في ظل التقدم التكنولوجي الذي تشهده دول العالم، كان لبلدان الوطن العربي نصيب من التطور والانخراط في العالم الرقمي الجديد، قبل أن يعزز انتشار فيروس كورونا المستجد السريع والمخيف من الاتجاه نحو الرقمنة والتعاملات الإلكترونية عن بُعد في كل المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا المالية وعمليات الدفع الإلكتروني؛ لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.

"الشروق" ترصد في التقرير التالي تجارب بعض الدول العربية في التوجهات الجديدة نحو العالم الإلكتروني والتكنولوجي.

• السعودية.. حكومة إلكترونية

قبل عدة أعوام، حددت المملكة العربية السعودية توجهات جديدة، معلنة سياستها نحو تحويل الحكومة التقليدية إلى إلكترونية، فبدأت في عام 2003، بالتحويل للتعاملات الإلكترونية الحكومية حيث خصصت عدة برامج ومبادرات لتحويل الخدمات الحكومية إلى إلكترونية، بهدف رفع كفاءة الاقتصاد الوطني.

ومؤخرا، تحسن تصنيف السعودية في مؤشر الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية، إذ احتلت المرتبة الـ41 عالمياً بين 193 دولة، بعد أن كانت في المرتبة الـ52 في عام 2018، فيما احتلت المرتبة الـ9 آسيويا بين 47 دولة، وفق ما ذكرته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية عبر موقعها الإلكتروني.

• برنامج "يسر"

بحلول عام 2005، أنشأت السعودية برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسر)، الذي يهدف إلى رفع كفاءة وإنتاجية القطاع الحكومي عن طريق تقديم خدمات إلكترونية سهلة للمواطنين والمقيمين والزوار وقطاع الأعمال.

• البوابة الوطنية "سعودي"

بعدها أطلقت السعودية بوابة إلكترونية تمكن المواطنين والمقيمين والشركات والزوار من الوصول إلى الخدمات الحكومية إلكترونيا لتنفيذ التعاملات بسرعة وكفاءة عالية، وتعتبر البوابة الوطنية المدخل إلى الخدمات الإلكترونية الحكومية.

• وحدة التحوّل الرقمي

بحلول عام 2017، أنشئت وحدة التحول الرقمي كجهة مستقلة تعمل على قيادة وتمكين عملية التحول الرقمي في المملكة، لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، بالتعاون المشترك مع القطاعين العام والخاص.

• خدمات حكومية إلكترونيّة

شهدت السعودية خلال السنوات الماضية طفرة وتغيرا كبيرا في التحول الرقمي والإلكتروني، فبات بإمكان المواطنين قضاء معظم خدماتهم عبر الإنترنت ودون الحاجة للخروج إلى الشوارع والتزاحم، فظهرت العديد من المنصات والبرامج الإلكترونية كمنصة "أبشر"، التي تجمع كل الخدمات المتعلقة بوزارة الداخلية كالجوازات، والأمن العام، والمرور، والأحوال المدنية، وغيرها.

• تطبيقا "توكلنا" و"تجول"

مع تفشي فيروس كورونا في السعودية، أطلقت المملكة بعض التطبيقات التي تساعد الحكومة في تنفيذ إجراءاتها الوقائية، منها تطبيق "توكلنا" الذي يتيح للمستشفيات تقديم تصاريح الخروج للمرضى أثناء فترة منع التجول، إذ يظهر لمستخدم التطبيق تصريح خروج بمسمى "تصريح موعد طبي"، وأيضا تطبيق "تجول" الذي يستخدم للحصول على تصاريح الخروج الخاصة سواء لشراء للأغراض التموينية أو حالات الطوارئ الصحية.

• الإمارات.. الدولة الرائدة إقليميا

تعد الإمارات الدولة الرائدة في التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي في العالم العربي والشرق الأوسط، إذ تعمل الحكومة الإماراتية منذ عام 2008، على تسريع وتيرة التحول الإلكتروني لكل الخدمات الحكومية في الدولة، وتسعى من خلال البوابة الاتحادية إلى إتاحة الخدمات التي يحتاجها المواطنين عبر شبكة الإنترنت ما يوفر وقت وجهد ومال المستخدمين، وبطريقة سهلة الاستخدام.

وفي مطلع العام الجاري، حلت الإمارات في المرتبة الأولى بالعالم العربي والشرق الأوسط، والمرتبة الـ22 على العالم في مؤشر الاستعداد الرقمي، الصادر عن شركة "سيسكو سيستيمز" العالمية، المتخصصة في مجال تقنية المعلومات والشبكات، متفوقة على بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وروسيا.

• فيروس كورونا

الإمارات، التي كانت من أوائل الدول العربية التي دخلها فيروس كورونا، اتجهت إلى تعزيز عالمها الإلكتروني مع تفشي الفيروس في بلادها، حيث توجهت إلى توفير برامج وتطبيقات تتيح تحويل التعاملات وتنفيذ الإجراءات عبر الإنترنت، لمنع المواطنين من الخروج إلى الشوارع أو الاختلاط منعا لتفشي العدوي بينهم.

• تطبيق "الحصن"

أطلقت الإمارات تطبيق "الحصن"، المنصة الرقمية الرسمية الخاصة باختبارات فيروس كورونا المستجد، إذ يستهدف تتبع المرضى والمخالطين ويسمح بتوفير خدمات للأشخاص الذين يخضعون لاختبارات الكشف عن الفيروس، ليتلقوا نتائج اختباراتهم مباشرة على هواتفهم.

• العيدية الرقمية.. 33 تطبيقا

قبل عدة أيام، ابتكرت الإمارات العيدية الرقمية، لتجنب منح العيدية النقدية للأطفال تجنبا لانتشار فيروس كورونا، معلنة عن قائمة تضم 33 تطبيقا رقميا، يمكن استخدامهم لتحويل عيدية عيد الفطر بدلا من توزيعها نقديا.