** كيف أصاب فيروس كورونا نشاط كرة القدم فى العالم وكيف تعامل هذا العالم الآخر مع تلك الإصابة؟
** 1ــ خسر أكبر 20 ناديا فى أوروبا حوالى مليار يورو خلال العام الماضى فى الوقت الذى تراجعت فيه القيمة السوقية للاعبين بنحو 10% مع استمرار الآثار السلبية لجائحة كورونا.
** 2ــ توقع كريستيان شيفرت رئيس رابطة الدورى الألمانى لكرة القدم انخفاض قيمة الإيرادات بنحو مليارى يورو (مليارين و400 مليون دولار).
** 3 ــ ذكرت شركة «ديلويت» الشهيرة لتدقيق الحسابات، أن 70 مليون جنيه إسترلينى (82 مليون دولار) أنفقت فى صفقات اللاعبين فى الدورى الإنجليزى خلال يناير، وهو أقل مبلغ تسجله سوق الانتقالات الشتوية منذ عام 2012 الذى شهد إنفاق 60 مليون إسترلينى فى الفترة نفسها. وكانت سوق الانتقالات الشتوية فى العام الماضى قد شهدت إنفاق 230 مليون إسترلينى فى صفقات اللاعبين بالدورى الإنجليزى.
** هكذا انخفضت الإيرادات. وقيدت حركة التعاقدات. وبدأت تطرح الأفكار للمشاركة فى اقتسام الخسائر واقتسام الألم بين جميع عناصر اللعبة.. فقرر فريتز كيلر رئيس الاتحاد الألمانى لكرة القدم التبرع بواحد بالمائة من راتبه السنوى لصالح المشروع الاجتماعى «هدف مشترك الذى يشارك به 200 مدرب ولاعب ومسئول»، وقال كيلر «أزمات جائحة كورونا أوضحت إلى أى مدى نعتمد على بعضنا البعض داخل مجتمعنا، ويمكننا فقط أن نتعامل مع التحديات الاجتماعية الهائلة فى الوقت الحالى، عبر العمل الجماعى. ووجه كيلر تبرعه تحديدا لدعم المشروع الاجتماعى «روح كرة القدم».
** ماذا فعلت اتحادات كرة القدم المتعاقبة من أجل إثراء أنديتنا لاسيما الفقيرة منها؟ ماذا فعلت الاتحادات المتعاقبة من أجل القفز بإيرادات اللعبة وتسويقها وازدهارها وحماية الملكية الفكرية المستباحة للأندية.؟ وماذا فعلت الأندية لتسويق منتجها؟ ولماذا تتعاقد أندية كل صيف مع 20 لاعبا ثم تستغنى عن 15 لاعبا للتعاقد مع عشرة لاعبين أو عشرين آخرين فى الشتاء؟ من يحاسب المسئول عن هذا الإنفاق؟ و.. وأيضا.. ماذا نفعل فى أوساط كرة القدم أمام الأزمة المالية؟ كيف تعاملت الأندية وعناصر اللعبة مع قرار الاتحاد بعدم تحمل تكلفة المسحات الطبية للكشف عن فيروس كورونا؟ لماذا لا يتبرع لاعبو كرة القدم فى ملاعبنا بنسبة واحد فى المائة من دخلهم السنوى لمدة محددة لمساعدة أنديتهم، ولمساعدة أنفسهم أيضا، ضمن مساهمة نسبية فى تكلفة المسحات الطبية.. لماذا لا يفكر الجميع خارج الصندوق قليلا؟
** الصدام، هو أول خطوة عند حدوث خلاف. فمنذ أعلن اتحاد الكرة رفع يده عن تكلفة المسحات الخاصة بالكشف عن إصابات فيروس كورونا، قامت الدنيا ولم تقعد على رأس الاتحاد وقالت أندية: «مش ماسحين» بطريقة «مش لاعبين».. ما هذا الأسلوب فى علاج مشاكلنا وأزماتنا؟
** لماذا لا نطور اللعبة التى أصبحت صناعة ونشاطا اقتصاديا مهما بكل سبل التطوير، سواء بالتسويق، وبالجمهور، وبحقوق الملكية للأندية، وبالحد من التعاقدات الوهمية الساذجة، وبتشكيل رابطة تتحمل المسئولية وتحمى حقوق الأندية وتحاسبها ايضا؟
** لماذا لا يجلس المختلفون للاتفاق على حلول خارج الصندوق؟ لماذا لا نتعلم أبدا ألف باء الحوار والنظام؟ لماذا لا تفهمون أن التصعيد بالخلاف يزيد من درجات الاحتقان ومشاعر الغضب فى المجتمع بسبب هذا الصدام الذى يسىء إلى وجهنا؟ ألا يدرك الجميع أنه فى حال توقف نشاط كرة القدم ستعانى الأندية من خسائر باهظة تفوق بكثير تكلفة المسحات، كما سيتعرض كل لاعب ومدرب إلى خطر الوقوع فى أزمات مالية وتعثر فى سداد الالتزامات؟