الفريق المفضل والكرة الجميلة.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 3:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفريق المفضل والكرة الجميلة..

نشر فى : السبت 8 أكتوبر 2022 - 6:25 م | آخر تحديث : السبت 8 أكتوبر 2022 - 6:25 م

** سألتنى الصديقة والقارئة التونسية نورا طرابلسى: ما هو فريقك الأوروبى المفضل؟
** حسنا أن السؤال لم يكن عن فريقى المصرى المفضل. لكن سواء كان الفريق المفضل مصريا أو عربيا أو أوروبيا، فهو هذا الفريق الذى يلعب الكرة الحلوة، بكل أشكالها. فاللعب الجميل له عدة أشكال، وهو يجمع بين المهارات الفردية وبين الأداء الجماعى والابتكار، وبين الإبداع وبين النضال. ويمكن أن يلعب فريق ما كرة هجومية كاملة أو يلعب كرة هجومية نصف كاملة، وكلاهما يجمع بين الأداء وبين النتيجة .فقد بهرتنا البرازيل لسنوات حين كانت سيدة كرة القدم ومبدعة بالمهارات، ووصفت بأنها فى مسرح كرة القدم مثل فرقة باليه البولشوى الروسية على مسارح الفن. وبهرتنا هولندا بالكرة الشاملة، وبهرنا ريال مدريد ببطولاته، وبهرنا برشلونة بالتيكى تاكا.
** كانت تلك هى فرقى المفضلة، وأضيفت إليها ليفربول من أجل محمد صلاح، ومانشستر سيتى من أجل جوارديولا. وكلاهما أيضا يقدمان كرة قدم جديدة وبديعة، عامرة بالإبداع والابتكار والقوة والسرعة. إنها كرة قدم ديجيتال، تعبر عن العصر، فلا بطء، ولاتثاؤب ولا انتظار، وإنما هجوم وضغط، وسرعة واستخلاص، ودفاع وهجوم بالفريق كله. فعندما تجد فريقا منقسما إلى لاعبين يدافعون ولاعبين يهاجمون، فأنت تشاهد فريقا يلعب كرة قديمة.. وأعود إلى بيت القصيد.. أشجع الرياضة وأحبها، وأحترم المواهب، والقدرة البشرية، وأرى أن تعريف الجمال فى الرياضة وفى كرة القدم يرتبط بقواعد الأداء المتطورة.
** إن منتخب الدنمارك مثلا كان رائعا فى بطولة أوروبا عام 1992. ومنتخب إيطاليا الذى هزم البرازيل فريقى المفضل فى حينه كان يلعب كرة جميلة، بصورة مختلفة. وبلجيكا حين قامت بهجمات مرتدة بخمسة لاعبين فى سباق سرعة كانت مبهرة. فالكرة الجميلة يمكن أن يقدمها فريق بأسلوب ألمانياو البرازيل ومانشستر سيتى وليفربول وبايرن ميونيخ. وذلك بالهجوم الشامل، والدفاع الجزئى لأن الهجوم الشامل لا يمنح الخصم فرصة الرد بهجوم. يمكن أن يقدم الكرة الجميلة فريقا يدافع بإحكام، ثم يرد بهجمات مضادة شديدة الدقة والسرعة. فهذا جمال فى كرة القدم، وذاك جمال فى كرة القدم.
** من تشجع فى الكرة المصرية؟
** سؤال آخر متكرر. وعلى الرغم من إعلانى بأنى أحب الإسماعيلى لأسباب عاطفية كثيرة، منها حب جمهور الإسماعيلى لأبى، وقد عشت مشاهد لا تنسى فى هذا الحب، فإن هذا لم يقنع أصحاب السؤال فيزيدون: «ماشى تحب الإسماعيلى.. لكن ما هو فريقك المفضل الأهلى أم الزمالك؟»..
** أحب الذى يلعب كرة جيدة، وأحترم الأداء الجديد والجيد. وعندما يحقق الأهلى انتصارات أشيد بها، والأمر مماثل عندما ينتصر الزمالك أيضا. بل إننى أحرص على الإشادة بالفريق التى تلعب أمام الفريقين الكبيرين بصورة جيدة. فهذه ليست مهنتى فحسب وإنما رؤيتى للرياضة وللمنافسة، وللفرق التى أتابعها، ففريقى المفضل هو الفريق القوى والجيد الذى يقدم الكرة الجميلة جماعيا وفرديا. وعندما أصف الخطيب بأنه أفضل لاعب شاهدته وعاصرته، يكون التعليق: لأنك أهلاوى، وعندما أصف زيزو بأنه أفضل لاعب فى مصر الأن يكون التعليق: لأنك زملكاوى
وربما يشهد العديد من القراء والأصدقاء أنه سؤال مستمر، وأن الأمر عندى هو فهمى وتقديرى لمكانة الأهلى والزمالك.. لكنى أنتهى بسؤال للجميع:
لماذا يحرص أو يهتم قراء ومشاهدون ومستمعون بالسؤال عن انتماء الناقد أو المحلل أو المعلق؟ ماسبب هذا التفتيش فى هويتهم؟!
** أعرف السبب.. لكننى أترك لكم الإجابة.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.