أعلنت الجبهة المدنية لحقوق الإنسان، وهي تحالف ديمقراطي واسع النطاق، أنها ستلغي مسيرة مقررة في هونج كونج مطلع الأسبوع، بعدما فشلت في الحصول على موافقة الشرطة.
وقالت بوني ليونج، وهي مسؤولة بالجبهة، إن الجبهة لم تتمكن اليوم الجمعة من الحصول على موافقة بانطلاق المسيرة، وأضافت أنها قلقة من أن يؤدي انطلاق المسيرة إلى تعريض المشاركين فيها للخطر.
وأضافت أن الشاغل الأول للجبهة دائما يتمثل في حماية كل المشاركين وضمان "عدم تحمل أي شخص لعواقب قانونية" بسبب المشاركة في الاحتجاجات.
وقالت إن الجبهة "ليس لديها خيار سوى إلغاء" مسيرة إلى مقر الحكومة الصينية في هونج كونج كانت مقررة يوم غد السبت.
وذكرت وكالة أنباء "بلومبرج" الأمريكية أن الأزمة في هونج كونج تهدد بتحويل الانتباه عن احتفال الرئيس الصيني شي جين بينج بالذكرى السبعين لحكم الحزب الشيوعي في الأول من تشرين أول /أكتوبر المقبل، والذي سيركز على انتعاش البلاد في فترة ما بعد الاستعمار والحرب والفوضى الداخلية.
وقال جوزيف تشينج، الناشط المؤيد للديمقراطية والسياسي المتقاعد، إن مجهودات الرئيسة التنفيذية لهونج كونج كاري لام لاحتواء الاضطرابات يمكن أن تتسبب في نتائج عكسية إذا ما جذبت الاعتقالات المزيد من الناس إلى الشوارع.
وأضاف تشينج " سيكون هناك غضبا متزايدا من الاعتقالات، ويعتقد بشكل واسع أن إدارة كاري لام تنظف الفوضى نوعا ما، من أجل الحديث، بتوجيهات من شي جين بينج. وتود أن تجعل الوضع تحت السيطرة بحلول يوم العيد الوطني في أول تشرين أول /اكتوبر المقبل"، وفقا لبلومبرج.
واعتقلت الشرطة في هونج كونج ثلاثة نشطاء بارزين من المؤيدين للديمقراطية، قبيل مظاهرة كبرى مناهضة للحكومة من المقرر أن تنطلق مطلع الأسبوع المقبل.
واعتقل، جوشوا وونج وأجنيس تشاو، كل على حدة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، حسبما أعلن حزبهما السياسي "ديموسيستو".
يشار إلى أن وونج هو الأمين العام للحزب الذي يدفع نحو تقرير المصير لهونج كونج، في حين أن تشاو عضوة بارزة أيضا بالحزب.
ولم يقدم الحزب أي معلومات إضافية، غير أنه ذكر أنه تم اقتياد وونج إلى مقر للشرطة في منطقة وان تشاي.
وجاء اعتقال الناشطين، بعد اعتقال أندي تشان، زعيم الحزب الوطني، المحظور والمنادي بالاستقلال في هونج كونج، حسب موقع "هونج كونج فري برس" الإخباري.
وقالت شرطة هونج كونج في بيان إن تشان اتهم بالتورط في أعمال شغب ومهاجمة ضابط شرطة ولا يزال قيد الاحتجاز.
ولم تكشف الشرطة عن معلومات إضافية بشأن وونج أو تشاو عندما طلبت ذلك وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
ولم يتضح بعد ما إذا كانت عمليات القبض على الثلاثة جزءا من حملة أوسع على زعماء الاحتجاجات.
وعلى الرغم من أن النشطاء الثلاثة لم يلعبوا دورا محوريا في تنظيم احتجاجات هذا العام، والتي اعتمدت على خلاف الحركات السياسية السابقة على حشد الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم من بين أكثر النشطاء المعروفين خارج هونج كونج.
وذكر الموقع الإخباري أنه سبق أن تم اعتقال تشان إلى جانب متظاهرين آخرين لحيازته أسلحة هجومية بعد أن داهمت الشرطة شقة تحتوي على قنابل حارقة.
وأوضح الموقع أن تشان يواجه اتهامات تتعلق بالاشتباه في تورطه بأعمال شغب والاعتداء على شرطي.
ودخل وانج وخرج من السجن عدة مرات أيضا لدوره في قيادة الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في عام 2014 . وفي الآونة الأخيرة، أطلق سراحه في تموز/يوليو الماضي بعد أن أمضى عقوبة بالسجن لمدة شهرين بتهمة ازدراء المحكمة لامتناعه عن إخلاء موقع احتجاج في عام 2014.
واشتهرت تشاو باستبعادها من الترشح في انتخابات تشريعية تكميلية في كانون ثان/يناير 2018 عندما وجد مكتب الانتخابات في هونج كونج أنها أيدت الآراء الداعمة للاستقلال.
يشار إلى أن زعيمة هونج كونج، الرئيسة التنفيذية كاري لام، سبق أن قالت في وقت سابق إن اعتناق آراء تدعو إلى استقلال هونج كونج عن الصين، هو "أمر غير قانوني".
ومن المتوقع أن يتوجه عشرات الآلاف من سكان هونج كونج يوم غد السبت إلى مكتب الاتصال الصيني، رغم عدم الحصول على موافقة الشرطة على تنظيم المظاهرة.
وتتواصل الاحتجاجات على مدى أشهر في هونج كونج، وكانت قد بدأت في 9 حزيران/يونيو ضد مشروع قانون مثير للجدل كان من شأنه أن يسمح بتسليم المشتبه بهم جنائيا من هونج كونج إلى الصين.
وهونج كونج مدينة شبه متمتعة بالحكم الذاتي ولها حقوق خاصة وامتيازات حتى عام 2027.