عشر قمم عالمية فى 2021 ستختبر بايدن - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 6:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عشر قمم عالمية فى 2021 ستختبر بايدن

نشر فى : الأحد 3 يناير 2021 - 9:00 م | آخر تحديث : الأحد 3 يناير 2021 - 9:00 م

نشر مركز Council of Foreign Relations عرضا للكاتب ستيوارت باتريك يتناول فيه القمم العالمية التى من المفترض عقدها فى 2021 والتى ستختبر قوة بايدن فى إصلاح ما أفسده ترامب والعودة إلى العمل متعدد الأطراف... نعرض منه ما يلى:
كانت دبلوماسيات القمة إحدى ضحايا وباء كوفيد ــ 19 خلال عام 2020. فالكثير من اللقاءات رفيعة المستوى تم تأجيلها أو تغيير شكل عقدها لتصبح عبر الإنترنت. التعددية ستستمر عبر تطبيق زووم فى 2021، بينما يعمل العالم على توفير لقاح لفيروس كورونا... ولكن عام 2021 سيكون حاسما لشكل التعاون الدولى فى ظل حكومة بايدن الجديدة ومحاولة انتقالها من سياسة «أمريكا أولا» إلى سياسة أكثر تعددية وفقا لخطاباته. ستختبر قوة الرئيس القادم من خلال عشر قمم رئيسية فى 2021.
***
قمة الناتو، بروكسيل (لم يتم تحديد التاريخ بعد). دعا الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرج، بايدن إلى قمة الناتو التى من المقرر عقدها فى بداية عام 2021 على أمل استعادة التعاون عبر الأطلسى بعد سنوات من الاضطراب فى فترة ولاية ترامب. يأتى الاجتماع فى لحظة هامة ينهى فيها التحالف مهمة دامت عشرين عاما تقريبا فى أفغانستان، ويعيد النظر فى الأسباب التى جعلت البعض يقول إن التحالف أصبح ميتا. يجب أن يبدأ بايدن بإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالدفاع الجماعى. ويجب أن يتبنى المفهوم الاستراتيجى الجديد لحلف الناتو الذى يرى ضرورة تعزيز الحلف لمواجهة الصين ومعالجة التهديدات غير التقليدية مثل تغير المناخ والمنافسة فى الفضاء الخارجى.
القمة بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، بروكسل (لم يتم تحديد التاريخ بعد). وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز، ينظر قادة الاتحاد الأوروبى إلى انتخاب بايدن باعتباره فرصة «تحدث مرة واحدة كل جيل» لإعادة إحياء الشراكة عبر الأطلسى. فى وقت سابق، كشفت المفوضية الأوروبية عن وثيقة بعنوان «أجندة جديدة بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة من أجل التغيير العالمى»، والتى تعتبر العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى «المحور الأساسى لتحالف عالمى جديد بين شركاء متشابهين فى الفكر». وإلى جانب التنسيق المشترك بشأن مواجهة التهديد الصينى، تدعو المفوضية الأوروبية إلى تعزيز التعاون الثنائى للدفاع عن الديمقراطية وتطوير اللقاحات ومكافحة تغير المناخ وتنظيم التجارة الرقمية والذكاء الاصطناعى... إلخ.
قمة الديمقراطية، واشنطن (لم يتم تحديد التاريخ بعد). تعهد بايدن خلال سنته الأولى «بجمع الديمقراطيات فى العالم لتقوية المؤسسات الديمقراطية، ومواجهة تحدى الدول التى تتراجع الديمقراطية بها، وصياغة أجندة مشتركة لمواجهة التهديدات التى تواجه قيمنا المشتركة». هذا الحدث مهم إلا أنه محفوف بالمخاطر. فالمهمة الأولى فى تحديد من هم المدعوون صعبة. فالعالم ملىء بأنظمة شبه ديمقراطية مثل البرازيل والمجر وتركيا وغيرهم من شركاء أو حلفاء للولايات المتحدة. هل يجب دعوتهم؟ ماذا عن أكبر ديمقراطية فى العالم، الهند، التى تنتهج حكومتها سياسات شوفينية للقومية الهندوسية؟ قد تؤدى هذه القمة إلى تصدعات كبيرة. إلى جانب ذلك، هناك مسألة مدى استحقاقية الولايات المتحدة لتترأس هذه الطاولة، خاصة بعد ترامب؟ فإذا استمر بايدن فى خططه، فعليه أن يتواضع ويتجنب وضع توقعات عالية.
اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجى، كونمينج، الصين (17ــ 30 مايو). هذا العام، ستستضيف الحكومة الصينية المؤتمر الخامس عشر لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، الذى كان من المقرر عقده أكتوبر الماضى. سيتبنى أعضاؤها خطة استراتيجية لتوجيه الجهود الفردية والجماعية لحماية التنوع البيولوجى حتى عام 2030. هناك حاجة لعقد تلك القمة فى وقت أشارت فيه الكثير من التقارير إلى تدهور هائل فى التنوع البيولوجى والنظام البيئى، ليس فقط بسبب تغير المناخ ولكن أيضا بسبب تدهور الطبيعة البرية والبحرية. الاعتداءات على الطبيعة تقوض أسس التنمية المستدامة، بل وتقوض الرأسمالية العالمية. يمكن أن يساعد بايدن فى ثنى منحنى فقدان التنوع البيولوجى من خلال تأييد حملة «30 × 30» لحماية 30 فى المائة من اليابسة والبحار من الاستغلال البشرى.
قمة مجموعة السبع، المملكة المتحدة (صيف 2021). سيستضيف رئيس الوزراء بوريس جونسون قمة مجموعة الدول السبع هذا العام، حيث تدرس المجموعة توسيع عضويتها. مع رحيل ترامب، لن تكون هناك اقتراحات لإعادة روسيا... دعا جونسون أستراليا والهند وكوريا الجنوبية للحضور مع الأعضاء الحاليين؛ بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى. إذا أصبح حضورهم دائما، فإن هذه الدول العشر الديمقراطية سيمثلون ثقلا غربيا موازنا لنفوذ الصين المتزايد. إلى جانب ذلك، من المرجح أن تستخدم المملكة المتحدة رئاستها لمجموعة السبع لتعزيز التأهب العالمى للأوبئة المستقبلية، ولتعزيز التجارة الحرة فى أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ولتشجيع التعهدات بخفض غازات الاحتباس الحرارى قبل انعقاد قمة المناخ فى نوفمبر المقبل.
المؤتمر الوزارى لمنظمة التجارة العالمية، نور سلطان، كازاخستان (لم يتم تحديد التاريخ بعد). لا تزال الحكومة الكازاخستانية تأمل فى استضافة المؤتمر الوزارى الثانى عشر لمنظمة التجارة العالمية، المؤجل من عام 2020، لكن لم يتم التأكيد على ذلك بعد. ويعد عدم قدرة منظمة التجارة العالمية على تأكيد موعد قمتها القادمة هو أقل مشاكل تلك المنظمة. على مدى السنوات الأربع الماضية، سعت إدارة ترامب إلى تهميش المنظمة، بما فى ذلك من خلال شن حرب تجارية ثنائية ضد الصين وكذلك الاتحاد الأوروبى، وشل آلية تسوية المنازعات فى منظمة التجارة العالمية، واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد اختيار مرشح لـيكون رئيسها فى عام 2021. يجب أن يعاد النظر بشأن قضايا منظمة التجارة العالمية. سيحافظ بايدن وممثلته التجارية كاثرين تاى بالتأكيد على موقف أمريكى متشدد تجاه الصين، ولكن على عكس ترامب، فهم يفهمون أن وجود منظمة تجارة عالمية قوية أمر مهم لجعل الصين تخضع لقواعد اللعبة.
مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، نيويورك (أغسطس 2021). كان من المفترض أن تجتمع الدول الأطراف فى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية فى مؤتمر المراجعة الدورية فى أبريل الماضى، فى الذكرى الخمسين لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. تمت إعادة جدولة الاجتماع مرتين، والآن من المفترض عقده فى أغسطس 2021... نظام الحد من التسلح العالمى يتعرض لضغوطات جديدة. ومن المقرر أن تنتهى المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) فى