مايكل جاكسون للمصريين: السند مش فى العدد - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 3:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مايكل جاكسون للمصريين: السند مش فى العدد

نشر فى : الجمعة 1 فبراير 2019 - 10:30 م | آخر تحديث : الجمعة 1 فبراير 2019 - 10:30 م

لاشك أن هناك مشكلات اجتماعية وصحية من وسائل علاجها التوعية بها. من أنجح تلك الحملات التى ساندتها الدولة بداية من «إدى ضهرك للترعة» لمقاومة مرض البلهارسيا إلى تلك الحملات التى كانت بطلتها السيدة كريمة مختار الفنانة العظيمة أو السهل الممتنع فى تاريخ السينما والتليفزيون. حينما وجهت نداءاتها فى حملات تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال أو علاج الجفاف، كان صوتها ينفذ مباشرة إلى القلب والعقل معا فى صورة مصرية واقعية بسيطة تجعلك تشعر بأن النصيحة لملاك حارس له ملامح أم تخاطب الجميع بلغة واضحة مفهومة مفرداتها فى متناول الجميع بلا استثناء.. كان نجاح تلك الحملات الإعلامية المرئية ينعكس على أداء «مقدمى الخدمة الصحية» فيزيد من حماسهم إقبال المواطنين على تطعيم أطفالهم بانتظام أو وعى الأمهات بطرق علاج الجفاف الذى يلزم أمراض الصيف التى تصيب الأطفال بالنزلات المعوية والإسهال.
توالت مشاهد تلك الرسائل الصادقة المؤثرة من زمن مضى وأنا أتابع إعلانا جديدا تتبناه وزارة التضامن الاجتماعى هدفه الأساسى تنظيم النسل ولا أقول «تحديد النسل»، التعبير الذى اعترض عليه سابقا رجال الدين وأنا معهم.
بطل الإعلان «أبوحفيظة» أو قنبلة الضحك الموقوتة الفنان أكرم حسنى يتقمص تلك المرة شخصية «أبوشنب» الفلاح المصرى الذى تصور أن سليم وعوضين وخليفة وعبدالدايم وسيد وأشرف.. الستة أولاده هم عزوته فى مواجهة غدر الأيام والزمان، لكنه يكتشف أن «السند مش فى العدد» وأن اثنين كفاية فيبدأ فى وصلة رقص جماعى مع رفاقه من الفلاحين على أغنية شهيرة لمايكل جاكسون «they realy dont care about us» وترجمتها إنهم حقا لا يعيروننا اهتماما!.. ينادى أولاده بأسمائهم لا أحد يرد فينتهى به الأمر لأن يطالب أى حد ليقف فى ضهره وخلاص.
إعلان بالفعل يمكن أن تضحك منه لكن تأثيره يتبخر بمجرد أن ينتهى!
هل من تولى فكرة هذا الإعلان وإخراجه وإنتاجه بالفعل وزارة التضامن الاجتماعى المصرية؟
كم من فلاحى مصر يعرف من هو مايكل جاكسون؟
من الطبيعى أن الإعلان موجه لأصحاب الاعتقاد أن كثرة عدد الأطفال يعنى كثرة عدد الأيدى العاملة فى الأسرة، الأمر الذى يضمنه دخلا أكبر للعائلة وهذا يحدث تحديدا فى الأمر ذات الدخل المحدود والمتدنى فى الصعيد وقرى الريف المصرى، إذا سلمنا أن التليفزيون الآن فى كل مكان فهذا يجعل فرصتنا فى توجيه رسائل واقعية مصرية المعنى والمضمون أكبر وأوقع أثرا.
أبوشنب صورةر كاريكاتورية مثيرة للضحك وليس أبدا للاهتمام حتى لو فى نهاية الإعلان اصطنع أكرم حسنى لهجة حادة وهو يلقى بالنصيحة المرجوة فى نهاية وصلة الرقص «السند مش فى العدد.. اتنين كفاية».
الإعلان مضحك بالفعل كلقطة اجتماعية عن انصراف الأولاد عن اهتمام الآباء. كل من ناداهم بين نائم وبيلعب وغير مهتم لم يستجب إلى نداء الأب حتى هاجر الصغيرة فما كان منه إلا أن يطلب أى حد ليقف فى ضهره وخلاص! حتى العدد هنا غير مهم بالمرة فالكل منصرف إلى ما يشغله عن مساندة الأب!
تاهت الفكرة تماما فلا تحقق الغرض من الرسالة ولا حتى وصلت لمن تخيل صاحبها انها لمن كان يجب أن يستهدفهم.
رحم الله القديرة كريمة مختار وفريق عمل مصريا من مؤلف ومخرج ومنتج عاشوا هموم الوطن وكانوا من أبنائه فتبنوا قضاياه لفهم ووعى فجاءت إعلاناتهم صادقة مؤثرة هادفة لذا نجحت فيما كانت له من رسالة.

التعليقات