رأت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن التخريب المشتبه بحدوثه في خطي أنابيب "نورد ستريم" للغاز اللذان يربطان روسيا وأوروبا يكشف إلى أي مدى تعتبر البنية التحتية البحرية ضعيفة الحماية ومعرضة لهجمات قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي، معتبرة أن تلك الحوادث تبدو أقرب إلى نهج "الحرب المختلطة" الذى تتبعه روسيا.
وقالت الوكالة في تقرير لها، اليوم الجمعة، إنه ليس معروفًا من وراء الانفجارات في "نورد ستريم"، والتي كانت قوية بما يكفي لاكتشافها بواسطة مراقبي الزلازل عبر بحر البلطيق.
وأضافت أنه بينما نفى الكرملين تورطه في هذه الانفجارت، واصفا التلميحات لمسؤوليته عن تخريب "نورد ستريم" بأنها "غبية ومتوقعة"، يري المحللون أنه من الصعب تصديق ذلك، قائلين إن روسيا المنتجة للغاز الطبيعي ستكسب أكثر من رفع أسعار السوق بمثل هذا التسريب وستعاقب أوروبا من خلال خلق الخوف وعدم اليقين، ردًا على تحولها إلى موردين أخرين للغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتابعت الوكالة أنه نظرًا لصعوبة اكتشاف أعمال التخريب تحت الماء يكون من الأسهل إنكارها وذلك على العكس من الهجمات التي يمكن رؤيتها بسهولة على الأرض أو في الجو، وتبدو الانفجارات أيضًا مناسبة لقواعد اللعبة العسكرية الروسية "الحرب المختلطة"، حيث تقوم على استخدام مجموعة من الوسائل - العسكرية وغير العسكرية والحيلة - لزعزعة الاستقرار والانقسام والضغط على الخصوم.
ويري محللون عسكريون واقتصاديون إن البنى التحتية تحت سطح البحر بحاجة إلى حماية أقوى، علما بأن خطوط الغاز تشكل جزءًا فقط من شبكة كثيفة من الأنابيب والكابلات البحرية التي تعمل على توفير الطاقة، والحفاظ على دفء المنازل، وربط مليارات الأشخاص ببعضهم البعض.
ووفقًا لتقديرات شركة TeleGeography، التي تتعقب وتضع خرائط لشبكات الاتصالات الحيوية، تمتد أكثر من 1.3 مليون كيلومتر من كابلات الألياف الضوئية عبر المحيطات والبحار.
وعادة ما يكون حجم الكابلات بعرض خرطوم ري الحدائق، لكن 97% من الاتصالات في العالم، بما في ذلك تريليونات الدولارات من المعاملات المالية، تمر يوميا عبر تلك الكابلات.
وكان وزير الخزانة البريطاني السابق ريشي سوناك قد حذر في تقرير صدر عام 2017 من أن هذه المخاطر، يمكن أن تؤدى لتجميد الحياة فجأة، حيث ستنهار الاقتصادات وستكافح الحكومات للتواصل مع بعضها البعض.
كما اتهمت ليتوانيا في عام 2015، سفينة تابعة للبحرية الروسية بأنها حاولت مرارًا وتكرارًا عرقلة مد كابل كهرباء تحت البحر يربطها بالسويد.