أو أم قرفة كوسيط بين الخفافيش والبشر، بينما ذهب البعض إلى أن هذا الوسيط كان الثعابين كمضيفات وسيطة محتملة، لأنها تفتقر إلى الجينات الحيوية التي تستشعر الفيروس، مما يعني أنها يمكن أن تحمل الأمراض، دون أن تعاني من أي عواقب سلبية.

وتفترض النظرية السائدة أيضا أن كل هذا حدث في سوق سوق هوانان لبيع المأكولات البحرية بالجملة، في مدينة ووهان الصينية، حيث يمكن ذبح الحيوانات الغريبة غير المعتاد أكلها، وفق طلب الزبائن.

بالإمكان رؤية الحيوانات الحية والميتة في أقفاص ضيقة في السوق الذي يحمل أذى كبير، والتي يقول الخبراء إنها أصبحت أرضًا خصبة لتكاثر الأمراض.

الدراسة أيدت أيضا دعوات حظر «الأسواق الرطبة»، والتي تعرف أيضا بأسواق لحوم الأدغال (والتي هي لحوم من الحيوانات البرية التي يتم اصطيادها في أفريقيا وآسيا)، ولكن تغيير هذا الأمر وحده ليس وحده كافيا.

ويعتقد مؤلفوا الدراسة أن في جميع الطرق الرئيسية التي يمكن أن تنتقل بها الأمراض ذات الأضرار العالية التي قد تنتقل من الحيوانات ثم تتطور العدوى لتصبح بين البشر، والمعروفة باسم الأمراض الحيوانية، مؤكدين أن التعامل مع مثل هذا المزيج المعقد من مصادر العدوى المحتملة يتطلب تغييرات واسعة النطاق في طرق تفاعل البشر والحيوانات.

إنفلونزا الخنازير
كما يمكن أن تنتقل الأمراض الحيوانية التي نشأت وتطور في أجواء الحياة البرية والحيوانات المستأنسة، كما حدث خلال تفشي إنفلونزا الخنازير، الذي بدأ في الخنازير، ونفس الأمر تقريبا في أنفلونزا الطيور أيضا.

وأوضح الباحثون أن بعض الطرق للحد من مخاطر جائحة آخر بسيطة نسبيا، بما يشمل تشجيعا لصغار المزارعين، وذلك عبر الإبقاء على الدجاج أو البط، بعيدًا عن الاتصال بأي شكل جسدي بالناس، بالإضافة إلى أمور أخرى، مثل تحسين الأمن البيولوجي وإدخال معايير بيطرية وعناية بنظافة الحيوانات في جميع أنحاء العالم، ما يتطلب استثمارات مالية كبيرة على نطاق عالمي.

كما ركزت الدراسة أيضا على طرح الحلول التي تشمل بعض التدابير التي يمكن وضعها في المجتمع على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، في حين لم تأخذ الدراسة في الاعتبار تطوير اللقاحات وخيارات الطب البشري والبيطري الأخرى، ولم تقدم في الحقيقة توصيات أو إرشادات ملزمة، ولكن عبارة عن مجموعة من الخيارات لمساعدة واضعي السياسات والممارسين على التفكير بعناية في مسارات العمل المحتملة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك