ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى - سمير عمر - بوابة الشروق
الإثنين 8 ديسمبر 2025 7:23 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى

نشر فى : الأحد 7 ديسمبر 2025 - 6:40 م | آخر تحديث : الأحد 7 ديسمبر 2025 - 6:40 م

يوم الخميس الماضى أعلن مقتل «ياسر أبو شباب» قائد الميليشيا المسلحة المدعومة من إسرائيل فى قطاع غزة، والتى اختار لها من أنشئوها اسم «القوات الشعبية».

من الذى قتل أبو شباب؟ وكيف؟ ولماذا؟ ليس مهما، المهم أنه قتل وطويت صفحته بعد أشهر عمل خلالها فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى.

قتل ياسر أبو شباب واختلفت الروايات فى أسباب، وظروف، وملابسات مقتله، لكن الثابت من خلال الفيديو القصير الذى بثه من يوصف بخليفته فى قيادة الميليشيا «غسان الدهينى» لما قال إنه صلاة الجنازة على «ياسر أبو شباب» أن الرجل ذهب غير مأسوف عليه، ولم يسر فى جنازته سوى عدد ضئيل من أنصاره وشركائه فى العمل لصالح الاحتلال فى الرواية الإسرائيلية فقد توفى أبو شباب متأثرا بجراحه بعد أن تعرض للضرب والركل المبرح من قبل حراسه الشخصيين على خلفية نزاع على المناصب والأموال، وكذلك بسبب تعاونه مع إسرائيل. 

وفى رواية نائبه فى قيادة الميليشيا فقد قتل خلال محاولته فض نزاع عائلى بين أبناء عائلة أبو سنيمة، أما عائلة أبو سنيمة فقد أصدر وجهاؤها بيانا يفخرون فيه بأن أبناء العائلة هم من قتلوا «الخائن» وينعون فيه عددا من أبناء العائلة قضوا فى المعركة التى انتهت بمقتله. 

ومثلما تبرأ الجميع من ياسر أبو شباب فى حياته لتعاونه مع الاحتلال، فقد اعتبر الجميع أن مقتله هو نهاية طبيعية لكل «خائن» حتى إسرائيل التى اعتبر بعض قادتها مقتل «أبو شباب» خسارة لجيش الاحتلال فلم تبذل أى جهد للدفاع عنه، بل شاركت فى تشويه مشهد النهاية الذى توقعه كثيرون.

قبل نحو عام قررت إسرائيل الاستثمار فى «أبو شباب» الشاب الثلاثينى الذى ينتمى لقبيلة «الترابين» فى مدينة رفح الفلسطينية، والذى كان معتقلا لدى حكومة حماس بتهم جنائية قبل أن يطلق سراحه نتيجة قصف قوات الاحتلال مقار الأجهزة الأمنية فى قطاع غزة، كان «أبو شباب» بالنسبة لإسرائيل نموذجا مثاليا للتجنيد، ولم تبذل جهدا فى إقناعه بالتعاون معها. 

عائلته سارعت بإعلان البراءة منه وقالت إن «دمه مهدور» إن لم يتراجع عن أفعاله، لكنه لم يتراجع بل ناور وقال إنه يعمل بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، فسارعت السلطة بنفى التعاون معه هو والقوة المسلحة التى يتزعمها.

بعدها نشرت صحيفة واشنطن بوست أن اسمه ورد فى تقرير داخلى للأمم المتحدة بوصفه قائد جماعة مسلحة مسئولة عن النهب المنظم للمساعدات الإنسانية.

لم يخف «أبو شباب» تعاونه مع إسرائيل، زاعما أنه يعمل لصالح أبناء الشعب الفلسطينى فى مواجهة حركة «حماس» فجاءه الرد الشعبى وهو على قيد الحياة بألا مكان للمتعاونين مع الاحتلال بيننا، ثم كان الرد الأقوى بعد رحيله بتوزيع الحلوى احتفالا بمقتله. 

سعد حداد وأنطوان لحد 

فأما الأول «سعد حداد» فقد أعلن فى عام 1976 تأسيس «جيش لبنان الحر» الذى سيصبح فيما بعد «جيش لبنان الجنوبى» وبدعم إسرائيلى كامل تأسس جيش سعد حداد، وكانت خطوة تأسيس جيش سعد حداد مقدمة لدخول الجيش الإسرائيلى بنفسه الأراضى اللبنانية مستغلة العملية الفدائية العظيمة التى نفذتها «دلال المغربى» عضو حركة فتح باستهداف القوات الإسرائيلية على الساحل الشمالى لفلسطين المحتلة، وبعد العملية الفدائية، أطلقت إسرائيل عملية الليطانى بجيش قوامه نحو 25 ألف جندى، لتسيطر على المنطقة جنوب نهر الليطانى، بهدف إبعاد مقاتلى منظمة التحرير عن الحدود الإسرائيلية، وتدعيم حليفها المحلى المسمى «جيش لبنان الجنوبى» بقيادة «سعد حداد».

وبعد الانسحاب الإسرائيلى، تُركت المهمة لقوات سعد حداد بعد أن وفرت له كل وسائل الدعم والإسناد، فأعلن حداد ما سماه «دولة لبنان الحر» فى عام 1979 وقال إنه يعتبر إسرائيل حليفة لهذا المشروع، فكان رد رئيس الوزراء اللبنانى فى هذه الفترة «سليم الحص» بعزل سعد حداد من الجيش اللبنانى ووصفه بالخائن الانعزالى.

وقد ساهم سعد حداد بدور كبير فى دعم إسرائيل فى حربها على لبنان عام 1982 بل شارك فى استهداف المدنيين والموالين للمقاومة الفلسطينية أو ممن رفضوا التعاون مع إسرائيل. 

توفى سعد حداد فى يناير 1984، ونعاه رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك «إسحاق شامير» واصفا إياه بأنه «وطنى لبنانى عظيم وصديق مخلص لإسرائيل». 

وخلف حداد فى قيادة «جيش لبنان الجنوبى» أنطوان لحد فسار على دربه بل زاد من تعاونه مع إسرائيل، وحين أجبرت إسرائيل على الخروج من لبنان عام 2000، هرب «لحد» مع عدد من قيادات جيشه إلى إسرائيل ومنها إلى فرنسا، وحين رحل عام 2015 لم يجد من يقبل بدفنه فى لبنان فدفن فى فرنسا ونعاه رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» الصهيونى المتطرف أفيجدور ليبرمان بقوله: «إن لحد كان رجلا شجاعا تشارك مع إسرائيل وحدة المصير، وخاض نضالا إلى جانبنا فى إطار تحالف حقيقى عقده ورجاله، لكن للأسف الشديد تخلت عنهم إسرائيل».

سمير عمر كاتب صحفي يمتلك خبرة تمتد لنحو ثلاثة عقود في مجال الصحافة والإعلام
التعليقات