الاستياء العام بشأن الخوارزميات - مواقع عالمية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاستياء العام بشأن الخوارزميات

نشر فى : الثلاثاء 5 مارس 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : الثلاثاء 5 مارس 2024 - 7:50 م

نشر موقع Project syndicate مقالا للكاتبة ماريانا مازوكاتو والكاتب إيلان شتراوس، تناولا فيه استهداف الشركات الكبرى ــ بخاصة ميتا ــ لتحقيق الأرباح على حساب الصحة المجتمعية. بمعنى أوضح، استخدام خوارزميات تضر برفاهية الشباب وأوقاتهم بلا طائل، لذا ذكر الكاتب والكاتبة عدة خطوات للوصول إلى بيئة رقمية تثمن قيمة الابتكار منها، الاعتماد على الذكاء الاصطناعى العام لتقييم جودة النتائج الخوارزمية... نعرض من المقال ما يلى.
تشير الكاتبة ماريانا مازوكاتو والكاتب إيلان شتراوس إلى دعوى قضائية جديدة مرفوعة فى الولايات المتحدة ضد شركة «ميتا» الشركة الأم لفيسبوك وانستجرام، تجادل 41 ولاية ومقاطعة كولومبيا أن منصات الشركة على شبكات التواصل الاجتماعى ــ إنستجرام وفيسبوك ــ لا تسبب الإدمان فحسب، بل تلحق الضرر برفاهية الأطفال. واتهمت شركة «ميتا» بالمشاركة فى «مخطط لاستغلال المستخدمين الشباب بهدف تحقيق الأرباح»، بما فى ذلك من خلال عرض محتوى ضار يبقيهم ملتصقين بشاشاتهم.
تقول الكاتبة ماريانا مازوكاتو والكاتب إيلان شتراوس إن شركات التكنولوجيا الكبرى تعمل على تعظيم قيمة المساهمين من خلال نشر الخوارزميات لزيادة مشاركة المستخدمين، حيث غالبا ما تتغلب الأرباح القصيرة الأجل على أهداف العمل الطويلة الأجل، ناهيك عن الصحة المجتمعية.
إن وضع الأرباح الفورية فى المقام الأول يعنى توجيه المستخدمين نحو «النقرات»، على الرغم من أن هذا النهج يفضل عموما المواد الرديئة والمثيرة، بدلا من مكافأة المشاركين بشكل عادل عبر نظام بيئى أوسع يشمل منشئى المحتوى، والمستخدمين، والمعلنين.
يتطلب تحديد الأرباح فى اقتصاد اليوم فهم كيفية استغلال المنصات المهيمنة لسيطرتها الخوارزمية على المستخدمين. عندما تحط الخوارزمية من نوعية المحتوى الذى تروج له، فإنها تستغل ثقة المستخدمين والمركز المهيمن الذى تعززه تأثيرات الشبكة. ولهذا السبب، تستطيع شركات فيسبوك وتويتر وإنستجرام أن تفلت من حشو صفحاتها بالإعلانات والمحتوى «الموصى به» المسبب للإدمان.
تتعلق الدعوى ضد شركة «ميتا» فى نهاية المطاف بممارساتها الخوارزمية التى تم تصميمها بعناية لزيادة «مشاركة» المستخدم ــ مما يؤدى إلى إبقاء المستخدمين على المنصة لفترة أطول وإثارة المزيد من التعليقات والتفاعلات والمشاركات. غالبا ما تتمثل الوسيلة الفعالة للقيام بذلك فى عرض محتوى ضار وغير قانونى، وتحويل الوقت الذى يقضيه المستخدم على المنصة إلى نشاط إلزامى، مع ميزات مثل «التمرير اللانهائى» والإشعارات والتنبيهات غير المحدودة.
واليوم بعد أن أدى التقدم فى مجال الذكاء الاصطناعى بالفعل إلى تعزيز التوصيات الخوارزمية، مما يجعلها أكثر إدمانا، هناك حاجة ملحة إلى هياكل إدارة جديدة موجهة نحو «الصالح العام» وشراكات تكافلية بين الشركات والحكومة والمجتمع المدنى. ومن حسن الحظ أن صناع السياسات قادرون على دفع هذه الأسواق نحو الأفضل.
أولا، يشكل إصلاح إدارة الشركات ضرورة بالغة الأهمية، حيث تسبب تعظيم قيمة المساهمين فى تشجيع المنصات على استغلال مستخدميها خوارزميا فى المقام الأول. ونظرا للتكاليف الاجتماعية المعروفة المرتبطة بنموذج الأعمال هذا ــ غالبا ما يعنى زيادة عدد النقرات تضخيم عمليات الاحتيال، والمعلومات المضللة، والمواضيع المثيرة للاستقطاب السياسى ــ فإن إصلاح الإدارة يتطلب إصلاح الخوارزميات.
ثانيا، ينبغى منح المستخدمين تأثيرا أكبر على تحديد الأولويات الخوارزمية للمعلومات المعروضة عليهم. خلاف ذلك، ستستمر الأضرار الناجمة عن تجاهل تفضيلات المستخدم فى النمو، حيث تنشئ الخوارزميات حلقات ردود الفعل الخاصة بها، مما يدفع المستخدمين إلى ابتلاع طعم تصفح الروابط، ثم يستنتج بشكل خاطئ أنهم يفضلون القيام بذلك.
ثالثا، يجب نشر الذكاء الاصطناعى العام لتقييم جودة النتائج الخوارزمية، وخاصة الإعلانات. بالنظر إلى الأضرار الكبيرة الناشئة عن المنصات التى تخفض مستوى الإعلانات المقبولة، تستخدم وكالة مراقبة الإعلانات فى المملكة المتحدة الآن أدوات الذكاء الاصطناعى لفحص الإعلانات وتحديد أولئك الذين ينشرون «ادعاءات كاذبة».
إن خلق بيئة رقمية تكافئ خلق القيمة من خلال الابتكار، وتعاقب استخراج القيمة من خلال الأرباح (وخاصة فى الأسواق الرقمية الأساسية)، هو التحدى الاقتصادى الأساسى فى عصرنا. إن حماية صحة مستخدمى منصات شركات التكنولوجيا الكبرى والنظام البيئى بأكمله يعنى ضمان عدم خضوع الخوارزميات لمخاوف الربح المباشرة للمساهمين.

النص الأصلي
https://bit.ly/49zhYRB

التعليقات