- تجار يراهنون على استمرار زيادة أسعار الذهب رغم هدوء الحرب التجارية
يُراهن عدد من تُجار الذهب على ارتفاع الأسعار مرة أخرى خلال النصف الثاني من العام الجاري، ليتجاوز سعر جرام عيار 21 مستويات الـ5 آلاف جنيه مرة أخرى قبل نهاية العام، مُرجعين ذلك إلى اتجاه المستثمرين للملاذات الآمنة وسط استمرار التوترات الجيوسياسية العالمية، وانخفاض معدلات الفائدة العالمية والمحلية.
وارتفعت أسعار الذهب بأسوق الصاغة المحلية خلال تعاملات أمس الأربعاء، بنحو 20 جنيها، ليسجل جرام عيار الـ21 – الأوسع انتشارا في مصر - 4640 جنيها، مقابل 4620 جنيها بختام تعملات أمس الأول، وفق منصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وصعد سعر جرام عيار 24 مسجلا 5303 جنيهات، مقابل 5280 جنيها، وعيار 18 مسجلا 3977 جنيها، مقابل 3960 جنيها.
وكسب الجنيه الذهب 160 جنيها ليصل إلى 37120 جنيها، بدون احتساب قيمة المصنعية أو ضريبتي القيمة المضافة والدمغة.
وعالميا، ارتفعت أسعار المعدن الأصفر، خلال تداولات أمس الأربعاء، مع إقبال بعض المستثمرين على الشراء بعد انخفاض الأسعار، إلا أن المكاسب بقيت محدودة نتيجة تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفق وكالات.
وزاد السعر الفوري للذهب بنسبة 0.70% ليصل إلى 3324 دولارا للأوقية، فيما صعدت أسعار العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.66% مسجلة 3350 دولارا للأوقية.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة «كيه سي إم» خلال تصريحاته لوكالة رويرز، إن انخفاض الذهب إلى ما دون 3300 دولار خلال الأيام الماضية جذب بعض المشترين، ولكن السوق بشكل عام لا تزال يتمتع بثقة نسبية بعد تراجع التوترات التجارية، وهو ما يحد من فرص ارتفاع الذهب في الوقت الحالي.
ويقول نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقا، إن هدوء التوترات التجارية في الوقت الحالي، لا يمنع صعود أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة إلى مستويات قياسية جديدة.
وأضاف نجيب خلال تصريحاته لـ«الشروق» أن التوترات الجيوسياسية مازالت مستمرة، سواء في منطقة الشرق الأوسط، أو أوروبا، وهو ما يدفع المستثمرين إلى شراء الملاذ الآمن بالنسبة لهم، متابعا: «أي تطورات جيوسياسية سلبية قد تحدث خلال الفترة المقبلة قد تقفز بأسعار الأوقية إلى مستويات الـ4 آلاف دولار في الحال».
وبحسب توقعات بنك «جولد مان ساكس» الذي أصدرها في أبريل الماضي، فإن سعر الأوقية العالمية سيصل إلى مستويات 3700 دولار بنهاية العام الجاري.
وفي أحدث تطور على صعيد السياسة التجارية، كان دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، قد تراجع عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، مؤجلاً تنفيذ القرار حتى 9 يوليو المقبل لمنح فرصة للتفاوض، كما أنه قد توصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، في وقت سابق من الشهر الجاري، بشأن تخفيض الرسوم الجمركية إلى 30% لمدة 90 يوما.
وفي أبريل الماضي، كانت أسعار الذهب سجلت قمما تاريخية، على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تجاوز سعر الأوقية مستويات الـ3500 دولار، فيما لامس سعر جرام عيار 21 في مصر الـ5 آلاف جنيه، وكان ذلك بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية على 180 دولة تتراوح بين 10 و46%، مما دفع المستثمرين إلى شراء الذهب بكثافة كملاذ آمن ضد التأثيرات السلبية المتوقعة على الاقتصاد العالمي.
ورغم انخفاض أسعار الذهب في السوقين المحلية والعالمية بنسبة تُقدر بـ8% عن أعلى قمة مُسجلة في إبريل، إلا أنها مازالت مرتفعة بنسبة 26% منذ بداية العام الجاري.
وقال ياسر سعد، خبير صناعة الذهب، إن رغم هدوء التوترات التجارية العالمية، إلا أن أسعار الذهب لم تنهار خلال الأيام الماضية، مرجعا ذلك إلى استمرار تخوّف المستثمرين من حدوث ركود اقتصادي عالمي، وهو ما يدفعهم إلى الحفاظ على المعدن الأصفر في محفظتهم الاستثمارية.
وأرجع سعد، خلال تصريحاته لـ«الشروق» انخفاض أسعار الذهب خلال الشهر الجاري إلى عمليات جني الأرباح على مستوى السوق العالمي، وهو ما أدى إلى انخفاض سعر الأوقية عالميا، وبالتبعية تراجع السعر المحلي.
ويرى أن خفض سعر الفائدة بـ325 نقطة أساس خلال الاجتماعين الماضيين للبنك المركزي، سينتج عنه زيادة ملحوظة في الإقبال على شراء الذهب بالسوق المحلية، وهو ما سيدعم الأسعار خلال الفترة المقبلة بقوة.
وتوقع أن يصل سعر جرام عيار 21 إلى مستويات الـ5 آلاف جنيه مرة أخرى قبل نهاية العام الجاري، ولكنه أشار إلى أن استمرار تراجع قيمة الدولار أمام الجنيه، قد تؤخر المستويات المتوقعة قليلا.
وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة 100 نقطة أساس، يوم الخميس الماضي، للمرة الثانية على التوالي، بعدما خفضّها 225 نقطة أساس في أبريل الماضي، كما ارتفعت قيمة الجنيه أمام الدولار ليصل إلى مستويات الـ49.80 جنيها للدولار الواحد، مقارنة بمستويات اقتربت من الـ52 جنيها خلال الربع الأول من العام الجاري.