اوعى المحفظة - محمود قاسم - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 8:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اوعى المحفظة

نشر فى : الجمعة 2 فبراير 2024 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 2 فبراير 2024 - 8:05 م
كم هى طريفة الأفلام التى تدور حول سلوك النصابين، فالنصاب هو أكثر اللصوص أرقا، يستخدم ذكاءه الشديد فى إيقاع ضحيته بأن يسلمه ما لديه من ممتلكات عن طريق الإقناع، باعتبار أن النصاب بالغ الذكاء ويجيد التصرف عند اللزوم، يلجأ إلى التألق واستخدام أسلوب موار للحصول على بغيته، وفى تاريخ السينما المصرية هناك أفلام قليلة حول هذا النوع من البشر ولدينا بالتحديد أربعة أفلام حول هذا الامر منها النصابون، وطأطأ وريكا وكاظم بيه، وأيضا اوعى المحفظة والفيلم الأول مأخوذ عن فيلم أمريكى إخراج رالف ليفى 1962 بطولة مارلون براندون وديفيد نيفن باسم(قصة ما قبل النوم) وكل هذه الأفلام جميعا تدور فى المكان نفسه بمعنى أن يكون هناك فندق راق يأتى إليه الأغنياء للاقامة والانتجاع ويختلط الأثرياء ببعضهم البعض، وأيضا يجد النصابون فرصة لممارسة مهنتهم، وفى فيلم اوعى المحفظة 1949 إخراج محمود إسماعيل رأينا هذا الممثل ومعه محمود شكوكو يتنافسان على سرقة مهراجا قادم من بلاد آسيا الغنية، المهراجا هنا صار فى الأفلام التالية ملك بترول من الخليج، أما مهراجا الهند فلا شك أن لديه مجموعه من الكنوز يخبئها فى مكان آمن، ويسعى النصابان إلى الحصول عليها يدا بيد، وفى فيلمنا هذا فإن النصابين يأتيان من منطقة فقيرة، ويريد كل منهما أن يحصل على الجوهرة بمفرده لكنهما يكتشفان أن التعاون بينهما أفضل من التنافس فيلجآن إلى حيل متعددة تختلف من فيلم لآخر.
خيل لى وأنا أحكى قصة الفيلم أننى أرويها كلها معا فالتفاصيل موجودة فى كل فيلم على حدة وفى بقية الأفلام فإن الرجلين يقعان فى غرام فتاة تسمى ملكة القطن، وهى فى الحقيقة إحدى الفائزات بجائزة مسابقة القطن وجاءت إلى فندق للإقامة المؤقتة وبسبب سذاجتها تقع فى الغرام ويتنافس الاثنان عليها معا.
فى (اوعى المحفظة) نحن أمام المؤلف الذى يتولى الإخراج ويجسده محمود إسماعيل، الذى تخصص فى أدوار بعينها كممثل وكان يكتبها لنفسه باقتدار شديد وهو محمود إسماعيل الذى كون ثنائيا مع محسن سرحان ابتداء من هذا الفيلم ولمدة عشر سنوات على الأقل ولكنه لم يكن أيضا الممثل الكوميدى بل هو ممثل بأسلوب واحد ثابت لا يتحرك، وقد كانت أدواره ثقيلة مثلما فعل فى سمارة (وتوحة، وزنوبة) وفى فيلم اليوم فإنه جسد دور نصاب كما يريده هو ولم يخرج عنه أبدا، ولذا فإننى أعتبر أن محمود شكوكو بخفة ظله وحضوره هو البطل الحقيقى للفيلم، ويعتبر هذا الفيلم بمثابة بذرة للتعاون الحقيقى الذى تم بين كل من محمود إسماعيل ومحسن سرحان وتحية كاريوكا ومنها أفلام سمارة وعفريت سمارة، وبياعة الورد وهى أفلام هامشية فى تاريخ السينما المصرية وفى هذا الفيلم فإن شكوكو قام بالغناء بإحدى أجمل وأطرف أغنيات السينما المصرية مع الراقصة، ما يدل على أن النصاب عادة فى السينما يكون شخصا مخبولا لدى الجماهير وهو يغنى ويرقص ويسرق ويحصل على ما يريد ثم يتوب ويغنى وعد ومكتوب على الجبين بجوار الراقصة نبوية مصطفى ونكتب اليوم عن هذا الفيلم من زاوية مختلفة حيث ما أقل النصابين فى قصص الأفلام، وما أقل من يجيد هذا الدور ولعل عادل أدهم هو خير من جسد هذه الشخصية فى أفلام عديدة وكان أداء الممثل ملىء بالحيوية والإقناع ومنها على سبيل المثال فيلم المذنبون، وأيضا فيلم النصابين الذى سبقت الإشارة إليه.
التعليقات