بن لادن ــــ أمريكا.. هل تكشف هوليوود حقيقة اللعبة ؟ - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بن لادن ــــ أمريكا.. هل تكشف هوليوود حقيقة اللعبة ؟

نشر فى : الجمعة 6 مايو 2011 - 9:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 6 مايو 2011 - 9:45 ص
لن تتأخر أوساط هوليوود فى إعداد مشاريع أفلام حول مقتل أسامة بن لادن وترى كيف ستواجه أمريكا زعيم القاعدة سينمائيا.. اعتقد أن أحداث مشهد قتل بن لادن على ارض الواقع بباكستان ستختلف كثيرا عن وقائع حبكة المشهد السينمائى المنتظر التى تحاك فى استوديوهات هوليوود، رغم أن ديكور باكستان الدموى لمشهد الخلاص من الزعيم كان مزيجا من الواقع والخيال!
فى مشهد القتل الحقيقى كانت اللقطة خاطفة.. وجه مشوه لبن لادن غارق فى الدماء..

بينما فى الثانى سوف تستغرق اللقطة زمنا أطول وتغرقنا فى تفاصيل عديدة موحية وغير موحية.. موجهة وغير موجهة.

قطعا استغرقت عملية القتل 40 دقيقة، لكنها ستحتاج إلى كشف الستار عن 40 عاما من عمر بن لادن.. وسنوات ما بين لقطة البداية والنهاية..

تحتاج إلى الحقائق والأوهام لتمنح العقل فرصة الوقوف على حقيقة اللعبة، وللمشاعر أن تتفاعل.

لدىّ شعور بأن مؤلفى الأفلام ومخرجيها لم يكن ليقتنعوا بالصورة الميلودرامية الخاطفة التى بثتها فجأة السلطات الأمريكية لاغتيال بن لادن، فهم قطعا لديهم أسئلة كثيرة حول الزعيم ولحظة نهايته، وطالما مسألة اقتحام مخبئه كانت بهذه البساطة لماذا لم تسع السلطات للقبض عليه؟

ربما تنكشف رؤى أخرى حول كيف كان يفكر ويخطط للمستقبل، ولماذا اتخذ هذا الطريق، ومتى بدأت مرحلة العداء لأمريكا وكيف، وهل كان عداء خالصا أم له بنود اتفاق؟، ثم هل هناك صلة بين مقتله الآن ومصير مستقبل أوباما السياسى؟!.

فهل ستحاول الآلة الهوليوودية السير باتجاه واحد نحو غزل أساطير مرعبة لما كان يشكله بن لادن من خطر عظيم على المجتمع واستقراره وأمنه وبالتالى ستكون هناك أساطير أخرى فى عملية اقتحام مسكنه وإصابته بطلقة قاتلة وتمجيد صورة القناص، وكم كانت الإدارة الأمريكية بالبيت الأبيض والبنتاجون والـ«سى آى إيه» تواصل الليل بالنهار من أجل رسم خطط لخلاص العالم من شرير آخر عظيم.

المخرجة الأمريكية كاثرين بيجلو التى خطفت الأوسكار بفيلمين عن العراق «خزانة الألم» وأهدته إلى التمسك بمواصلة جهود السلام، أعلنت أنها ستقدم فيلما عن قصة بن لادن بعنوان « اقتل بن لادن».. فهل ستعتبر قتله خطوة من اجل السلام؟

وأن ذلك سيبرد أخيرا نار آباء وأمهات ذهب ذووهم ضحايا انفجار برجى مركز التجارة العالمى.. هل ستملك كاثرين الجرأة هى وغيرها ممن سيخوضون تجارب مشابهة على طرح السؤال: لماذا كره بن لادن أمريكا؟.. ومن ثم الإجابة عنه سينمائيا.

أتمنى أن تعيد بيجلو النظر فى فيلمها لتستطيع هوليوود هذه المرة تخطى النظرة الواحدة فى أفلامها لكل من واجهتهم فى ساحة المعركة.. أتمنى ألا تقف عند حدود «الإرهاب الكبير». فالصورة اليوم مختلفة فى عيون الملايين الذين تابعوا لقطة قتل زعيم القاعدة.

فأمريكا قد أظهرت عشقها للعنف والانتقام والدم وهى تقر بذلك، بعدما شهد أوباما نفسه مشهد الاغتيال على الهواء.. لن تستطيع هوليوود كلها أن تقع فى فخ الانحياز هذه المرة؛ لأن التاريخ سيكشف أوراقا ومفاجآت مدهشة أكثر من لحظة الخلاص من بن لادن والتى توحد فيها أيضا الواقع بالخيال.
خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات