الأسرار السبعة لسنة 2020 - مواقع عالمية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 11:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأسرار السبعة لسنة 2020

نشر فى : الجمعة 1 يناير 2021 - 7:55 م | آخر تحديث : الجمعة 1 يناير 2021 - 7:55 م

نشر موقع بروجيكت سينديكيت مقالا للكاتب يانيس فاروفاكيس ذكر فيه سبعة أسرار كشف عنها كوفيدــ19 كنا نعتقد عكسها فى ظل العولمة... نعرض منه ما يلى:

«بيت من ورق ومجموعة من الأكاذيب التى قبلناها بدون وعى علما أن هذا ما بدت عليه قناعاتنا خلال الأزمات العميقة»، هذا ما قاله الكاتب عن كل تلك الأحداث التى هزت العالم لدرجة الإقرار بمدى هشاشة افتراضاتنا ولهذا السبب فإن هذه السنة تشبه مد البحر الذى يتراجع بسرعة مما يجبرنا على مواجهة الحقائق المغمورة.
ويضيف: لقد كنا نعتقد ولأسباب منطقية أن العولمة قد أضعفت الحكومات الوطنية حيث تراجع الرؤساء فى مواجهة أسواق الأسهم وتجاهل رؤساء الوزراء فقراء البلد ولكنهم لم يتجاهلوا وكالة تصنيف الائتمان ستاندرد آند بورز كما تصرف وزراء المالية وكأنهم المخادعون فى جولدمان ساكس والقادة المحنكون لصندوق النقد الدولى، واتفق أباطرة وسائل الإعلام ورجال النفط والمال مع منتقدى رأسمالية العولمة من الجناح اليسارى بأن الحكومات لم تعد مسيطرة.
يستأنف الكاتب حديثه: ثم ضرب الوباء، وبين ليلة وضحاها أصبح للحكومات مخالب وأسنان حادة. عبر الكاتب عن ذلك بما قامت به تلك الحكومات من إغلاق الحدود ووقف حركة الطائرات وفرض حظر التجول الصارم على المدن وإغلاق المسارح والمتاحف. ثم علق: منعتنا الحكومات من مواساة والدينا وهم يعانون من سكرات الموت وحتى أن تلك الحكومات عملت ما لم يكن أحد يعتقد أنه ممكن قبل نهاية العالم وهو إلغاء الفعاليات الرياضية.
وهكذا تم الكشف عن السر الأول: الحكومات تحتفظ بسلطة كبيرة حيث اكتشفنا فى سنة 2020 أن الحكومات اختارت فى السابق ألا تستخدم سلطاتها الضخمة وذلك حتى يتسنى لأولئك الذين أصبحوا أثرياء بفضل العولمة أن يمارسوا سلطاتهم.
الحقيقة الثانية هى حقيقة اشتبه بها كثير من الناس ولكنهم كانوا يشعرون بالخجل الشديد من ذكرها وهى أن شجرة المال حقيقية فالحكومات التى كانت تدعى دائما أنه لا يوجد لديها أموال كلما طُلب منها دفع تكاليف مستشفى هنا أو مدرسة هناك اكتشفت فجأة أن لديها الكثير من الأموال لتمويل إجازات مدفوعة للعمالة، وتأميم السكك الحديدية، والاستحواذ على شركات الطيران ودعم شركات صناعة السيارات وحتى دعم صالات الألعاب الرياضية والعاملين فى صالونات الحلاقة.
يستطرد الكاتب: إن اليونان هى أفضل مثال على الحقيقة الثالثة التى اكتشفناها وهى أن الملاءة المالية هى قرار سياسى أو على الأقل هى كذلك فى الغرب الغنى فلو رجعنا لسنة 2015 لوجدنا أن الدين العام فى اليونان كان يصل إلى مبلغ 320 مليار يورو (392 مليار دولار أمريكى) وهو مبلغ يتجاوز كثيرا الدخل القومى والذى وصل إلى مبلغ 176 مليار يورو فقط ولقد كانت متاعب اليونان على الصفحات الأولى للصحف حول العالم حيث كان قادة أوروبا يعربون عن أسفهم بسبب إفلاسنا.
أما اليوم وفى خضم جائحة جعلت اقتصادا سيئا بالفعل فى وضع أسوأ، لا تعتبر اليونان مشكلة وعلى الرغم من أن الدين العام هو أعلى بمقدار 33 مليار يورو والدخل أقل بمقدار 13 مليار يورو مقارنة بسنة 2015. إن القوى الأوروبية التى قررت أن عقدا من التعامل مع إفلاس اليونان كان كافيا، اختارت الإعلان عن قدرة اليونان على سداد الديون وطالما أن اليونانيين ينتخبون حكومات تحول باستمرار إلى الأوليجارشية عابرة الحدود أى ثروة متبقية (عامة أو خاصة)، فإن البنك المركزى الأوروبى سوف يفعل ما بوسعه ــ شراء ما يتطلبه الأمر من سندات الحكومة اليونانية ــ من أجل عدم تسليط الضوء على إفلاس البلاد.
أما بخصوص السر الرابع الذى كشفته سنة 2020 فيقول الكاتب أن جبال الثروة الخاصة المركزة التى نلاحظها ليست لها علاقة تذكر بريادة الأعمال. وينوه بأن ليس هناك أدنى شك بأن جيف بيزوس وإيلون ماسك ووارن بافيت يتمتعون بموهبة جنى الأموال واحتكار الأسواق ولكن فقط نسبة ضئيلة جدا من غنائمهم المتراكمة جاءت نتيجة لخلق القيمة.
فإذا أخذنا بعين الاعتبار الزيادة الهائلة منذ منتصف مارس لثروة 614 مليارديرا فى أمريكا لوجدنا أن مبلغ 931 مليار إضافى لم يأتِ نتيجة لأى ابتكار أو إبداع تمكن من تحقيق أرباحا إضافية. لقد أصبحوا أثرياء وهم نيام، إذا جاز التعبير بعد أن أغرقت البنوك المركزية النظام المالى بالأموال المصنعة والتى جعلت أسعار الأصول وبالتالى ثروة المليارديرات ترتفع بشكل كبير جدا.
مع السرعة القياسية لتطوير واختبار لقاحات كوفيدــ19 والموافقة عليها واستخدامها، يكشف الكاتب عن سر خامس وهو أن العلم يعتمد على مساعدات الدولة وفعاليتها بشكل لا يعكس مكانتها العامة. لقد أثنى العديد من المعلقين على قدرة الأسواق على الاستجابة بسرعة لاحتياجات البشرية ولكن يجب أن لا يغفل أى شخص عن المفارقة فى هذه الحالة فإدارة أكثر الرؤساء الأمريكان معاداة للعلم على الإطلاق ــ الرئيس الذى تجاهل الخبراء وعمل على ترهيبهم والاستهزاء بهم وحتى خلال أسوأ جائحة منذ قرن من الزمان ــ خصص 10 مليارات دولار أمريكى للتحقق من حصول العلماء على الموارد التى يحتاجونها.
يوضع الكاتب السر السادس الذى كشفته سنة 2020 بقوله: ليس من الصعب أن نرى أن الرأسماليين سوف يستفيدون بشكل أكبر بكثير بدون المنافسة وهذا هو. لقد استفادت شركات المنصات الضخمة مثل أمازون بشكل كبير من زوال الرأسمالية واستبدالها بما يشبه الإقطاع التقنى.
لكن السر السابع الذى كشفته هذه السنة يمثل العنصر الإيجابى وسط هذه الأزمة فبينما تحقيق تغيير جذرى ليس بالعمل السهل فإن من الواضح الآن أن كل شىء يمكن أن يكون مختلفا فلم يعد هناك أى سبب يدعونا لقبول الأشياء كما كانت بالماضى بل على العكس من ذلك فإن الحقيقة الأهم لسنة 2020 يمكن أن نراها فى قول بيرتولت بريخت الذكى والراقى وهو: «نظرا لأن الأشياء على حالها، فإن الأشياء لن تظل على حالها».
يختتم الكاتب مقاله: لا أستطيع التفكير فى مصدر أكبر للأمل من هذا الإلهام والذى جاء فى عام يفضل معظم الناس نسيانه.

النص الأصلى

التعليقات