فبراير. قد تستفز كوريا الشمالية الإدارة الجديدة، ويمكن لإيران أن تفعل الشىء نفسه إذا تعثر بايدن فى الانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. فى غضون ذلك، اتسعت الانقسامات بين الدول النووية والدول غير النووية، حيث من المقرر أن تدخل معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ فى يناير. يجب أن تكون إحدى خطوات بايدن هى إصلاح مراجعة ترامب للوضع النووى، والتى زادت من أهمية الأسلحة النووية فى سياسة الدفاع الأمريكية.
الجمعية العامة للأمم المتحدة، نيويورك (14ــ30 سبتمبر). أول فرصة مهمة لبايدن هى التحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما هو الحال دائما، سيتحدث رئيس الولايات المتحدة إلى جمهورين، أحدهما أجنبى والآخر محلى، مما يحتاج إلى موازنة دقيقة. سيحاول بايدن كسب التأييد الدولى من خلال التخلى عن لهجة ترامب القومية وسياساته الأحادية والتأكيد على أهمية العمل متعدد الأطراف.. على الصعيد الداخلى، سيكون من الحكمة أن يؤكد بايدن أهمية ما تفعله الأمم المتحدة لتعزيز مصالح وقيم الولايات المتحدة، إلى جانب عدم رفع التوقعات حول ما يمكن أن تقدمه فى وقت يشهد تنافسا جيوسياسيا شديدا. تشير استطلاعات الرأى العام إلى أن الأمريكيين سوف يتقبلون مثل هذه الرسالة.
قمة مجموعة العشرين، روما (أكتوبر 30ــ 31). ترأس إيطاليا قمة مجموعة العشرين هذا العام. اختار الإيطاليون «الناس والازدهار والكوكب» كثلاثة مواضيع مترابطة. تأمل إيطاليا فى تنشيط التعاون متعدد الأطراف فى مواجهة الأزمات الصحية والاقتصادية والبيئية العالمية المتزامنة، حتى يتمكن العالم من إعادة بناء نفسه بعد الوباء، واعتماد نموذج نمو جديد يلبى الاحتياجات البشرية الأساسية، ويقلل من عدم المساواة الشديد، ويحافظ على البيئة. بالإضافة إلى القمة الرئيسية فى أكتوبر، تأمل إيطاليا أن يحضر القادة شخصيا قمة الصحة العالمية لمجموعة العشرين فى 21 مايو.
اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، غلاسكو، اسكتلندا (1ــ 12 نوفمبر). سيكون المؤتمر السادس والعشرون لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أهم قمة فى عام 2021. وسيجتمع القادة فى اسكتلندا لاستعراض التقدم الذى تم إحرازه فى تنفيذ اتفاقية باريس لعام 2015، والتى تلزم الأطراف الحفاظ على ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، عن طريق «زيادة» مساهماتهم وطنيا لتحقيق هذا الهدف. لسوء الحظ، سيتطلب الوصول إلى هدف اتفاقية باريس الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى بنسبة 7.2 فى المائة سنويا حتى عام 2030، والعالم ــ على الرغم من الركود الناجم عن الوباء ــ ليس قريبا من هذا المسار. تعهد بايدن بالعودة إلى اتفاقية باريس فور توليه منصبه، وجعل المعركة ضد تغير المناخ محور رئاسته. ومع ذلك، ستعتمد مصداقية بايدن على قدرته فى إقناع الكونجرس بتمويل عمليات تقليل انبعاثات الكربون فى الولايات المتحدة.

***

كما تشير هذه القمم العشر، فإن الأجندة العالمية التى يواجهها بايدن صعبة. فمستقبل الأمن الدولى، والحرية، والازدهار، والتنمية، والصحة، وكوكب الأرض نفسه، يعتمد على هذه القمم. ولقد أعلن بايدن بالفعل أن «أمريكا عادت» وتعهد بتبنى مسار متعدد الأطراف. إن العودة إلى الساحة العالمية ليست سوى البداية، ولكنها خطوة أولى أساسية فى مواجهة أكثر التحديات صعوبة فى العالم.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلي

التعليقات