«راتافيا» معركة مخابراتية فرنسية ــ إسرائيلية للإيقاع بمهندس سورى - بوابة الشروق
الخميس 4 ديسمبر 2025 10:47 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

«راتافيا» معركة مخابراتية فرنسية ــ إسرائيلية للإيقاع بمهندس سورى


نشر في: الأربعاء 29 مارس 2017 - 8:04 م | آخر تحديث: الأربعاء 29 مارس 2017 - 8:04 م
- «لوموند»: الموساد اتفق مع المخابرات الفرنسية للإيقاع بمهندس أبحاث سورى للحصول على أسرار الأسلحة الكيماوية السورية وحجم التعاون بين نظام الأسد وإيران وروسيا وكوريا الشمالية.. وتم تجنيده دون أن يدرى على مدى عامين
خاض الموساد الإسرائيلى بالتعاون مع المخابرات الفرنسية معركة استخباراتية، تهدف للإيقاع بمهندس سورى يعمل فى مشروع لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وفقا لتحقيق نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية تحت عنوان«حرب سرية مخصصة للجواسيس فقط».

وقالت الصحيفة إن الهدف فى هذه العملية المخابراتية السرية ــ التى أُطلق عليها اسم «راتافيا» ــ هو مهندس سورى، تسبب عمله فى «مركز للبحوث والدراسات العملية» فى العاصمة السورية دمشق فى أن يصبح مطلوبا للموساد الإسرائيلى والمخابرات الفرنسية.

وأرادت المخابرات من هذا المهندس الحصول على معلومات سرية من داخل برنامج الأسلحة الكيميائية السورية، فبدأت تخطط للإيقاع به، وهو ما تطلَّب منها تحضيرا لوجستيا ونفسيا، وفقا للصحيفة الفرنسية.

وأوضحت الصحيفة، أن الهدف من هذه العملية لم يكن رأس المهندس، بل المعلومات التى بحوزته، فقد سعت إسرائيل وفرنسا للحصول على كنز المعلومات التى يمتلكها هذا المهندس حول منظومات الأبحاث وإنتاج الأسلحة الكيميائية فى دمشق. وذلك بعكس ما هو مألوف عن عمليات الموساد وهو التصفيات الجسدية، لكن هذه العملية استهدفت معلومات حجم وطبيعة التعاون القائم بين سوريا ودول أخرى مثل إيران أو روسيا أو كوريا الشمالية.

وحول عملية الإيقاع بالمهندس، قالت الصحيفة أن بداية العملية كانت بعرض عمل وصل المهندس من «الموساد»، حول تأسيس شركة للاستيراد والتصدير، محاولا إغراءه ماديا، وهو ما نجحوا به.

ثم بدأ عدد من العملاء الإسرائيليين المقيمين فى دمشق بالتقرب من المهندس السورى، وعملوا على توثيق علاقتهم به، وذلك على مدى عامين من التواصل معه.

وبعد أن كسب عناصر الموساد ثقة المهندس ــ وفقا للصحيفة الفرنسية ــ أخبروه بأن تأسيس شركة الاستيراد والتصدير سيتم فى فرنسا، وقاموا فى نفس الوقت بالتنسيق مع المخابرات الفرنسية لترتيب إجراءات السفر، والحصول على تأشيرة وإقامة مريحة بالعاصمة باريس.

وبعد أن تمت العملية بنجاح، ووصل المهندس للعاصمة الفرنسية، التقى برجل أعمال إيطالى، الذى بدأ بتقديم «مشروع العمر» له، كنوع جديد من الإغراءات.

بدروه لم يكن يدرك المهندس حتى هذه اللحظة أنه يسير باتجاه فخ نُصب له، كما أن التقارير المخابراتية أكدت أن الرجل كان وفيا للنظام السورى، على حد قول الصحيفة الفرنسية.

وأضافة الصحيفة، أن رجل أعمال إيطالى نسج حياة جميلة للمهندس السورى فى العاصمة باريس، فالإقامة كانت فى أفخم فنادق المدينة، وسيارة مع سائق تحت تصرفه، وشبكة من العلاقات التجارية فى الشركاء المحتملين، لكن كل ذلك لم يرق للمهندس الذى كان ذوقه عكس ظن الاستخبارات الإسرائيلية التى رسمت الخطة. تقول الصحيفة الفرنسية إن رجال الموساد كانوا بسذاجة كبيرة، بسبب أنهم لم يفهموا طبيعة المهندس، وكيف أنه لا تروق له معظم وسائل الترفيه التى قدمت له.

لكن وبالرغم من ذلك، فإن المهندس وقع فى فخ الموساد، الذى بدأ يدخل فى صلب خطته، وذلك عبر إيهام المهندس ببدء العمل.

قام عناصر الموساد بإخبار المهندس أنهم بحاجة لشراء بعض المواد التى تستخدم فى إنتاج الأسلحة الكيميائية، لكنهم لم يفصحوا للسورى أن هدفهم هو إنتاج هذه الأسلحة، وهو ما دفع المهندس لمساعدتهم. وهنا وقع المهندس فى الفخ دون أن يدرى، وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية، وقدم لعناصر المخابرات شبكة واسعة من الشركات الأوروبية التى كان المهندس على تواصل معها.

كما كشف المهندس عن شركات أوروبية لا تلتزم بحظر بيع تلك المواد، إضافة لمجموعة من الوسطاء والشركات الوهمية التى تساعد فى مثل هذه الصفقات.

وبهذا، تمكن الموساد الإسرائيلى من إعداد ملف دقيق عن الأسلحة الكيميائية السورية، وقدموه إلى الأمريكيين والألمان، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبى لاتخاذ إجراءات تمثلت فى تجميد جميع ممتلكات وأرصدة «المركز السورى للبحوث والدراسات»، الذى يعمل به المهندس فى جميع دول الاتحاد، وفقا لما نشرته الصحيفة الفرنسية.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك