«لا مطربين ولا أغانى».. الهروب الكبير من ميدان الغناء شعار المرحلة - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 1:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«لا مطربين ولا أغانى».. الهروب الكبير من ميدان الغناء شعار المرحلة

محمد فؤاد
محمد فؤاد
تحقيق ـ مصطفى يحيى:
نشر في: الجمعة 31 يوليه 2015 - 9:21 ص | آخر تحديث: الجمعة 31 يوليه 2015 - 9:21 ص

• حلمى بكر: خطة النجوم القادمة 6 صابونات وماكينة حلاقة هدايا للجماهير مقابل اقتناء الألبوم
• محسن جابر: نعم انتهى عصر النجم و«فرقعة» الأغنية
• يحيى خليل: تجربة السبعينيات والثمانينيات لن تتكرر

اسئلة كثيرة تطرحها الأزمات المتلاحقة التى تواجهها صناعة الاغنية فى مصر منذ سنوات طويلة وصلت إلى ربع القرن، ومن بينها متى تنتهى ازمة القرصنة ومتى تضع الدولة معايير وقوانين رادعة لوقف تلك المهزلة التى تهدد بقاء الصناعة؟، ورغم خطورة القرصنة وغيرها من القضايا الا ان الوسط بدأ يتعايش معها ويدبر اموره على أساس انه اصبحت واقعا وبالتالى بدأت الشركات ايضا تبحث عن مصادر دخل بخلاف العائد من البيع، ولكن مع كل فترة من عمر مصر الغنائى تظهر اسئلة اخرى يفرزها الواقع الذى نعيشه آخر تلك الاسئلة هل اصبحت الساحة الغنائية العربية غير قادرة على انجاب نجم يستطيع ان يحرك المياه الراكدة فى هذه السوق والتى خلفت وراءها قضايا مثيرة آخرها التأجيلات المتكررة لألبومات المطربين ومنهم نجوم كبار كانت تهتز لهم الساحة بمجرد طرح اعمالهم، التأجيلات الكثيرة والمتكررة واخرها ما حدث فى موسم عيد الفطر الماضى الذى كان يطرح فيه فى فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى ما يقرب من 30 البوما غنائيا لفنانين مختلفين فى درجة الشعبية واللون الغنائى والثقافى، حيث كان الموسم يبدأ من الاسبوع الاخير من رمضان ثم تبلغ ذروته فى ايام العيد.

ويبدو ان الازمة لم تعد فى تخوف النجوم من طرح أعمالهم فقط، وبالتالى يحدث التأجيل لأكثر من مرة لكن على صعيد طرح اغنية تحقق انتشارا كبيرا فى الوسط لم يعد هذا ايضا موجودا، ففى الثمانييات ظهرت «لولاكى» لعلى حميدة ولم يكن وقتها معروفا بالمرة وظهرت اغانٍ اخرى عرفت المطربين بالناس فى الشارع من هذه الاسماء محمد محيى بأغنية «اعاتبك» أو ايهاب توفيق «بحبك يا اسمرانى» وابراهيم عبدالقادر «عينيكى سلاح» وحنان «الشمس الجرئية» ومحمد فؤاد «فى السكة» وعمرو دياب «ميال» وهناك اغانٍ اعادت نجوما كبارا بعد غياب واحتجاب مثل «حرمت احبك» لوردة.
عن غياب النجم والاغنية التى تحرك الجمهور لاقتناء الالبوم وحالة الرهبة التى تدفع النجم إلى الهروب من المنافسة، والتأجيل اجرينا هذا التحقيق.
يرى الملحن الكبير حلمى بكر ان تأجيل الالبومات مرتبط بإفلاس النجوم، حتى عندما قرروا ان يقدموا الاغنية السينجل باعتبار انها اقل تكلفة واسرع انتشارا لم يقدموا جديدا لسبب بسيط هو ان السينجل عرفت طريقا للناس منذ عصر ام كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وغيرهم وهذا يعنى انها ليست من اختراعهم، لكنه هروب منهم نحو فكرهم تصوروا انها سوف تساهم فى انقاذهم.

وقال بكر اضف إلى ذلك حالة التقليد التى يتبعها كل من هم على الساحة بمعنى ان الموضة هذا العام «لاتينى» والعام القادم «هاوس» و«جاز» و«بوب والذى يليه «تركى» ثم عام يجمع كل هذه الالوان الغربية، وطالما ان كل المتواجدين لا يستخدمون عقولهم نحو عمل غنائى يعتمد على فكرهم الخاص فالأمر سيظل كما هو عليه واحد كذاب والكل يجرى خلفه.

واضاف حلمى ما يحدث بين المطربين يحدث بين شعراء وملحنى الاغنية، وللأسف كثرة الطلب على الاغانى وكثرة المطربين فضح المؤلفين والملحنين، بدليل ان نجم النجوم الآن كما قلت يؤجل البومه مرة واثنتين وثلاث وقد يضطر بعضهم إلى تأجيله لعام أو اكثر. وبعضهم لجأ التى تكثيف المشاركة فى الاعلانات لأنه وجدها بديلا فعالا وجيدا للتواجد رغم ان نفس النجم كان يرفض الاعلانات بكثرة فى الماضى وكان يكتفى بإعلان لشركة معينة يصاحب طرح البومه الآن الارض تحته ليست صلبة فلجأ إلى الاعلانات.
وقال بكر الآن المطربون يؤجلون، العام القادم سوف يطرحون الألبوم ومعه هدية 6 صابونات وماكينة حلاقة، وجمهور الأغنية الآن اصبح مثل جمهور الكرة كل مطرب عنده معجبون يستخدمهم فى معارك جانبية وهذا امر لا يليق، كل ذلك لا يمكن التفكير فيه بمعزل عما يحدث.
وانهى بكر كلامه بأن أى ابداع جديد لا يحتاج إلى من يروج له لأنه كفيل بالترويج عن نفسه، وللأسف الآن البعض يرى فى الكلمات المسفة هى الجديد فلجأ لها بدليل ان الفترة الأخيرة شهدت دخول راقصات للمجال وتم القاء القبض عليهن واحداهن تقضى عقوبة الآن.
ويتفق المنتج محسن جابر فيما اشرنا اليه فى المقدمة بأن هناك واقع تعايش معه الوسط الغنائى اسمه القرصنة ولم يعد وجودها سببا مباشرا فى التأجيل أو قلة عدد المطروح من الالبومات لأن الشركات وجدت بدائل اخرى حتى نجد حلا نهائيا لهذه القضية، وبالتالى ايضا لم يعد هناك موسم معين لطرح الألبومات لأنه بمجرد طرح الألبوم سوف تجده على الانترنت والمنتج اصبح يحسب خسائره قبل الطرح.
واضاف جابر لابد ان نعلم ان اغلب المطربين هم الاساس فى تأجيل البوماتهم، وهنا اعطى مثالا بنجوم شركتى خالد سليم مثلا، والذى اعلن عن طرح البومه عبر صفحته الشخصيه فى توقيت معين رغم انه لم يسلم للشركة الصورة الخاصة بالغلاف من اجل طباعته حتى نطرح الالبوم، وانا اندهشت من ذلك كيف تعلن لجمهورك عن موعد الالبوم وانت لم تسلمنا صورة، ايضا اعلنت نوال الزغبى عن البومها رغم انها لم تسلمنى باقى التنازلات الخاصة بالأغانى بل ان هناك اغنية لم يتم عمل تركيب الصوت الخاص بها حتى اننى ارسلت لها مهندس الصوت لبيروت، وهذا يؤكد ان الشركة بريئة من التأجيلات وان التأجيل من جانب الشركة سببه وجود نواقص فى الالبوم سببها النجم نفسه.
واشار جابر إلى ان كثرة المواعيد والتأجيل يصيب الجمهور بفتور شديد من طول الانتظار لذلك ليس فى صالحنا ان نضع تاريخا ثم نؤجل الالبوم. وفى الوقت نفسه يرى جابر ان هناك بعض المطربين يلجأون للتشويق بطرح مواعيد كل فترة لذلك سوف تجد كل فترة تسريبات عن البوم عمرو دياب لكنها ليست على لسانه وهذا ذكاء من عمرو حتى لا يؤخذ عليه كثرة التصريحات أو المواعيد.
وهناك مطربون مثل محمد فؤاد مثلا ثق تماما ان أى تأجيل له سببه مشكلة ما شىءناقص فى الالبوم لأنه ليس من المطربين هواة التأجيل بالعكس هو يحرص على طرحه خشية ان تتغير موضة الموسيقى أو تسرق منه فكرة.
وحول عدم وجود نجم أو اغنية قادرة على تحريك المياه الراكدة قال: هذا يحدث لعدم وجود جهد مبذول فى العمل الكل يستسهل الامر كما ان اغلب الانتاج اصبح فقيرا كنا نسجل مثلا «بتونس بيك» بـ 22 كمانا الآن اربع كمانجات تؤدى الغرض وشكرا. كل هذا يؤثر فى الجودة وبالتالى الجمهور يرفض اقتناء العمل ويستسهل ايضا نقله من الانترنت. لذلك اصبح الاستسهال لغة العصر واصبح مسيطرا على كل القائمين على الصناعة بما فيهم الجمهور. والتوفير دائما ضد الجودة وانا منتج واعٍ لذلك جيدا لو وفرت سوف يؤثر ذلك على العمل. الكل يبحث عن اغنية تصلح رنة، تخيل الملحن الآن يطرح عليك الاغنية وقبل ان تستمع اليها تجده يقول «جايبلك حاجة تنفع رنة» وبالتالى السلطنة لم تعد موجودة فى الحسابات وبالتالى كما قلت انتهى عصر النجم أو الاغنية التى تحرك الجمهور نحو الشراء.
النجوم الآن حريصون على ان يكون لهم انتاج جديد حتى يشاركوا فى المهرجانات لأن موازين وهلا فبراير وغيرهما يشترطون ثلاث اغانٍ جديدة على الاقل فى برنامجه الذى يقدمه فى حفل المهرجان.
فنان الجاز العالمى يحيى خليل والذى يحسب له احداث اول طفرة فى تاريخ صناعة الكاسيت وصناعة النجوم فى مصر يرى ان غياب الفكر هو سبب كوارث الاغنية المصرية، مشيرا إلى ان تجربته فى السبعينيات والثمانيات فى تطوير شكل الاغنية المصرية لم تكن وليدة الصدفة لكنها جاءت بناء على فكر وضعه، واستطاع وقتها ان يحدث طفرة ورواجا للكاسيت ودخول شريحة جديدة من الجماهير كانت مهتمة بالاغنية الغربية وقتها، واتفق يحيى مع حلمى بكر ومحسن جابر فى ان التكرار وغياب الابتكار خلفوا ورءهم هذا الكساد الكبير وبالتالى هروب النجوم من مواجهة الجمهور بأعمال دون المستوى.
واضاف لم يعد هناك النجم الذى يحاول ان يبحث عن الجديد واصحاب الفكر قرروا الانسحاب وسط هذا الجو، والشركات نفسها هربت من السوق.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك