علماء يدرسون علاج «القلب المنكسر» بعد الانهيار العاطفي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 7:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

علماء يدرسون علاج «القلب المنكسر» بعد الانهيار العاطفي

ترجمة- إنجي عبدالوهاب:
نشر في: السبت 29 ديسمبر 2018 - 4:41 م | آخر تحديث: السبت 29 ديسمبر 2018 - 4:42 م

يعصف التوتر والاضطراب العاطفي الشديد بجهاز مناعة الإنسان ويثقل كاهله؛ ما قد يؤثر على القلب بشكل مباشر ويصيبه بتوقف مفاجيء ومؤقت، وهو ما أسماه العلماء «متلازمة القلب المنكسر».

وبحسب ما نشرته جريدة «ديلي ميل» البريطانية أمس، فإن مجموعة من العلماء توصلوا لنتائج قد تجعل الوصول لعلاج «القلب المنكسر» أمرًا ممكنًا في المستقبل عن طريق اكتشاف علاجات للالتهاب بعضلة القلب الذي يحدث جراء المرور بضوائق عاطفية.

ويعاني نحو 6000 شخص بريطاني على الأقل من الإصابة بـ«متلازمة القلب المنكسر» سنويًا، إذ تتوقف عضلات قلوب هؤلاء المصابين بشكل مؤقت، من دون فهم سبب بيولوجي محدد لهذا، لكن دراسة حديثة أعدها مجموعة من العلماء بمؤسسة القلب البريطانية باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي للمرضى مؤخرًا أظهرت تعرض جهازهم المناعي لالتهاب شديد أضر بقلوبهم، وبحسب الجريدة فإن الخبراء أفادوا بأن معظم حالات التوقف المؤقت لعضلة القلب في بريطانيا كانت جراء مرور ذويها بصدمات عاطفية مفاجئة، غالبا ما تنطوي على فقدان أو انهيار علاقة عاطفية.

• مرض عاطفي أم عضوي؟

متلازمة القلب المنكسر أو (تاكوتسوبي)، هي حالة مرضية يعتقد العلماء أنها جراء تدفق هرمونات الضغط النفسي إلى عضلات القلب؛ ما يؤدي لإيذائها، لكن من غير المعروف بالمرة كيفية تسبب هذه الهرمونات في إيذاء القلب أو هل هناك شيء آخر يتسبب في ذلك؟

أما الضعف المفاجيء والمؤقت في العضلة القلبية فيحدث غالبا بعد فقدان المرء لأحد أحباءه سواء من خلال الموت أو الانفصال، وهي ظاهرة رصدها العلم بدقة من دون أن يعرف سببا بيولوجيا واضحا لها حتى الآن، وتبدأ الظاهرة باعتلال بطين القلب، ثم في التهاب عضلة القلب وتوقفها بشكل مؤقت وانتهاء بتسرب الالتهاب لبقية الجسم وإعياءه.

• تسميات عديدة:

ربما تجلت حيرة العلماء في أسباب تعدد المسميات التي أطلقوها عليه، ففي اليابان وعند اكتشافه منذ 30 عامًا، أطلقوا عليه اسم (اعتلال تاكوتسوبي للقلب)، أي اعتلال بطين القلب الذي يشبه الوعاء، فكلمة تاكوتسوبي تعني باليابانية وعاء، والاسم الثاني (تضخم البطين الأيسر)، أما الاسم الثالث فهو (متلازمة القلب المنكسر).

• أعراضها:

أما أعراض ما يعرف بـ(متلازمة القلب المنكسر) والمعروفة أيضا باسم (تاكوتسوبو)؛ فقد تحاكي أعراض الأزمة القلبية إذ تشمل ضيق التنفس وألم في الصدر، وعلى هذا النحو غالبا يشتبه خطأ في كونها (نوبة قلبية)، لكنها وعلى عكس النوبة القلبية، لا يعاني مصابوها من انسداد الشرايين التي تغذي القلب بالدماء، ولكن في المقابل يعانون ضعفًا شديدًا في عضلات القلب والبطين الأيسر الذي يعد غرفة ضخ الدم الرئيسية؛ ما يؤدي أيضا لعدم توزيع الدم بشكل صحيح على الجسم، ومن ثم يتوقف القلب بشكل مؤقت.

• تاريخ العلم مع متلازمة القلب المنكسر:

ومنذ 30 عاما، عندما اكتشف العلماء في اليابان مرض (تاكوتسوبي) لم يتأكدوا من أسباب تأثر ضخ الدم من البطين وعدم توزيعه بالشكل المثالي.

أما البحث الحديث الذي أجرته جامعات (آبردين) و(جلاجسكو) و(أدنبره)، أظهر أن عدم قدرة بطين القلب على ضخ الدم بشكل صحيح على أجزاء الجسم قد يأتي جراء تعرض القلب لهجوم من قبل الجهاز المناعي.

وأظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة (سيركولاشن) الطبية أن علامات هذا الهجوم تظل موجودة بعد 5 أشهر من مرور ذويها بهذه الوعكة، ما يفيد بأن ذويها يظلوا ليسوا على ما يرام لفترة طويلة، أيضا الأمر الذي يؤكد ارتباط المرض بالأزمات العاطفية.

• آخر الاكتشافات:

ويعتقد البروفيسور دانا داوسون قائد الفريق البحثي الذي مولته الجمعية البريطانية للقلب، أن الاكتشافات التي توصل إليها فريقه البحثي لا تؤدي في نهاية المطاف إلى لجوء العلماء في المستقبل لإيجاد علاج لهذه الحالة عن طريق مضادات الالتهابات.

وأضاف داوسون أن النتائج التي توصل إليها فريقه لم تكن معروفة في السابق، إذ لم يتوصل أحد من قبل أن (تاكوتسوبو) يأتي مصحوبا باعتلال عضلة القلب وإصابتها بالالتهاب وأنها قد تضر بالجسم كله جراء تسرب هذا الالتهاب للجسم، غير أن بفضل اكتشافات فريقه سيكون الهدف المستقبلي لعلاج هؤلاء المرضى هو إيجاد علاج للظاهرة من خلال علاج التهاب عضلة القلب.

وكان مجموعة من الباحثين بتمويل من مؤسسة القلب البريطانية قاموا بفحص 55 حالة تعاني مرض (تاكوتسوبو) باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي المطور، فاكتشفوا أن قلوب المصابين بتلك المتلازمة تعرض جهازهم المناعي لالتهاب حاد تسرب لعضلة القلب.

وقال البروفيسور دانا داوسون -والذي قاد البحث- إن متلازمة (القلب المكسور) الناتجة عن الاضطرابات العاطفية تعصف بالجهاز المناعي للإنسان؛ ما يؤدي إلى التهاب حاد في عضلة القلب ويضعفها؛ ومن ثم يتسرب الالتهاب لجميع أجزاء الجسم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك