بيراميدز.. من الأسيوطى إلى أبطال إفريقيا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 4 يونيو 2025 1:12 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بيراميدز.. من الأسيوطى إلى أبطال إفريقيا

نشر فى : الإثنين 2 يونيو 2025 - 7:40 م | آخر تحديث : الإثنين 2 يونيو 2025 - 7:40 م

 

من كان يصدق أن النادى «الأسيوطى» الواقع فى زمام محافظة بنى سويف يمكن أن يصبح ذات يوم بطل أبطال إفريقيا لكرة القدم متفوقًا على فرق عملاقة فى أهم بطولة إفريقية على الإطلاق؟!

لسنوات كثيرة وخلال سفرى المتكرر إلى أسيوط لزيارة أهلى فى الأعياد والمناسبات كنت أتوقف فى العديد من الكافتيريات الواقعة على الطريق الصحراوى الغربى بين القاهرة وأسيوط.

من بين هذه الكافتيريات كانت هناك واحدة تدعى الأسيوطى، وصاحبها محمود الأسيوطى، الذى قرر تأسيس فريق كرة قدم تحت اسم «الأسيوطى سبورت» عام 2008، ثم صار اسمه «نادى الأهرام».

فى ذلك العام شارك الفريق فى القسم الرابع للدورى، وبعد موسمين صعد للقسم الثالث، الذى استمر فيه حتى نهاية موسم 2013، ثم صعد إلى دورى القسم الثانى لموسم واحد، وفى العام التالى صعد إلى الدورى الممتاز موسم 2014 - 2015، لكنه هبط فى نفس الموسم، وعاد إلى دورى الدرجة الثانية، واستمر هناك موسمين، حتى عاد مرة أخرى إلى الدورى الممتاز موسم 2017 - 2018.

وحقق النادى خلال وجوده فى الدورى الممتاز نتائج مهمة، وفاز على فرق كبرى خصوصًا الأهلى.

التطور المهم حدث فى صيف 2018 حينما اشترى المستشار تركى آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية حينها، النادى واسمه ورخصته.

وبعدها انتقل مقر النادى من بنى سويف إلى القاهرة، وتغير اسمه من الأسيوطى إلى «الأهرام» أو «بيراميدز»، وتولى حسام البدرى منصب رئاسة النادى وأحمد حسن المتحدث باسمه والمشرف عليه، وهادى خشبة المدير العام، كما تولى يوتافوجو ريجاناس ألبرتو فالنتيم تدريب الفريق.

وبالطبع نتذكر أن مالك النادى أنفق الكثير من المال لشراء لاعبين متميزين، حيث تمكن فى موسمه الأول من تحقيق المركز الثالث فى الدورى بعد الأهلى والزمالك، بل ووصل إلى نهائى كأس مصر عام 2019، وخسر أمام الزمالك.

فى نفس العام حدث الخلاف الشهير بين النادى الأهلى ومالك النادى المستشار تركى آل الشيخ الذى قرر بيع النادى وقناته وعقود لاعبيه إلى المستثمر الإماراتى سالم سعيد الشامسى، لكنه استعاد النادى فى اليوم التالى.

وفى 4 يوليو 2019 أعلنت صفحات النادى أن سالم الشامسى اشترى النادى مرة أخرى من تركى آل الشيخ.

النادى أنفق الكثير من الأموال، بل صار مقصدًا وهدفًا للعديد من اللاعبين الكبار فى الأهلى والزمالك، ويرى البعض أن هذا الإنفاق غيّر من خريطة انتقالات اللاعبين وأسعارهم الحقيقية، لكن التجربة النهائية تشير إلى أن هذه الأموال هى التى مكنت النادى من احتلال المركز الثانى فى الدورى المصرى فى الأعوام الثلاثة الأخيرة متخطيًا ناديًا كبيرًا مثل الزمالك، بل تحقيق إنجاز تاريخى بالفوز ببطولة الأندية أبطال إفريقيا، وإذا فاز على الزمالك يوم الخميس المقبل فى نهائى كأس مصر، فسيكون الإنجاز مضاعفًا.

وكان يمكنه أن يحقق مفاجأة تاريخية ويفوز بالدورى لو أن اتحاد الكرة ورابطة الأندية طبقا اللائحة المعروفة، وخصما 6 نقاط من الأهلى عقب انسحابه أمام الزمالك.

يمكن أن نتحدث كثيرًا عما أحدثه وجود بيراميدز فى خريطة الكرة المصرية بالسلب أو الإيجاب، لكن المؤكد أن فوزه ببطولة إفريقيا ووصوله إلى نهائى كأس مصر والمركز الثانى فى الدورى هو ظاهرة مهمة ينبغى أن تتم دراستها والإشادة بها، وهو يذكرنا مع الفارق الكبير بالنهضة الكبرى التى حققها فريق المقاولون العرب الذى فاز ببطولة إفريقيا أكثر من مرة فى ثمانينيات القرن الماضى.

هناك جانب من الرأى العام فى مصر انتقد نادى بيراميدز وطريقة إدارته بل تعامل معه باعتباره ناديًا أجنبيًا وليس مصريًا، وهذا السلوك أظن أنه حان الوقت للتخلص منه تمامًا، وأن يكون تفكيرنا إيجابيًا وعمليًا وليس بالمعايير المزدوجة. غالبية المصريين يشجعون فريق ليفربول الإنجليزى وهم لا يعرفون من هو مالكه، والبعض يشجع فريق مانشستر سيتى وملاكه من الإمارات أو فريق نيوكاسل وملاكه من السعودية، أو باريس سان جيرمان الفرنسى وملاكه من قطر وفاز قبل أيام ببطولة أبطال أوروبا.

الاحتراف صار لغة كرة القدم فى العالم كله، والنقطة الأهم أنه حينما فاز بيراميدز ببطولة إفريقيا، مساء الأحد الماضى، لم تقل وسائل الإعلام العربية والإفريقية والعالمية أى شىء إلا أنه النادى المصرى.

كل التهنئة للاعبى ومسئولى فريق بيراميدز على هذا الإنجاز، وكل التمنيات للزمالك بالفوز بكأس مصر حتى يكون كل فريق من الفرق الثلاثة الكبرى قد حقق بطولة هذا العام!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي