فصل جديد من المؤامرة على ثورة 25 يناير، كشفته أحداث مباراة الزمالك و الافريقى التونسى، بداية من السماح بدخول «مشبوهين» للاستاد قبل موعد المباراة بسبع ساعات وهم يحملون الأسلحة النارية والبيضاء، مرورا بفتح الأبواب أمام خمسة آلاف مشجع دون أن يفتشهم أحد واعتراف مصدر أمنى لـ «الشروق» أن طريقة اقتحام الجماهير لأرض الملعب كانت بطريقة منظمة ومرتبة، نهاية بانتشار دعوة على الفيس بوك بتنظيم مظاهرة مليونية فى ميدان التحرير يوم 25 أبريل تطالب بعودة مبارك للحكم!

ماحدث فى المباراة لا يمكن فصله عن موقعة الجمل التى اعتدى فيها قراصنة الحزب الوطنى،وهم يركبون الأحصنة والجمال ويتسلحون بالسيوف والجنازير والكرابيج، على ثوار ميدان التحرير.. وما حدث فى المباراة يتسق تماما مع ما كشفته تحقيقات النيابة فى قضية شهداء السويس باندساس عناصر أمنية سرية تحمل أسلحة نارية، وسط المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير لإغتيالهم.. وما حدث فى المباراة هو تكرار لنفس المخطط الذى يستهدف إشاعة مناخ من الفوضى، بإثارة فتن دينية واحتجاجات فئوية، بطريقة تعمدت خلط الحابل بالنابل، ووضع أصحاب الحقوق المشروعة والمأجورين التابعين لمافيا النظام السابق، فى سلة واحدة..!

نحن الآن أمام حكومة برأسين.. الأولى يرأسها الدكتور عصام شرف، والثانية تترأسها قيادات هذه المافيا التى فقدت موقعها الحكومى ولاتزال تحتفظ بنفوذها السياسى، وتواصل بمنتهى الضراوة مخططاتها للدفاع عن حصون الفساد التى بنتها، وعن ثرواتها الحرام التى صنعتها طوال 30 عاما من حكم مبارك. وقد اتضح خلال الأسابيع الماضية أن لهذه المافيا أذرع طويلة، وثبت ان لها رجالا وصبيانا فى كل المواقع يتخصصون فى القيام بالأعمال القذرة، والتى كانت تتجلى فى صنع تحالف فريد من نوعه بين ضباط شرطة فاسدين أو مغرر بهم، وبلطجية وأصحاب سوابق لتزوير الانتخابات، كما تجلت أيضا فى بناء مؤسسة ضخمة من الصحفيين والإعلاميين والفنانين والشخصيات العامة لتزييف وعى الناس والترويج للسياسات الفاسدة لنظام مبارك..

قد يستغرق الدكتور شرف وقته كله فى محاولة قطع هذه الأذرع، إلا أنه بدون إخضاع مبارك وأسرته مع كبار رجال حكمه وعلى رأسهم الشريف وعزمى و سرور لمحاكمة عاجلة، لن يستطيع أن يهدم طوبة واحدة فى مؤسسات الفساد، ولن يستطيع أن يمنع تكرار سيناريو مباراة الزمالك فى مواقع أخرى..