«سمكة القرش» فى المقدمة بـ 28 مليون جنيه ويستمر للأسبوع الـ18 فى دور العرض.. و«جومانجى» و«الراهبة» يحتلان المركزين الثانى والثالث
كمال رمزى: الجمهور يميل لأفلام الكوارث فى أوقات القلق والخوف
أحمد شوقى: سلوك المشاهد أصبح غير مفهوم.. ولديه ولاء لجايسون ستاتام أكثر من نجوم مصريين
طارق الشناوى: الأرقام الكبيرة التى تحققها السينما العالمية سببها تخزين الأفلام المصرية للمواسم
طارق صبرى: إيرادات «سمكة القرش» هى الأعلى للسينما الأمريكية فى مصر.. وتفوق على «تيتانيك وأفاتار»
190 فيلما أجنبيا استقبلتها دور العرض المصرية خلال عام 2018، استطاع بعضها بعدد نسخ ليس كبير المنافسة على صدارة شباك التذاكر، منها فيلم The meg بطولة النجم العالمى جايسون ستاتام، الذى حقق 28 مليون جنيه و396 ألفا، وهو ما يعد طفرة لإيراد الأفلام غير المصرية فى السوق المحلية.
«الشروق» تحلل هذه الظاهرة وأسباب تقدم الأفلام العالمية فى مصر، مع عدد من المتخصصين فى هذا التحقيق.
البداية كانت مع الموزع طارق صبرى، الذى أكد أن فيلم The meg يستمر عرضه فى مصر للأسبوع الـ18، وما زال يحقق إيرادات، حيث حقق حتى الآن 28 مليونا و396 ألفا وهو الإيراد الصافى بعد خصم الضرائب، مشيرا إلى أن الإيراد الذى حققه يعد الأعلى للسينما الأمريكية فى مصر متفوقا على «تيتانيك« و«أفاتار» من حيث الأرقام.
وأوضح «صبرى»، أن فيلم «جومانجى» بطولة النجم ادوين جونسون الشهير بذا روك، احتل المرتبة الثانية من حيث الإيرادات، حيث استمر عرضه بداية من الأسبوع الأخير فى 2017 لمدة 15 أسبوعا نجح خلالها فى تحقيق 23 مليونا و150 ألف جنيه، أما المركز الثالث فكان من نصيب فيلم الرعب The nun الراهبة، والذى حقق 21 مليون جنيه وما زال مستمرا أيضا فى العرض.
وأكد «صبرى»، أن الأفلام الأجنبية تحقق إيرادات فى السوق المصرية لتوفر عامل الإبهار، فى فيلم مثل «سمكة القرش» الذى تم تنفيذه بتقنية الـ 3D، يضاف إلى ذلك أن أفلام الرعب والأكشن يحبها جدا الجمهور المصرى، على الرغم من ذلك هناك أفلام أخرى مثل حرب النجوم Star trek والمنتقمون Avengers لم يحبها المشاهد المصرى ولم يقبل عليها.
ويقول الناقد السينمائى كمال رمزى، عن هذه الظاهرة: إن نقاد السينما الكبار الذين تتلمذ على أيديهم أنه دائما فى أوقات القلق يميل الجمهور وبشدة إلى أفلام الكوارث وليس الأفلام الرومانسية أو التى بها مساحات تمثيل كبيرة؛ لأنه ليس فى «الموود» النفسى الذى يمنحه الطمأنينة والسكينة للتأمل والإنصات، ولكنه يحتاج لما يشبع الصخب بداخله، ويحتاج بشكل لا إرادى أن يشعر بأن ما يعيشه فى الواقع من قلق وخلافه أقل بكثير مما يراه على الشاشة، موضحا أنه إذا تم تحليل الموقف جيدا سنجد أن المجتمع حاليا يعانى من حالة قتامة وقلق وخوف كبير من المستقبل بل وحتى القريب منه، ولذلك فإن أفلام الصخب والكوارث والرعب تحقق إيرادا جيدا مع الشعوب التى تعانى من حالة قلق وخوف، وهذا كلام مبنى على دراسات وملاحظات لنقاد كبار قدامى روس الجنسية.
من جانبه يقول الناقد أحمد شوقى، إنه فى كل عام يكون طبيعيا أن تحقق أفلام إيرادات كبيرة، وأخرى جيدة لكنها تتعرض للظلم لأسباب كثيرة، ولكن أصبح لافتا للنظر أن الجمهور المصرى لديه ولاء وإخلاص مدهش لجايسون ستاتام منذ سلسلة أفلام Transporter مقارنة بعدد من النجوم المصريين، فرغم أن فيلم «سمكة القرش» لا يحتوى على مساحة تمثيل عظيمة، ولكن تنفيذه مبهر لأقصى الحدود والبوستر الدعائى مشجع جدا حتى بدون معرفة من هو البطل فإنه يحفز على دخوله.
وعن سبب تحقيق الأفلام الأمريكية لإيرادات كبيرة فى 2018، أكد شوقى، أنه كان عاما فقيرا بالنسبة للسينما المصرية، على عدة مستويات سواء فى فنيات الأفلام المطروحة أو على مستوى عددها، حيث شهد هذا العام طرح 36 فيلما مصريا مقارنة بالعام الماضى الذى شهد 42 فيلما.
ولكن الملاحظ فى الفترة الأخيرة أيضا، أن سلوك الجمهور المصرى وتصرفاته أصبحت غير مفهومة بالمرة، فمثلا فى الأفلام المحلية حقق «البدلة» بطولة تامر حسنى 62 مليون جنيه، وهو رقم ضخم جدا بالنظر لطبيعته، ونندهشن أكثر عندما نجد أن هذا العمل لم يحقق أى صدى ولم ينتشر منه أى إفيه أو كوميكس.
أما الناقد طارق الشناوى فأكد أنه مندهش منذ علمه بالرقم الذى حققه فيلم «سمكة القرش»، مؤكدا أنه رقم «خرافى» بالنظر إلى أنه فيلم أجنبى محكوم بعدد نسخ محدود ربما لا تزيد على 9 نسخ، ولذلك فهو يمثل حالة استثنائية.
وعن السبب يقول الشناوى، إن الفترة الحالية تشهد حالة ترقب من الموزعين وهناك حالة قلق عامة فى السوق، وفيلم سمكة القرش مستمر وجوده فى وقت فقير نسبيا بالفيلم المصرى ولا يوجد جديد فى السوق مما قد يشكل حافزا للجمهور، وبالتالى فإن المشاهد الذى يدخل السينما سيبحث عن أكثر الأفلام إبهارا وبالتأكيد سيجد ضالته فى فيلم جايسون ستاتام الذى يوفر له أقصى درجات المتعة.
وأشار «الشناوى»، إلى أن الأفلام الأمريكية تكون قادرة على تحقيق الإيرادات طوال العام، لأن الأفلام المصرية مرتبطة بمواسم الأعياد ومنتصف العام وشم النسيم فقط، أما باقى العام فالإقبال ضعيف جدا والموزعون يعلمون هذا جيدا وبالتالى يخزنون الأفلام ليطرحوها فى هذه المواسم.