جنود سوريون يرون تفاصيل الانسحاب من «جسر الشغور» - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 2:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جنود سوريون يرون تفاصيل الانسحاب من «جسر الشغور»


نشر في: الخميس 28 مايو 2015 - 10:28 ص | آخر تحديث: الخميس 28 مايو 2015 - 10:28 ص

كان الجندى السورى محمد محمود العساف، على وشك الإغماء بعد اصابته فى كاحله وبطنه إثر انسحابه مع رفاقه من مشفى جسر الشغور الأسبوع الماضى، ما ساعده على التظاهر بالموت لدى اقتراب مقاتلين منه، والنجاة.

والعساف (28 عاما) واحد من عشرات الجنود الذين تمكنوا من الخروج من مشفى جسر الشغور قبل سيطرة مقاتلى جبهة النصرة المتشدة، وفصائل أخرى معارضة عليه الأسبوع الماضى، ووصلوا تحت وابل من الرصاص والقصف إلى مناطق سيطرة النظام الواقعة على بعد كيلومترات قليلة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويقول الجندى الصلب البنية الذى نمت لحيته السوداء بضعة سنتيمترات، وهو ممدد على سريره فى مشفى اللاذقية (غرب)، إنه أصيب بشظية قذيفة فى كاحله اليمنى، وطلق نارى فى بطنه قبل ثلاثة كيلومترات تقريبا من «الوصول إلى نقطة الأمان».

ويضيف: «شعرت أننى على وشك الإغماء إلى أن جاء نحوى المسلحون وكانوا ينوون اطلاق الرصاص على، لكنهم تركونى وشأنى بعد أن ظنوا أننى مت. وغادروا بعد أن اخذوا جوالى ومحفظتى وسلاحى».

ويضيف «انتظرت إلى أن قاربت الساعة الثامنة مساء وذهبت إلى اسطبل قريب واغتسلت وخرجت بعد أن شاهدت خطوط الرصاص المضيئة التى اطلقها الجيش وتوجهت نحوها، ووصلت عند منتصف الليل» إلى منطقة الكفير.
ويروى الجندى بصوت متعب أن الانسحاب من المشفى جاء تنفيذا «لأوامر» من القيادة العسكرية.

قبل أن يمضى قائلا: «كنا نتواصل مع القيادة وأُبلغنا بأن هناك عملية تفجير» سيقوم بها مقاتلو جبهة النصرة وفصائل المعارضة الأخرى التى تسيطر على مدينة جسر الشغور منذ نهاية ابريل، «من خلال حفر نفق يصل إلى تحت المشفى» حيث كان يتحصن أكثر من 150 جنديا ومسلحا مواليا لهم مع مدنيين من عائلاتهم.

ويضيف «جاءنا أمر الخروج من المشفى قبل الساعة الثامنة، الموعد المحدد للتفجير»، مشيرا إلى أن الجنود شكلوا مجموعات مختلفة تولت الأولى اقتحام ابنية المشفى الأخرى، غير ذاك الذين كانوا يتحصنون فيه للاحتماء من النيران التى تطلق على المنسحبين. وأوكل إلى المجموعة الثانية نقل الجرحى، بينما تولت المجموعة الثالثة، بحسب العساف، «اخلاء المدنيين»، وخصصت المجموعة الرابعة «لتأمين تغطية نارية من الخلف».

وسيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها بشكل كامل الجمعة الماضية على مشفى جسر الشغور وسط معارك عنيفة. وقال المقاتلون ضد النظام إنهم قاموا بـ«تحرير المشفى»، بينما تحدث الاعلام الرسمى السورى عن نجاح فى «فك الطوق».

وذكر مدير المرصد السورى رامى عبدالرحمن أن أكثر من تسعين عنصرا من قوات النظام تمكنوا من الوصول إلى مناطق آمنة، ببينما قتل عدد منهم خلال محاولتهم الفرار من المشفى وأُسر آخرون.
وكان المحاصرون لجأوا إلى المشفى اثر سقوط مدينة جسر الشغور فى 25 ابريل بين ايدى جبهة النصرة وحلفائها.

وسار المنسحبون من المشفى ساعات طويلة فى مناطق وعرة. ويقول نوار بدر صالح (25 عاما) الذى تولى مع رفاقه حمل الجرحى على نقالات «مشينا بين الشجر والاحراج. لم نعرف الوقت الذى استغرقناه إلى أن وصلنا فى اليوم التالى إلى النقطة العسكرية».

ويقول صالح الذى خضع لعملية جراحية فى ساقه حيث وضعت اسياخ ظاهرة وسط الضمادات السميكة «كانت المعارك متواصلة ونحن نسير، لكننا كنا نقوم بتغطية نارية لبعضنا كى نتمكن من التقدم». ويضيف: «بعد اصابتى بساقى اليسرى، أكملت طريقى زحفا ومشيا بالتناوب».
ويروى محمد محمد (29 عاما) من جهته انه اصيب بقدمه وساعده اليسرى بعد خروجه من مشفى الجسر بنحو ساعتين.

ويقول «اجتزنا طرقا صعبة مليئة بالأحجار والأشواك. قطعنا سواقى مياه إلى أن وصلنا إلى نهر العاصى ومشينا على ضفته. هناك شاهدت تلة على قمتها وحدة عسكرية (...) وواصلنا السير باتجاهها».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك