نظرة فنية على مشروع قناطر أسيوط الجديدة - هيثم ممدوح عوض - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 3:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نظرة فنية على مشروع قناطر أسيوط الجديدة

نشر فى : الأحد 2 سبتمبر 2018 - 9:35 م | آخر تحديث : الأحد 2 سبتمبر 2018 - 9:35 م

قام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الأسبوع الماضى بافتتاح مشروع قناطر أسيوط الجديدة ضمن خطة وزارة الموارد المائية والرى لإحلال القناطر الكبرى الموجودة على نهر النيل والتى تم من خلالها حتى الآن إحلال كل من قنطرتى إسنا ونجع حمادى خلال العقدين السابقين بقنطرتين جديدتين. وهنا يجدر سرد بعض الحقائق وهو أنه فى حالات المنشآت الثلاث (إسنا ــ نجع حمادى ــ أسيوط) قامت وزارة الموارد المائية والرى بالاستعانة ببيوت خبرة ومكاتب استشارية دولية لتقييم الحالة الفنية للمنشآت الثلاث وأوصت جميع بيوت الخبرة بتدعيم المنشآت القائمة وضعف الجدوى الاقتصادية لإحلال هذه المنشآت ولكن قام متخذو القرار فى عهود سابقة وليست الحالية بإهمال توصيات بيوت الخبرة الدولية والمضى قدما فى إحلال هذه المنشآت الثلاث بأخرى جديدة كلفت قرابة الـ 25 مليار جنيه مصرى أغلب هذا المبلغ قروض بشروط ميسرة من جهات تمويل وهيئات مانحة دولية، وحيث إن أغلب القناطر الكبرى المقامة على نهر النيل مضى على إنشائها قرابة مائة عام؛ لذلك كان رأى متخذ القرار أن هذه المنشآت قد انتهى عمرها الافتراضى ويجب إحلالها بأخرى جديدة والحقيقة العلمية أن الحالة الفنية لهذه المنشآت أكثر من ممتازة وكان يمكن التغلب على العيوب الموجودة بمعالجات فنية أقل كلفة من الإحلال التام لهذه المنشآت بأخرى جديدة وكان يجب تلاشى التصميم الهيدروليكى المبالغ فيه للقناطر الجديدة لإمرار قيم تصرفات مبالغ فيها من الصعب حدوثها مما أدى إلى مضاعفة تكاليف إنشاء القناطر الجديدة وكان يلزم احترام الكود المصرى لمنشآت الرى الذى ينص على عدم تجاوز الفواقد الهيدروليكية 20 سم ولكن الفواقد الهيدروليكية لقناطر أسيوط الجديدة تتجاوز 60 سم عند فتح جميع البوابات على آخرها، كما أن تغيير الممر الملاحى الرئيسى من الجهة الغربية لجزيرة بنى مر للجهة الشرقية أدى إلى زيادة غير مبررة فى تكاليف الإنشاء نتيجة أعمال الحماية لجوانب المجرى الملاحى ولم يتم اعتبار مشاكل الإطماء والترسيب التى كانت موجودة أمام الهويس القديم والتى قد تؤدى فى المستقبل القريب إلى مشاكل بأعمال الملاحة فى مجرى نهر النيل بهذه المنطقة. وأكبر المشكلات المتوقع حدوثها ستنتج من ارتفاع مناسيب المياه أمام القناطر الجديدة وخلف القناطر القديمة بما لا يقل عن أربعة أمتار ستتسبب فى ارتفاع مناسيب المياه الجوفية بهذا المقدار وقد تؤثر على أساسات المبانى السكنية بمدينة أسيوط الواقعة خلف القناطر القديمة وأمام الجديدة مما يستوجب عمل شبكة من آبار تخفيض للمياه الجوفية حتى لا تتأثر هذه المبانى السكنية مثلما حدث ذلك فى حالة قناطر نجع حمادى الجديدة. إن أبرز ما تحتاجه منشآت القناطر المصرية بصفة عامة هى ميكنة حركة البوابات حيث إن أغلبها ما زال يتم التحكم فيها يدويا بالإضافة إلى منع تسرب المياه من خلالها بالإضافة إلى إزالة التعديات عليها.

هيثم ممدوح عوض استشارى دراسات تقييم التأثير البيئى وأستاذ الهيدروليكا بجامعة الإسكندرية
التعليقات