الرئيس المستهدف - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 5:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرئيس المستهدف

نشر فى : الخميس 5 يوليه 2012 - 8:45 ص | آخر تحديث : الخميس 5 يوليه 2012 - 8:45 ص

عاش نظام مبارك طيلة فترة حكمه يروج لك أن «مصر مستهدفة» دون أن يخبرك مستهدفة مِنْ مَنْ؟ من حلفائه الأمريكان، أم من أصدقائه الإسرائيليين، وتحت هذا العنوان خرج إعلامه يفسر للناس كل فعل معارض باعتباره مؤامرة أجنبية وجزءا من هذا الاستهداف، فصارت جماعة الإخوان المسلمين عميلة لإيران، وصار البرادعى عميلاً للأمريكان، وأصبحت الثورة مؤامرة أجنبية، وميدان التحرير تحركه «الأجندات» ووجبات «الكنتاكى».

 

أخشى أننا ننتقل الآن من مرحلة «مصر المستهدفة» إلى مرحلة «الرئيس المستهدف» فتحت هذا العنوان الجديد يحاول أنصار الإخوان والمتعاطفون معهم كبح أى انتقاد يمكن أن توجهه للرئيس بدعوى أنه مستهدف، وأن هناك مؤامرة لإفشاله وإظهاره بمظهر الرئيس العاجز، وأن هذه المؤامرة يديرها المجلس لعسكرى والأجهزة الأمنية، وبالتالى فلابد أن يتحصن الرئيس من أى انتقاد حتى لا تصبح دون أن تدرى جزءاً من هذه المؤامرة.

 

الذين يحدثونك عن مؤامرة المجلس العسكرى لا يردون عليك حين تسأل، ولماذ سلمه السلطة أصلاً، ألم يكن ممكناً طالما أن المجلس العسكرى متآمر هكذا أن يتآمر من المنبع، وان يدير المرحلة الانتقالية بشكل مغاير، وهذه الأجهزة الأمنية والمخابراتية التى تتآمر على مرسى، أين كانت طوال العام والنصف الماضيين، لماذا لم تبدأ التآمر إلا عندما صار مرسى رئيسها وصاحب الكلمة العليا عليها، وفى يده الآن قبل غد أن يقيل وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطنى ورئيس المخابرات إن أراد؟

 

كل شىء حولك صار جزءاً من المؤامرة، المظاهرات الفئوية هناك من يحركها فى الخفاء لإحراج الرئيس، من إذن الذى كان يحركها قبل انتخاب الرئيس ومن الذى كان يقصد إحراجه وقتها؟

 

الإعلام هناك من يحرضه ويوجهه، لكن أحداً لا يسأل: من الذى كان يحرض هذا الإعلام حين كان يتحدى نظام مبارك ويتعامل مع الجماعة دون حظر ويفتح صفحاته وشاشاته لمرشديها وقياداتها، ومن الذى كان يحرض هذا الإعلام حين فضح ممارسات المجلس العسكرى وأدانه فى ماسبيرو والبالون ومحمد ومحمود ومجلس الوزراء والعباسية وغيرها؟

 

لا أجد جدوى من وراء أسطورة «الرئيس المستهدف» سوى أمر من اثنين، إما أنه تبرير مسبق لأى فشل يمكن أن يحدث على الطريقة المصرية فى خلق الشماعات لتعليق التقصير عليها، أو أنه محاولة لتحصين الرئيس من النقد بإرهاب كل صاحب رأى بفكرة المؤامرة وبتوجيه الاتهامات المسبقة أيضاً لكل صاحب رأى معارض بالمشاركة فى هذه المؤامرة، وفى كلتا الحالتين الأمر مقلق وخطير.

 

إذا كان الرئيس مستهدفاً فعليه أن يخوض معركته ضد من يستهدفونه، وإذا كان هناك داخل أجهزة الدولة من يسعى لإفشاله، فعليه أن يتعامل معهم، لا حجة لديه، بيده القرار وهو رئيس هذه الأجهزة جميعها، أما أن يكون ذلك مبرراً لحرمان مواطن أو صاحب رأى من محاسبة الرئيس إذا رأى قصوراً، والتعليق على أدائه إذا وجد ما يستوجب الانتقاد، وإرهاب الناس بالصوت العالى، وإلقاء كل شىء على شماعة الاستهداف فتلك «اسطوانة مشروخة» تعود بنا للوراء.. للوراء كثيراً.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات