قصة الثورة الأوكرانية المسكوت عنها - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة الثورة الأوكرانية المسكوت عنها

نشر فى : الخميس 6 مارس 2014 - 7:10 ص | آخر تحديث : الخميس 6 مارس 2014 - 7:10 ص

كتبت مستشارة الصندوق العالمى للنساء ناتاليا كاربوفسكا مقالا نشر بالموقع الإخبارى يوريشيا ريفيو يتناول الدور الرئيسى للنساء فى الثورة الأوكرانية. فتحرك الأخبار الواردة من أوكرانيا على نحو كبير من السرعة، قد يفوت القصة التى لم يروها أحد: إن الثورة الأوكرانية من أجل النساء وبواسطة النساء.

وأشارت الكاتبة إلى أنه خلال أسبوع واحد قُتِل أكثر من 80 شخصا، وجُرح حوالى 500، عندما حاولت حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ــ الذى يجرى البحث عنه الآن بتهمة القتل الجماعى ــ سحق الاحتجاجات بالعنف. وقد اجتمعت حركة المعارضة التى أطاحت بنظامه الفاسد من أجل هدف مشترك، لكنها لم تكن متجانسة بأى قدر يمكن تخيله.

•••

وصفت كاربوفسكا المشهد، بأن الناس أشاروا إلى الميدان باعتباره قوة «الأبطال الذكور»، بينما يكلَّف النساء بالطهو والتنظيف وتوفير الدعم الأخلاقى. وقد رفع الرجال شعار «أيها النساء، إذا رأيتن قمامة فارفعنها. سوف يسر الثوار ذلك»، وكان الإعلام الاجتماعى يموج بالمطالبات بـ«مزيد من النساء فى المطبخ». وحذت بعض النساء حذوهم بـ«مبادرة الاحتضان» لإظهار الدعم باحتضان أبطالهن الذكور. نظم المحتجون أنفسهم فى «مئات» ــ وهى جماعات الدفاع عن النفس التى تضم كل منها حوالى 100 شخص، تجمعهم منطقتهم أو قضيتهم. والتنظيم على هيئة مئات تقليد قديم يعود إلى حرب استقلال الكوساك فى القرن السادس عشر. وقد اتحد المحتجون الذين يملكون سيارات فى حركة «ميدان السيارات»، حيث جرت مناشدة من يملكون المركبات بسد الشوارع والسير بجانب الأفراد، وهم يقومون بمسيرات إلى منازل أفراد حكم القلة. وعندما بدأت الشرطة القبض على الأفراد كانت هناك حاجة ماسة إلى المحامين لحمايتهم، فعرض الكثير من النساء اللائى لديهن خبرة مهنية مساعدتهن، لكن غالبا ما كن يسمعن عبارة «ينبغى أن تذهبن إلى المطبخ: نحن بحاجة إلى مساعدة هناك. لم يكن المطبخ خيارا للنساء. ولذلك نظموا جماعة» مئات النساء». كانت النساء من كل مكان فى أوكرانيا يرغبن فى الانضمام إلى هذه الجماعة غير الرسمية، وقد ساعدن بعضهن البعض فى العثور على مكانهن فى الميدان. وكانت النساء تدرس دورات فى الدفاع عن النفس. وفى جامعة الميدان، وهى مركز تعليمى غير رسمى فى الميدان، دعت مئات النساء المحاضرات للحديث عن النظرية النسوية.

وأضافت الكاتبة، عندما فتحت القناصة النار على المدنيين فى الوقت الذى كان المزيد والمزيد من الناس يُجرحون فيه على أيدى الشرطة، كان من الخطر على النساء الذهاب إلى المستشفى. ولكنهم لم يخفن بل ساعدن فى تنظيم نوبات فى المستشفى، حيث كن يوثقن أسماء المصابين وأرقام تليفوناتهم خشية أن يُفقدوا. وعرضت المحاميات تقديم المساعدة القانونية للمرضى، واستخدمت السائقات مهارتهن فى ميدان السيارات.

وبالتالى تدين الثورة بالكثير لحركة النساء. وفى الشهور الأولى، كان الأوكرانيون خارج كييف يرون أن المقاومة مقصورة على العاصمة. وكانت منظمات حقوق النساء فى المناطق الغربية والجنوبية من أوكرانيا هى التى ساعدت على تصدير الثورة من كييف إلى الأقاليم. وكانت هناك ثقة فى القائدات ذوات الخبرة العاملات فى المنطقة، وبذلك جعل هذا تعبئة المجتمعات المحلية أيسر عليهن. وعندما صمدت المناطق كان ذلك إنجازا كبيرا.

وترى الكاتبة أن إطاحة المعارضة بالرئيس لا يعنى أن العمل قد انتهى، بل إنها البداية فحسب. ولا يتعلق الأمر باستبدال شخصية عامة بأخرى. بل يتعلق بتغيير النظام ومحاربة الفساد الرهيب. فنحن نريد حكم القانون والديمقراطية، ولا نريد حكاما جددا مثل يانوكوفيتش. ونحن نريد جيلا جديدا من الساسة. نحن نريد قادة لا تتعلق السلطة فى رأيهم بالمال والمزيد من المال. ونحن بحاجة إلى هؤلاء الذين يدخلون هياكل السلطة بسهولة ويتركونها بسهولة. الكلام يدور عن أن يوليا تيموشينكو سوف تكون هذا السياسى. تيموشينكو قائدة قوية وثورية عظيمة فهى يمكنها تحريك الناس عند المتاريس، وسوف يتبعونها.

واختتمت كاربوفسكا المقال بالإشارة إلى أن أوكرانيا تنتظرها أوقات بالغة الصعوبة. فالبلاد مفلسة تقريبا. ويتعين إجراء إصلاحات لا تحظى بالشعبية، ولابد من بناء الثقة فى السياسة وفى السياسيين، ولابد من بناء التفاهم بين شرق أوكرانيا وغربها. كما نحتاج فى الأساس إلى طى الصفحة وإعادة بناء البلاد. ومن أجل ذلك، لابد من أنماط جديدة من المديرين. كما تحترم دور تيموشينكو فى أوكرانيا، وتظن أنه سيكون لها مكان بالتأكيد، لكن ليس باعتبارها مدير البلاد الأول.

كل شيء يتغير بسرعة هنا، ومن المهم بالنسبة التفكير فى المستقبل. ولكن ليكون لتضحية النساء معنى، لابد أن يعكس مستقبلهم القضايا التى مات كثيرون فى سبيلها. وأحد أسباب ذلك الفساد غير المعقول هو أنه لم تكن هناك نساء فى السلطة. ويعتمد مستقبل أوكرانيا على الـ54% فى البلاد التى تمثلها؛ النساء الفخورات صاحبات الصوت المرتفع.

التعليقات