- «الطب الوقائى»: الإصابات محدودة.. و26 مليون جرعة تحصين سنويًا ضد 5 أمراض وبائية.. وحققنا 90% اكتفاءً ذاتيا من اللقاحات البيطرية
أكدت وزارة الزراعة أن الوضع الصحى للثروة الحيوانية فى مصر تحت السيطرة الكاملة، وأن الحالات التى تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الحمى القلاعية محدودة وفردية للغاية ولا تعكس الواقع الوبائى على الأرض، مشددة على أن الدولة تحركت بسرعة فور اكتشاف عترة جديدة من الفيروس (SAT1)، عبر خطة علمية متكاملة شملت إنتاج لقاح مصرى جديد وحملات تحصين موسعة.
وقالت رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، نجلاء رضوان، إنه تم اكتشاف العترة الجديدة من الحمى القلاعية فى شهر يوليو الماضى، بعد فحص عينات بمعهد بحوث صحة الحيوان بمحافظة البحيرة على الطريق الصحراوى، مشيرة إلى أن الهيئة تحركت فورًا عبر معهد الأمصال واللقاحات البيطرية لإنتاج لقاح مصرى جديد يحمل اسم «SAT1 الأحادى».
وأضافت رضوان لـ«الشروق» أنه جرى توفير اللقاح خلال شهر واحد فقط من اكتشاف العترة الجديدة، وهو إنجاز علمى وعملى غير مسبوق. وأوضحت أن الوزارة تسلمت 5 ملايين جرعة من اللقاح فى منتصف أغسطس، وبدأت على الفور الحملة القومية للتحصين ضد المرض، من إجمالى 8 ملايين جرعة تم إنتاجها حتى الآن.
وأشارت إلى أن مصر تعطى سنويًا ما يقارب 26 مليون جرعة تحصين ضد خمسة أمراض وبائية تشمل الحمى القلاعية، والجلد العقدى، وحمى الوادى المتصدع وغيرها، موضحة أن جرعات التحصين الخاصة بالحمى القلاعية وحدها تبلغ نحو 12 مليون جرعة سنويًا، تُنفذ عبر ثلاث حملات موسعة تغطى جميع محافظات الجمهورية.
وأكدت أن الدولة تنتج أكثر من 90% من اللقاحات البيطرية محليًا من خلال معهد الأمصال واللقاحات التابع لوزارة الزراعة، بينما تُستورد النسبة المتبقية لتغطية احتياجات بعض المزارع الخاصة أو الحيوانات المستوردة، بما يحقق لمصر اكتفاءً شبه تام فى هذا المجال.
وأضافت أن الإجراءات الوقائية تُنفذ فور اكتشاف أى بؤرة إصابة، حيث يتم التحصين الطارئ فى نطاق دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات حول موقع الإصابة، إلى جانب أعمال الإرشاد والتطهير ورفع الوعى لدى المربين، مؤكدة أن هذا الأسلوب الوقائى المعتمد دوليًا ساعد مصر فى احتواء المرض بسرعة ومنع تحوله إلى حالات جماعية، مضيفة: «بمجرد ما عرفنا بالحالة كنا عندهم فورًا».
ونفت رضوان ما أشيع عبر وسائل الإعلام عن نسب نفوق مرتفعة بسبب الحمى القلاعية، داعية المربين إلى التواصل مع الوحدات البيطرية فور ظهور أى أعراض أو حالات نفوق. وأوضحت أن الدولة تدعم أسعار اللقاحات بشكل كبير لتخفيف العبء عن المربين، إذ يبلغ سعر الجرعة الجديدة 15 جنيهًا فقط، وهو رقم رمزى مقارنة بأسعار اللقاحات المستوردة.
وأضافت: «اللقاح لو تم استيراده من الخارج سيكلف أضعاف هذا المبلغ، لكن الدولة حريصة على دعم صغار المربين الذين يمثلون نحو 80% من الثروة الحيوانية فى مصر».
وأكدت رضوان أن الحيوان المحصن لا يتأثر بالمرض إطلاقًا أو تظهر عليه أعراض خفيفة جدًا، مشيرة إلى أن العلاج يعتمد على خافضات الحرارة والعناية الموضعية، وتتَعافى الحالة خلال أسبوع تقريبًا. كما طالبت المربين بسرعة تقديم حيواناتهم للتحصين الدورى، مؤكدة استمرار الفرق البيطرية فى العمل ميدانيًا داخل القرى والأسواق، مع تطهير مواقع البيع عقب انتهاء الأسواق الأسبوعية لمنع انتقال العدوى.
وأضافت أن الوزارة تتابع تطورات المرض على المستوى الدولى بشكل يومى، لافتة إلى أن الحمى القلاعية ظهرت مؤخرًا فى دول مثل ألمانيا والمجر بعد أكثر من 40 عامًا من خلوها من المرض، وهو ما يبرز طبيعته كمرض عابر للحدود يمكن أن ينتقل عبر الرياح لمسافات طويلة.
وشددت رضوان على أن مصر تمتلك الآن القدرة والخبرة على المواجهة الذاتية من خلال إنتاج اللقاح محليًا والاستجابة السريعة لأى طارئ وبائى، مضيفة أن الهيئة خصصت الخط الساخن 19561 لتلقى بلاغات واستفسارات المربين.
وفى السياق ذاته، تابعت الهيئة العامة للخدمات البيطرية جهود تحصين الماشية بقرية كفر الجمال بمحافظة القليوبية ضد مرضى الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع، ضمن الحملة القومية التى تُنفذ بجميع المحافظات لحماية الثروة الحيوانية مع اقتراب فصل الشتاء.
وتابعت لجان التحصين بالمحافظة، أعمال التحصين والتسجيل والترقيم والإرشاد، مؤكدة جاهزية الأطباء البيطريين والتزامهم بأعلى مستويات الحرفية لتعزيز الأمن الحيوى وحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية.
كما صاحبت فرق التوعية والإرشاد لجان التحصين، بحضور الدكتورة هند الشيخ مدير عام الإدارة العامة للإرشاد البيطرى، لتوعية المربين بأهمية التحصين والتعاون مع الفرق البيطرية لحماية الماشية.